نائبتان أمريكيتان مسلمتان تصوتان لصالح قهر الشعوب الإسلامية
تعرّض الشعب السوري الذي لا يزال ثائراً على نظام الاستبداد الأسدي منذ عام 2011 لأبشع جرائم ضد الإنسانية موثّقة، ومع ذلك تتبنى نائبتان أمريكيتان مسلمتان هما النائبة “إلهان عمر” التي تنحدر من أصل صومالي، والنائبة “رشيدة طليب” المنحدرة من أصل فلسطيني التصويت لصالح رفع العقوبات عن نظام بشار الأسد الإبادي.
كذلك صوتت النائبتان المذكورتان ضد قانون قيصر (قانون حماية المدنيين السوريين) عام 2019، وهذا يعني أنهما تتبنيان مواقف معادية لكفاح الشعوب الإسلامية الداعية لإقامة أنظمة ديمقراطية في بلادها.
ومنذ وقت قريب، عادت النائبتان المذكورتان إلى التصويت ضد مشروع قانون يعرض على الكونغرس الأمريكي، يرفض رفع العقوبات عن نظام أسد وأربع دول أخرى، حيث رفض مجلس النواب الأمريكي مقترحاً قدّمه عددٌ من الأعضاء الجمهوريين يقضي بإنهاء حالة الطوارئ الرئاسية المعلنة بحق خمس دول هي “سورية والعراق واليمن وليبيا والكونغو الديمقراطية”. وحاز رفض رفع العقوبات على 394 صوتاً.
النائبتان إلهان عمر ورشيدة طليب صوتتا ضد مقترح مشروع قانون فرض عقوبات على إيران بسبب مقتل الفتاة الكردية الإيرانية “مهسا أميني” على أيدي ما يسمى شرطة الأخلاق، بسبب عدم ارتداء الحجاب المفروض قسراً على النساء الإيرانيات، المقترح المذكور نال أغلبية 401 صوتاً، حيث سُميّ هذا القانون باسم “مهسا أميني”.
السؤال الذي يتطلب إجابة واضحة حول: لماذا (تصوّت نائبتان أمريكيتان مسلمتان) ضد مصالح الشعوب الإسلامية، التي تعاني من قهر أنظمتها الاستبدادية، مثل نظام القتل والتدمير الأسدي، ونظام ملالي طهران المطلق؟.
إن أصل النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب المنحدرتين من شعوبٍ لا تزال تعاني من القهر يدفع نحو الاستغراب، ولكن وكما يقال، (إذا عُرف السبب بطُل العجب)، فالنائبتان تدينان بالولاء للنظام الديني المطلق في طهران، وبالتالي فهما تدافعان عن كل نظام يدور في فلك النظام الإيراني، وأن انتخابهما في الكونغرس الأمريكي يأتي من مناطق ذات خلفية سياسية تدين بالولاء للشيعية السياسية في بلد حرٍ ديمقراطي مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
تصويت إلهان عمر ورشيدة طليب في الكونغرس، يخدم في الحالات المذكورة أنظمة قهر الشعوب، وهو يتعارض مع جوهر بنية النظام السياسي الأمريكي، هذا النظام قائمٌ على مبادئ الحريات والديمقراطية الحقيقية.
إذاً هذا التصويت، يرتكز على ارتباط فكري سياسي، لا يخدم جوهر البنية السياسية الأمريكية، ومبادئ حقوق الإنسان التي تدافع عنها الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل على نشرها في العالم، من أجل إلغاء استبداد الشعوب، ومنحها حريات التفكير والعمل السياسي وتداول السلطة عبر صناديق الانتخابات الديمقراطية الشفافة؟
كما أن هذا التصويت، لا يخدم الشعوب الإسلامية، التي تعيش في ظل أنظمة القهر والاستبداد، فليس مفهوماً من أشخاصٍ مثل النائبتين المذكورتين تصويتهما لتثبيت أنظمة تقهر شعوبها، في وقتٍ هما تتمتعان بالحريات الكاملة، وبحقهما في ممارسة السياسة، ضمن نظام ليبرالي ديمقراطي حقيقي، وهو النظام الذي أوصلهما إلى الكونغرس.
