معارك دامية في باخموت وأوكرانيا تتأهب لاستخدام دبابات “ليوبارد2”
أعلن الجيش الأوكراني خوض جنوده معارك دامية لمنع القوات الروسية من السيطرة على وسط مدينة باخموت شرقيّ البلاد، فيما أنهى جنود أوكرانيون تدريبا على دبابات “ليوبارد2” ألمانية الصنع في ألمانيا وإسبانيا، تمهيدا لاستخدامها في جبهات القتال مع روسيا.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، إن الوضع حول باخموت لا يزال صعبا، مؤكدا أن وحدات فاغنر الهجومية تتقدم من عدة اتجاهات، في محاولة لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة.
ونشرت القوات البرية في الجيش الأوكراني، صورا تُظهر قائد القوات البرية وهو يتفقد قواته على الجبهة الشرقية. وأضاف بيان عسكري أن تلك القوات تعمل على إجبار القوات الروسية على التخلي عن الهجوم من خلال تكبيدها خسائر كبيرة.
وقالت قوات حرس الحدود الأوكرانية إنها صدت محاولة هجوم لمليشيا فاغنر باتجاه مدينة باخموت. وذكرت أن اشتباكها المباشر وتبادل إطلاق النار دفع المهاجمين إلى التراجع، وأسفر الهجوم عن مقتل عنصر من فاغنر وأسر آخر. ونشرت قوات حرس الحدود مقطع فيديو يُظهر الأسير أثناء حديثه مع جنود أوكرانيين.
في المقابل، نقلت مراسلة الجزيرة عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية تتقدم من الجهة الشمالية الغربية من باخموت.
يأتي هذا بينما وصف رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الوضع في باخموت بأنه صعب للغاية، مضيفا أن الأوكرانيين يتشبثون بكل متر في المدينة ويصلهم الدعم دون توقف وبإمدادات لا نهاية لها، حسب قوله.
وأضاف بريغوجين، على حسابه في تليغرام، أنه مع تقدم القوات إلى وسط باخموت تزداد المعارك ضراوة، ولكن التقدم يستمر بفضل قواته وبفضل السلاح الروسي، نافيا وجود أي خلاف أو نزاع بين مقاتلي فاغنر والقوات المسلحة الروسية.
معارك ضارية
وأصبحت باخموت المحور الرئيسي للحملة التي تشنها روسيا في الشتاء بمشاركة مئات الآلاف من جنود الاحتياط المجندين حديثا والمرتزقة. وأصبح القتال الدائر منذ شهور للسيطرة على المدينة أكثر معارك قوات المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويصف كل جانب القتال على باخموت بأنه قتال ضارٍ.
وأعلنت كييف الأسبوع الماضي أنها قررت الدفاع عن باخموت بدلا من الانسحاب، فيما استولت القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر على الجزء الشرقي من المدينة لكنها فشلت حتى الآن في حصارها.
وتقول موسكو إن انتزاع السيطرة على باخموت سيشكل نصرا كبيرا، إذ سيمهد للسيطرة على باقي منطقة دونيتسك المحيطة، وهي هدف محوري للحرب، فيما تؤكد كييف أنها قررت عدم الانسحاب ومواصلة القتال من أجل أن تكبد القوات الروسية خسائر.
وترى أوكرانيا أن الهجوم على باخموت مدفوع بحاجة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعلان الانتصار الوحيد له منذ أكثر من 6 أشهر.
ذخيرة أوروبية لأوكرانيا
في سياق متصل، نقلت شبكة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة قولها إن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات لسد احتياجات أوكرانيا من الذخيرة في أقرب وقت.
وتوقعت مصادر الشبكة أن يوقع الاتحاد الأوروبي على خطة شراء ذخيرة مشتركة لأوكرانيا، خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنه لم تحدد بعد كيفية تزويد كييف بقذائف 155 مليمترا التي تحتاجها هذا العام.
وذكرت “بلومبيرغ” أن وزراء الدفاع الأوروبيين وافقوا الشهر الجاري على مقترح لمنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لاستخدام 1.1 مليار دولار لتزويد أوكرانيا بالذخيرة من المخزونات الحالية.
لكن مصدرا مطلعا أكد للشبكة أنه لم يتضح بعد حجم هذه الذخيرة المتوفرة حاليا، وما إذا كانت كافية للاستجابة لحاجات أوكرانيا.
دبابات “ليوبارد2”
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “سايت” (zeit) الألمانية أن الجيش الأوكراني أصبح جاهزًا لاستخدام دبابة القتال الرئيسية “ليوبارد 2” في ساحة المعركة، وذلك بعد عدة أسابيع من التدريب المكثف في ألمانيا.
المصدر: الجزيرة نت