منحة رأس النظام استهزاء بمعاناة السوريين
منحة لمرة واحدة بقيمة 50000 ليرة سورية أي ما يعادل 16 دولاراً للقائمين على رأس عملهم و40000 ليرة سورية للمتقاعدين يتصدق بها بشار الأسد على العاملين في القطاع الحكومي والعسكريين في بلد منهار اقتصادياً، حيث يبلغ عجز ميزانيته للعام الحالي 1455 مليار ليرة سورية في حين يقدر عجز العام المقبل بنحو 3484 مليار ليرة سورية وهي نسبة تقدر بـ 71% وفقاً لصحيفة الوطن المقربة من النظام، في حين تصل معدلات البطالة فيه إلى 50% وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
في حين يقف الناس في طوابير طويلة لساعات للحصول على ربطة خبز أو كمية محروقات محددة لا تكاد تكفيهم، تأتي هذه المنحة لتزيد أوجاع السوريين الذين يقارنون بين حياة الرفاهية التي يعيشها رأس النظام ومسؤوليه مع حياة البؤس التي يعيشها الشعب حيث لا تتجاوز أجور العاملين في القطاعات الحكومية في حدها الأعلى 60000 ليرة سورية أي ما يعادل 20 دولاراً تقريباً، ما يعني أن كامل العاملين في القطاعات الحكومية يعيشون تحت خط الفقر.
أثارت المنحة حملة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الشعبية حيث يتهم النظام بإعطاء 1% من حق الشعب بصفة منحة وتفضل من النظام عليه فيما سخر آخرون من المنحة قائلين :(إنها تكفي لشراء مؤن العام القادم ومنازل وسيارات وتأمين مستقبلهم بهذه المنحة السخية والمكرمة العظيمة) وما هذه السخرية إلا انعكاس للأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري عموماً وأبناء المناطق الخاضعة للنظام خصوصاً.
س.ع، موظف في إحدى الدوائر الحكومية وهو من سكان دمشق العاصمة قال: إن هذه المنحة لا تكفي لشراء 50 ليتراً من مادة المازوت للتدفئة والتي لن تكفي لعشرة أيام.
م.ب، يقول: إن هذه المنحة ليست سوى محاولة لامتصاص غضب الشارع السوري الذي يعاني الجوع والحرمان وهو يرى رفاهية المسؤولين والتجار التابعين للنظام وإن هذه المنحة استهزاء واستخفاف بمشاعر الشعب الجائع وكأنهم يقولون لنا كلوا من فتات موائدنا ماذا ستشتري هذه المنحة إذا كان كيلو العدس يباع بـ 3000 ليرة سورية وسعر كيلو البندورة وصل لـ 2000 ليرة سورية وكيلو الشاي بـ 18000 ليرة سورية.
مرام، من مسيحيي سوريا تقول: إن المنحة لا تكفي لشراء حاجيات العيد وتعتبرها ضحك على عقول البسطاء إذ تنتشر إشاعة زيادة رواتب وتضيف: هذه محاولة سخيفة لامتصاص غضب أنصار النظام من علويين وموالين له بمبلغ سخيف.
الشعب السوري وهو على أبواب عام جديد وأعياد الميلاد يعالج النظام جوعه بمبلغ لا يكفي لشراء حاجاته الأساسية لمدة أسبوع حيث تشهد الأسواق ارتفاعاً مستمراً في أسعار المواد نتيجة ارتفاع أسعار صرف العملات وانهيار الليرة المستمر إضافة إلى تردي الأوضاع الصحية نتيجة انتشار وباء كورونا الذي يثقل كاهل المواطنين بأعباء مالية إضافية.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”