إن دفاع النائبتين “إلهان عمر ورشيدة طليب” عن أنظمة كالنظام الأسدي، المثبت عليه ارتكابه لجرائم حرب واستخدام أسلحة محرّمة دولياً مثل السلاح الكيماوي، الذي ارتكب باستخدامه له مجازر في سورية، راح ضحيتها أكثر من 1100 طفل وامرأة في الغوطة الشرقية لا يمكن فهمه على أنه ممارسة ديمقراطية، فدفاعهما عن أنظمةٍ تقهر شعوبها، لا يمكن تبريره على أنه حق ديمقراطي لهما، فمتى كان الدفاع عن قتل الناس المدنيين العزّل حق ديمقراطي؟!.
إن الركائز الفكرية للنائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب تقوم على استثمار سياسي لبنية النظام الأمريكي الحر، حيث تستفيد النائبتان من مبادئ الحرية الأمريكية لصالح مبادئ وأد الحرية والكرامة الإنسانية لدى شعوب مقهورة كالشعبين السوري والإيراني.
إن إغلاق الثغرات في القانون الانتخابي الأمريكي ضرورة لحماية مبادئ الحريات والديمقراطية في الولايات المتحدة، فلولا وجود نظام ديمقراطي حقيقي في الولايات المتحدة ما كنّا لنشهد هذا التطور الحضاري الهائل فيها.
إن إغلاق الثغرات التي تسللت عبرها النائبتان الأمريكيتان المسلمتان إلى الكونغرس الأمريكي، لم يعد على أنه حاجة فحسب، بل يجب فهم خطورته على البنى الاجتماعية والسياسية الأمريكية، فكيف يمكن فهم أن تقوم هاتان النائبتان على التصويت ليس ضد المبادئ الأمريكية فحسب، بل ضد مصالح الولايات المتحدة العليا؟.
إن الأمر لا يقف عند تقدير سياسي خاطئ لدى هاتين النائبتين، بل هو يتعداه إلى عملهما ومحاولاتهما على اختراق السياسة الأمريكية، هذا الاختراق يتمّ بدعم وتشجيع من الدول المارقة (النظام الإيراني والنظام الأسدي)، من أجل محاولة خلق لوبي يدافع عن أنظمة تعادي السياسة الأمريكية وتهدد مصالح الأمة الأمريكية الحيوية.
والسؤال المطروح على المشرّع الأمريكي: كيف يمكن منع تسلل القوى المعادية للولايات المتحدة الأمريكية إلى هيئات التشريع والحكم في هذه البلاد؟ وكيف يمكن منع هذه القوى المعادية من استثمار الديمقراطية الأمريكية للعبث بسياستها؟.
إن السؤال المهم الذي يجب طرحه على الرأي العام الأمريكي و خاصهً العربي و المسلم هو: (لماذا تدافع النائبتان إلهان عمر ورشيدة طليب) عن أنظمة معادية ليس فقط لسياسه بلدانهم و إنما لمبادئها و لدستورها و عقيدتها ايضاً؟، وما العلاقة غير الواضحة بين هاتين النائبتين والنظامين الإيراني والأسدي؟، وإلى متى ستبقى الثغرات في القوانين المتعلقة بالانتخابات الأمريكية تسمح بوصول شخصيات معادية للكونغرس الأمريكي أو لإحدى هيئات صنع القرار في الولايات المتحدة؟.
هاتان النائبتان يجب أن تدركا أنهما لا يمكنهما الادعاء ولن يسمح لهما بتمثيل الرأي والصوت العربي والمسلم في أمريكا.
والسؤال الأهم هو: متى ستنضج وتتطور المجتمعات العربية والإسلامية وتصل لمستوى واع وطني مسؤول متقدم، لتفرز ممثلين عنها أمريكيين وطنيين حقيقيين، يساهمون بدعم تحرر شعوبهم ونشر مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحق الانتخابات الحرة النزيهة لدى الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني الاستبداد والديكتاتورية والقهر والقمع والظلم والقتل على يد حكوماتها المستبدة الفاسدة؟.
أسئلة بحاجة إلى أجوبة من المشرعين الأمريكيين، والمجتمعات العربية والإسلامية الأمريكية. فهل ستجد هذه الأسئلة إجابات حقيقية لها؟.