مظلوم عبدي: سنشعلها حرباً شاملة إذا هاجمت تركيا منبج وتل رفعت
يبدو أن حمّى الخوف من هزيمة مؤكدة لميليشياته دفعته إلى استعراض قوة يتوهم بوجودها، فقد قال “مظلوم عبدي” قائد ما يسمى ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”، إن تركيا تحشد قواتها في منبج وتل رفعت، وهي تحضّر لهجوم عسكري، متوقعاً أن تبدأ العملية العسكرية عندما ستكون الفرصة سانحة لها.
وهدّد عبدي بأن قواته ستشعل كل الحدود السورية التركية إن شنت تركيا عملية عسكرية، وأن الحرب ستكون شاملة وبمشاركة جيش الأسد، متناسياً أن الجيش التركي ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكر عبدي أن لدى قوات “قسد” نشاطات وأعمال واسعة مع روسيا والتحالف الدولي، بهدف إيقاف الهجوم التركي، مشيراً إلى أن جهود التحالف الدولي وأمريكا لوقف الهجوم ليست كافية.
وقال إن تركيا تتهمهم بعدم تطبيق اتفاقية 2019 بين روسيا وتركيا، مشيرا إلى أن أنقرة بدأت عملية تغيير ديموغرافي وهي التي تخرق بنود اتفاقية 2019، وزعم أن تركيا اخترقت الاتفاقيات المبرمة 1360 مرة، مبينا أنهم ملتزمون باتفاقية سوتشي وقواتهم بعيدة عن الحدود بمسافة 30 كم.
وأشار عبدي إلى أن هدف تركيا من العملية العسكرية هو تصفية القضية الكردية وتقسيم سوريا، بالإضافة إلى توجيه ضربة للتحالف الدولي و”قسد”، وشدد على أن روسيا طرف في الاتفاق مع تركيا، وتعاونهما إيجابي في منبج وتل رفعت لوقف الهجوم التركي، مشيرا إلى أن روسيا تسعى لوقف الهجوم التركي، وأنها قادرة على ذلك.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، معارضتها بشدة أي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، لافتة إلى أن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا والعراق إلى حين القضاء النهائي على تنظيم “داعش”.
جاء ذلك على لسان نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي دانا ستراول، خلال كلمة في معهد “الشرق الأوسط”، قالت فيها إن واشنطن أبلغت أنقرة بشكل واضح أنها تقف بشدة ضد أي عملية عسكرية في سوريا، خاصة أن تنظيم “داعش” سيستفيد منها، إضافة إلى التأثير الإنساني في المنطقة.
وأوضحت ستراول أن العملية العسكرية ستعرض القوات الأمريكية في المنطقة للخطر، كما ستشتت أنظار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن مواجهة “داعش”، ولفتت إلى أن أسرى التنظيم محتجزون في سجون غير آمنة يحرسها عناصر غير مدربين أو مؤهلين في شمال شرقي سوريا.
وأشارت سترول إلى أن واشنطن تعترف بأن لدى أنقرة مخاوف مشروعة بشأن نشاط “حزب العمال الكردستاني” في سوريا والعراق، وستواصل العمل معها لمواجهة هذا النشاط، لكنها حذرت من أن أي توغل تركي سيكون له “تداعيات خطرة جداً”.
وكان قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن أنقرة لن تتخلى عن العملية العسكرية المخطط لها في شمال سوريا، ولن تؤجلها، في وقت تواصل تركيا الدفاع بتعزيزات عسكرية لمناطق شمال سوريا، وسط حالة استنفار كاملة لفصائل الجيش الوطني السوري.
وأوضح أكار، أنه: “في الاجتماعات الثنائية التي أجريناها على هامش قمة الناتو في مدريد، لم يتم التطرق إلى هذا الأمر، وكما قال رئيسنا، من غير الوارد بالنسبة لنا الاستماع إلى هذا. وكما قلت سابقا، لقد فعلنا كل ما يجب القيام به لضمان أمن بلدنا، لضمان أمن أراضينا، تحت قيادة رئيسنا، ونحن مصممون على القيام بذلك في المستقبل، نحن قادرون على ذلك”.
وسبق أن عبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن رفضه محاولات “روسيا والولايات المتحدة”، لثني أنقرة عن تنفيذ عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية في شمال سوريا، مؤكدا أن بلاده ستقوم “بما هو ضروري”.
وأعلنت “الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، يوم الأربعاء 6 حزيران/ يونيو، ما قالت إنها “حالة الطوارئ العامة في شمال وشرق سوريا لمواجهة التهديدات التركية”، وذلك وفق بيان حمل رقم 8 ونشرته الصفحة الرسمية موقع الإدارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكذلك أعلنت الإدارة، أنها رفع الجاهزية “للتصدي لأي هجوم محتمل”، واصفة المرحلة بأنها “حالة حرب”، على وقع التهديدات التركية، في ظل تخبط كبير تعاني منه الميليشيا، بالتوازي مع حشودات عسكرية كبيرة لفصائل الوطني في المنطقة.
وتتصاعد حدة التصريحات التركية بشأن شن عملية عسكرية قريبة على مناطق سيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية” بريف حلب الشمالي والشرقي، والتي تشكل منطقة “تل رفعت” ومحيطها هدفاً محتملاً، في وقت بات التخبط واضحاً في صفوف الميليشيا في تلك المنطقة التي سلبت بالغدر قبل أكثر من ستة سنوات وهجر أهلها منها.