fbpx

مفكر كردي سوري في مصيدة كورونا د. سليمان البوطي أحد أبرز مثقفي الثورة السورية وداعاً

0 198

عندما قرأت آخر ما كتبه الصديق د. سليمان البوطي، على صفحته الفيسبوكية التي كان ينشط عليها، من خلال منشوراته التي تنضح بموقفه- لاسيما من ثورة السوريين- أو في مايتعلق برؤاه في عالم الإبداع، وكذلك من خلال تعليقاته على منشورات الآخرين، زاد أملي أنه لما يزل بخير، ولا محالة أنه عائد إلينا، وأنه سينفذ الوعد الذي ضربه قائلاً: قد أكون ضيفاً عليك” في رحابك عندما تزول هذه الغمة!؟”،  وأن صورته الأخيرة التي نشرها في أحد مستشفيات المملكة السعودية وهو يتلقى العلاج من وباء كورونا تخللها أمل ما، وإن كان القوسان اللذان تركهما سليماننا  قد بدوا مفتوحين على أحد احتمالين: الحياة التي تليق به، أو الغياب الذي لم نرده له، ولم يرده هو الآخر. إنها اللامسافة بين” القبضة” والمقبض. بين القبضة والقوس، لاسيما إنه اكتشف مكر وحش كورونا الذي اخترق حدود عالمه المهاب، عبر استشعاره بارتفاع آثار حرائق الجسد، أو الروح التي باح بها لصديقنا المشترك الكاتب فرحان مطر، واضعاً بين يديه وديعته، ونصب عينيه احتمال الرحيل! الوديعة التي حدثني عنها، وهو يحتفل بكتابه الجديد، قبل اختراق كوفيد19 عالمه، وطلب إيميلي الشخصي، بعد أن فشل إيميله في إيصال روايته-  ست الشام –إلي، قائلاً:  “هي جزء قائم بذاته من عشرة أجزاء، سيوصلها إليك صديق مصري اسمه أيضاً”إبراهيم” من بريده الإلكتروني، ولك أن تصادقه إن أحببت” إلا أنها لم تصل، للأسف.

كان ذلك عشية عيد الفطر السعيد 23-5-2020، إذ عايدني، وحدثني عن موقفه من شخص أساء إلي، قائلاً:

 لقد حاول ذلك” ال..” مغازلتي فأهملته، ثم كتب إلي:

ألا ترى بأن السيف…..إلخ

ثم ليقول:

أكرمك الله ورفع قدرك

فأنت وريث الخاني و انت نسر بوطان الذهبي .

فحلق مترفعا عن نتانة الجيف.

ثم كتب إلي سؤالاً:

هل أوافق على ترجمة روايتي إلى اللغة ال”…….”

وأرسل نصاً، مقطعاً، أخاله من الرواية التي استلمت مخطوطها قبل قليل من الصديق فرحان، ومما جاء في نصه:

إرث اليتامى:

سمكة ملونة

بسبعة ألوان الطيف

تَرى- اذ تتثنى في نهر الكوثر-

أبواب الخلد تتفتح تباعاً

كركرة بردى

إذ تدغدغ وجناته

جدائل أشجار التفاح

وتهمس في أذنه:

-إلى أين تركض ايها الصبي؟

= إلى الصالحية فلقد تأخرت .

– هل أخذت معك الزوادة؟

= لا

– لا ؟!!

= عليّ أن أوقظ الحساسين و الشحارير وأبا الحن : لتغادر أعشاشها والفراشات لتغادر أزهارها والأزهار لتفتح اكمامها والنسائم لتحرك اثوابها والغوطة لتنثر عبقها نثر العروس الملبس على اصحابها في ليلة يطيب مع الحبيب شرابها .

– ولماذا توقظهم والصبح لمّا يتنفس  والليل اغطش بعد ان عسعس؟

= لأني واعدتهم ان نفطر معا من صفرة اليتامى عسلا وشمندورا ونشرب شرابا طهورا ( كان مزاجه زنجبيلا) .

– إذن اسرع وخذها معك فلقد طال حملها وآن لليتامى استرجاعها .

– ماهذه الزبدية المشجرة ومافيها؟

= انها إرث اليتامى الذي أخفي وكان الجميع عنه يتعامى .

