من المسؤول عن الاقتتال الداخلي في السويداء وما علاقة حزب الله؟
قال
مصدر محلي خاص لموقع نينار برس، إن النظام يسعى من خلال اعتماده على إحدى المجموعات
المحلية الموالية له في السويداء لخلق اقتتالٍ “داخلي أهلي” بين عائلات
المحافظة.
وعزا
المصدر التصعيد الأخير الذي شهدته مدينة “صلخد” جنوب السويداء، لرغبة
النظام وميليشيا حزب الله بتعويم إحدى الشخصيات المقربة من الميليشيا اللبنانية
بحجة محاربة العصابات، وفق المصدر.
وكانت
اشتباكات اندلعت في الـ 22 من نيسان الحالي، بين فصائل محلية في مدينة
“صلخد” في السويداء، أدت لسقوط 3 قتلى وإصابة آخرين بجروح، بينهم قائد
فصيل عسكري.
وأشارت
حينها شبكة “السويداء 24″، أن مسلحين يتبعون لفصيل مهران عبيد وناصر
السعدي، استهدفوا سيارة تعود لفصيل “قوات شيخ الكرامة” في مدينة صلخد،
بإطلاق نار كثيف أثناء مرورها من أمام منزل السعدي، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص كانوا
بداخلها على الفور، فيما نجا شخص رابع.
ولفتت
الشبكة إلى أن مدينة صلخد شهدت تجمعات لمسلحين محليين من أتباع الشيخ مهران عبيد،
والذي تعرض منزله في مدينة السويداء لأضرار مادية محدودة إثر انفجار قذيفة
“آر بي جي”، أطلقها مجهولون على منزله، من دون أن تسفر عن وقوع أية
إصابات بشرية.
وذكرت
الشبكة أن ناصر فيصل السعدي يتزعم مجموعة مسلحة مرتبطة بفصيل مهران عبيد، الذي
ينحدر من مدينة صلخد ويقيم في مدينة السويداء، ويرتبط بالأجهزة الأمنية التابعة
للنظام، فيما تعتبر قوات “شيخ الكرامة” من التشكيلات التي تقف بوجه
النظام.
وكان
عبيد يتزعم فصيلاً مسلحاً تابعاً لحركة “رجال الكرامة” في عام 2015، إلا
أن رجال الكرامة استبعدته من صفوفها عام 2016، بسبب خروجه عن مبادئ الحركة، فيما
انشق غالبية أفراد الفصيل بمدينة صلخد عام 2017 عن الحركة، وعن مهران عبيد، وشكلوا
فصيلاً مسلحاً مستقلاً أسموه “قوات شيخ الكرامة”.
فمن هو مهران عبيد الشخصية التي تسببت في التصعيد
بالسويداء.. وماعلاقة حزب الله؟
أفادت
مصادر محلية خاصة لـ “نينار برس”، أن أول ظهور واضح لشخصية المدعو
“مهران عبيد” كان في اجتماع عقد في بلدة القريا بريف السويداء الجنوبي
في التاسع من شهر شباط الماضي.
ولفت
المصدر إلى أن الاجتماع الذي ضم قادة فصائل محلية ومدنيين، أبرزَ شخصية
“عبيد” عبر إعطائه مهلة لعصابات الخطف والسرقة في السويداء لتسليم
أنفسهم مهدداً إياهم بالقتل.
وأضاف المصدر، أنه وبعد ساعات من الاجتماع بدأت صفحات موالية للنظام بالترويج لشخصية “عبيد” عبر الإعلان عن إلقائه القبض على متورطين بقضايا خطف وسرقة في المدينة، مشيراً إلى أن “عبيد” لم يقترب من العصابات الكبيرة المعروفة للأهالي حتى اللحظة.
ولفت إلى أن “عبيد” كان قائد مجموعة تتبع لـ “حركة رجال الكرامة” وتعرف باسم (بيرق الفهد) قبل عزله من قبل مجلس قيادة الحركة في شهر تشرين الأول عام 2016، حيث اعتبرت الحركة أن كل عمل يقوم به “عبيد” عمل فردي يقع على مسؤوليته ولا علاقة لحركة رجال الكرامة به.
واتهم المصدر مجموعة “عبيد” بالعمل منذ ذلك التاريخ بشكل واضح لصالح فرع الأمن العسكري في السويداء، مشيراً إلى أن نشاط مجموعته لم يكن كبيراً حتى انعقاد اجتماع القريا قبل شهرين.
ما علاقة حزب الله؟
مصدر آخر كشف لـ “حلب اليوم” أن مجموعة محلية تتبع لـ “مهران عبيد” في مدينة صلخد متهمة بالتعامل مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، مضيفاً أن المجموعة يتزعمها المدعو “ناصر السعدي” المنحدر من صلخد.
وأفاض المصدر، أن “السعدي” معروف بنشاطه بتجارة وترويج المخدرات لصالح ميليشيا “حزب الله” في المنطقة الجنوبية، حيث يعتبر أحد أبرز الأذرع النشطة للميليشيا في هذا المجال.
ورجح المصدر أنه ومن خلال تركيز مجموعة “مهران عبيد” نشاطها على “قوات شيخ الكرامة” في صلخد، أن مهمة “عبيد” حالياً هي تصفية كل من تورط بمقتل الحاج الشيعي المعروف بولائه لحزب الله “أحمد جعفر” أحد أبرز تجار المخدرات في السويداء، والذي تمت تصفيته قبل أعوام بتهمة التورط بالتفجيرات التي شهدتها المحافظة في أيلول 2015، وأودت بحياة مؤسس “حركة رجال الكرامة” الشيخ “وحيد البلعوس” ومجموعة من رجاله ومدنيين.
اقتتال داخلي
بين المصدر أن حزب الله وبعد فشله في السيطرة على المحافظة بشكل مباشر، بدأ بتعويم بعض الشخصيات المحسوبة عليه، وذلك لفرض سيطرة من نوع آخر تدخل المحافظة باقتتال عائلي من شأنه أن يسهل من السيطرة النهائية للحزب على السويداء.
واعتبر المصدر حادثة صلخد مقدمة لعمليات مماثلة لمجموعة “عبيد” في مناطق مختلفة من المحافظة، مؤكداً وجود خلايا تتبع لـ “عبيد” في جميع القرى والبلدات التي تم التخطيط للسيطرة عليها تتحرك في الوقت المناسب.
ورأى أن السيناريوهات مفتوحة على اقتتال داخلي يشغل المدنيين عن النية الخفية وراء هذا التصعيد، مضيفاً أن المجموعات التي تعمل لحزب الله في الخفاء تسعى حالياً لخلق حرب عائلية داخلية من جهة، وأخرى بين السويداء وجارتها درعا لتحقيق غاياتها.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”