نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء في حركة التحرير والبناء: بوصلتنا الكفاحية تشير إلى اقتراب تحرير بلادنا
أبو حاتم شقرا شاب خرج من قريته القريبة من مدينة دير الزور ليرفع صوته عالياً بضرورة إنهاء نظام الاستبداد الأسدي المتوحش.
لم تكن الأمور التي تنظم الثورة ضمن أطر فاعلة موجودة فعلياً ومترسخة، والسبب في ذلك أن هذه الثورة التي نهضت بها غالبية المدن والقرى، لم تكن عفوية، ولم تكن مفتعلة أو مخططاً لها من قوى خارجية أو قوى متآمرة على استقلال البلاد، بل كانت ثورة كرامة، وليس ثورة جوع، فالشعب السوري رغم النهب المنظم لخيراته وثرواته وتجارته من قبل أعوان السلطة في أجهزة الدولة وأجهزة أمنها لم يكن جائعاً أو محتاجاً، فالسوريون وعبر تاريخهم الحضاري الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام هم من بنوا العتبات الأولى للحضارة العالمية عبر ابتكارهم للأبجدية وعبر ركوبهم البحر المتوسط بمراكب لك يسبقهم إليها أحد.
هذه الخلفية التاريخية هي إرث السوريين في بلادهم عبر تاريخهم، وهي من مكونات ثقافتهم المعاصرة، لأنها محمولة على جيناتهم الوراثية.
من هنا يمكن فهم ثورة شباب ورجال دير الزور السلمية، التي انخرط بها سكان المدينة وأريافها بمئات آلاف المتظاهرين، ما شكّل رعباً للنظام.
شباب دير الزور كانوا سلميين لأشهر عديدة، ولكن النظام ومخبريه وشبيحته أرادوا قمع الثورة بطرق مختلفة ففشلوا، ولذلك رموا البنادق في الشوارع لجرّ الناس لحرب هي ساحتهم الأخيرة للبقاء في السلطة.
شباب مدينة دير الزور وشباب أريافها القريبة منها في ضواحيها مثل الحسينية والجنينة وشقرا وسفيرة.. إلخ، في الخط الغربي جزيرة، وكذلك فعل نظراؤهم في باقي الخطوط الجغرافية، فشكلوا تنظيمات بسيطة بأسلحة صيد للدفاع عن أهلهم، وكان من هؤلاء شاب يدعى أحمد إحسان الهايس، الذي يتصف بالجرأة وعدم الخوف والغيرة الوطنية، والذي اكتسب اسماً حركياً لاحقاً باسم (أبو حاتم شقرا).
أبو حاتم شقرا ساهم بصورة رئيسية في تأسيس حركة أحرار الشرقية، التي سميت بهذا الاسم من أجل تحرير كامل المنطقة الشرقية من سوريا، رغم تشكلها وفق ظروف صعبة، فاستطاع مع رفاقه من الثوار بناء حركتهم التي اكتسبت شهرة كبيرة بسبب طردها لداعش من الشمال السوري.
هذه النجاحات مع زيادة التدريبات القاسية وتعلم فنون قتال حديثة لخلق مقاتلين أشداء لتحرير بلادهم جعل من ميليشيات تابعة لحزبي (PYD) و(PKK) ترى فيهم الخطر الأكبر على وجودهما، ولهذا بدؤوا حرب متفجراتهم وألغامهم وسياراتهم المفخخة لإنهاك وإضعاف هذا الفصيل الثوري.
فشلهم المدوي، الذي خسروا على إثره كل مناطق عفرين وجنديرس، التي استخدموها لشن الهجمات على قوى الثورة السورية وعلى السكان الأتراك الآمنين في أراضيهم.
القسديون العابرون لكل قيم الوطنية السورية كان همهم سحق تنظيم أحرار الشرقية التي كانت مركز جذب لآلاف الشباب لمناصرتها وانخراط بعضهم في صفوفها، سيما وأنها ابنة هذا الشعب وتريد مساعدته في شؤون الحياتية والتعليمية وغيرها.
لقد فكّر ألدار خليل ومجموعته المنحدرة من حزب العمال الكردستاني التركي وهو حزب إرهابي يحارب الدولة التركية لتحقيق حلم مريض في رأسه هو بناء دولة كردية على قسم من أراضي أربع دول هي سوريا وتركيا والعراق وإيران.
فكّر ألدار ومجموعته برسم مخطط يريدون منه توريط اسم أحرار الشرقية بجريمة إنسانية هم كحركة لم يفعلوها البتة من قبل، خطتهم كانت الإيقاع بمهندسة ترأس حزب سوريا المستقبل، فذهبت ضحية لهدف سياسي هو إقناع الأمريكيين بأن جماعة أحرار الشرقية يمتهنون تصفية أعدائهم، وإلصاق التهمة بقوى معادية غير موجودة سوى في رؤوسهم، لكن من كان تاريخه السوري والعائلي معروفاً بمقاومة الاحتلالات ومعارضة قهر الناس فهو لن يفعلها بالمطلق.
حركة أحرار الشرقية لا زالت تتبنى دعم عناصر كثيرة فيها للتسجيل في مؤسسات التعليم بما فيها الجامعات.
هذا وحده كاف لتتراجع الولايات المتحدة (القاضي الدولي) عن خطئها السيء باتهام أبريل بقتل هفرين الخلف رئيس حزب مستقبل سوريا.
لقد أثبتت ممارسات القسديين انحيازهم للتطهير العرقي، ولفرض التجنيد على من هم أقل من السن القانونية، ويأتيك من يتشدق عليك بالقول إنهم معارضون ولا يزالون يتحصنون بحضن النظام.
ساعات نهاية المأساة السورية تقترب شيئاً فشيئاً، وسيفشل دعاة التقسيم والحكم الذاتي وكل المزعبرين المراهنين عل تقسيم سوريا، وينتصر السوريون فهذه حتمية الثورات العظيمة.