سليمان البوطي

23‏/05‏/2020 6:46 ص

 

كل عام وأنتم بخير

أبلغت أن رواية ست الشام ستترجم إلى العبرية : ماقولك يا أخي هل أقبل أم أرفض؟

كي تتوقف رسائلنا المتبادلة-هنا- ويعلق بين حين وآخر، على ما أكتبه، أو يفعل هو كذلك، من دون أن أفلح في تثبيت واتسابه الذي أرسله إلي للمرة- كذا- الثانية، أو أكثر، وكان يعزو كل ذلك إلى ضعف حيلته التقنية!

من دون أن أرى بطاقتيه، بل من دون أن أرى هذا المقطع، وذلك السؤال، وذلك نتيجة ضياع رسائل- الفيس بوك-  في فترات الأعياد، عامة، وهو ما آلمني، بعد أن عثرت عليها اليوم، وأنا-أعتِّب- بوابة تواصلنا، وأقف أمام إشارة استفهام انتظاره في حساب قلما أفتحه!

سأدع جانباً، ماهو خاص بيننا، وآمل أن تظل صفحته الفيسبوكية مشرعة، كمدونة له، ومنتدى لأصدقائه ليتحدثوا عن مناقبه. أن يتتبعوا ، ويستقرؤوا أثرأصابعه، منذ مطلع شبابه، وهو صاحب الموقف، والاسم الممنوع في قوائم نظام دمشق، لأن حياة  صديقنا سليمان مليئة بشغفه بالثقافة، والإبداع، وكان أحد الأسماء النظيفة التي فرضت ذاتها بقوة على المشهد الثقافي، في ثمانينيات القرن الماضي، بالرغم من قلة ما وصلنا من نصوص نقدية، أو رؤيوية، منشورة له، كانت تنم عن عمق ثقافي، ولقد أبهجتني بشراه بأن له مشروعاً سردياً روائياً من عشرة أجزاء وقد صدر أول أجزائه، وآمل من ذويه، والمقربين إليه، في موطن إقامته في المملكة السعودية الحفاظ على مخطوطاته، والعمل على نشرها، خشية ضياعها، وما أكثر ضياع ماهوإلكتروني في العالم الرقمي!

لقائي الأول بسليمان كان في القاهرة، خلال فترة تأسيس رابطة الكتاب السوريين2012، إذ كان أحد أبرز من تم التعويل عليهم، كأعمدة الرابطة، وأسندت إليه كلمة مطولة في- افتتاحية الرابطة- حيث كانت عدسات الفضائيات تبث الكلمات على نحو مباشر، وذلك لم يكن إلا لأنه كان من الأوائل الذين أوضحوا موقفهم من النظام السوري، لأعلم فيما بعد أنه كان ذا موقف صلب منذ بدايات وعيه، وأن كثيرين من أقطاب هذه الرابطة الذين لم يكن بيننا تواصل من قبل كانوا على مقربة منه، بل كان يقف في طليعة أصحاب الموقف”المبدئيين” منهم!

ثمة ما سأتفرد بالإشارة إليه، فيما يتعلق برؤاه وهو الكردي أرومة، وعن علاقته بشريكه المكاني، إذ إنه كان في طليعة السوريين، من أصحاب الموقف، كما أنه كان في صميمه كردياً يتباهى بكرديته، إذ لطالما دارت بيننا حوارات من هذا النوع، فما أكثرما كان يخاطبني في تعليقاته على منشوراتي، أو منشوراته، أو منشورات الآخرين التي نعلق كلانا عليها” شاعرالأمتين” بل وكان يخاطبني علناً” ابن العم” كتابة أو شفاهاً، وفي هذا تماه منه مع ثقافتين: ثقافة أهله الكرد، والثقافة العربية التي شكلت روافد رؤاه، وهوالذي فتح عينيه في دمشق ومن ثم في السعودية، ناهيك عن أنه عندما كنت أشرح له البعد العنصري في موقف فلان أو فلان، فقد كان رده علي مامعناه:

لم أكن أعرف ذلك، أعتذر!

ومن هنا، فإنه ذلك الكردي حتى النخاع، وذلك  السوري حتى النخاع، فقد كان يحتل موقعه في قلوب أهله السوريين، مقابل حرصه على تسوية المعادلة مع أهله الكرد الذين لم أسأله عن الهوة اللغوية بينه وبينهم، إلا إنه كان في الحقيقة إنساناً، وإن تأثرهنا أو هناك بماهو عابر، كما حصل لكثيرين منا، إلا إنه كان صاحب موقف مبدئي في مواجهة آلة الظلم.

أمر آخر، لكم وددت لو أنني قلته له يوماً ما، وهو يتعلق بظلال صورته. بأثرصورته في مخيلتي، إذ إنه من خلال   ضخامة جسده، وقوة بنيته، وملامحه الكردية الجبلية الأصيلة. من خلال ثقته بذاته. بعبارته. من خلال بأسه كان يذكرني بهؤلاء الكرد الأبطال، ولقد كنت أعول عليه الكثير، في مرحلة الاستقرار، في أن يكون أحد أعمدة حالة عامة، يتم الاعتماد على رؤاه، كمفكر عميق، بالرغم من ملاحظة عابرة على تأثيرات ما عليه، من خلال سطوات عابرين قدموا أنفسهم حراس الثورة، ومنهم من كان المتطفل عليها، حتى من الناحية الثقافية!

ماآلمني وفاة د. سليمان، هكذا، في الغربة، ودفنه في تراب غريب كان ملاذاً له، من قبل ” لجان دفن” ضحايا الوباء، من دون أن تكون أسرته قربه، ومن دون أن يقام له مجلس عزاء، كما فهمت ذلك من خلال اتصالي ببعض أفراد أسرته، وقد كان المشروع التنويري، النقدي، البحثي، السردي الذي يمكن لهذا العقل المفكرأن يقدمه جد كبير، إلا أن حالة الاستبداد، ونزيف العقول، وأدته، كما حال الآلاف من أصحاب الكفايات العالية، أمثاله، في أقل تقدير،  فحرمت مكانه وإنسانه من عطاءات هذا العلم، المهم، ليمضي جزءاً مهماً في حياته، وهو في أوج العطاء، بعيداً عن مسرح مكانه، وإنسانه.

أتمنى من أسرته، والمقربين منه، جمع مخطوطاته، واستنساخها، وحفظها، وتقديمها للجنة من أصدقائه، بما في ذلك صفحته الفيسبوكية التي كانت منبر تواصله مع الآخرين!

سمى د. سليمان كورونا على صفحته ب” حصان كورونا” وهذا هوموقف، بل رآه كذبة،  وسماه بالانحطاط الجديد، قبل أن يتحسب له، و ينتظر زوال غمته- كما كتب إلي- لينطلق ويسافرإلى أوربا، وكتب فيه قصيدة” ساخرة”

Soliman Bouti

٧ أبريل ·  ·

 الانحطاط الجديد:

عجب عجب عجب عجب حتى الكورونا له ذنب !! وله في طلته غضب يبدو للناس وقد هربوا فيروس حل بإرضهم ماعادوا اكلوا او شربوا لمس أوحضن او بوس لا حتى بالفرشة ما لعبوا علمنا ان نبقى في البيت حولنا : اوراق او كتب حارات البلدة فاضية وجميع الناس لها شطبوا

٩ أبريل ·  ·

 حصان كورونا:

هل يتحول الكورونا الى الالياذة او الف ليلة وليلة ؟! اقصد هل سيكون لعصرنا ملحمة خاصة به او حكايات من ابداعه . لاسيما ان اهم عنصر في الملاحم والحكايا هو الكذب .

Soliman Bouti

١٤ مايو ·  · …مجتمع دون تجمع؟ كورونا يجيب: اسأل روحك..اسأل ألبك.. أبل ماتسأل ايه ( حورني) .. أنا حورني : عذابي بأربك !!

أعلن في 27-7-2020 عن أنه في الشفى في مواجهة داء كورونا عبرنشر صورته وهو في غرفة العلاج مع عبارة” دعواتكم” وبنظرات ليث جريح

ثم نشرفي 30-7-2020 عبارة” قاب ق سين” من دون واو مع صورة جديدة ونظراته  أكثر تفاؤلاً بحسب قراءتي.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني