(مسد) وسعيه لكسر العزلة والانخراط في العملية السياسية
مجلس سورية الديمقراطي “مسد” الذراع السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على الإدارة الذاتية شمال شرق سورية. في سعي دائم لكسر العزلة، وتحسين صورته، وإيجاد موطئ قدم له في العملية السياسية والتمثيل الخارجي من خلال تحالفات واتفاقات توفر له الانضمام لهيئة التفاوض واللجنة الدستورية، وإضفاء الشرعية على إدارته. وقد كان توصل لاتفاق موقع مع حزب الإرادة الشعبية برئاسة قدري جميل من منصة موسكو برعاية روسية في 31 آب 2020. واستكمالاً لما بدأه فقد أعلن “مجلس سورية الديمقراطي” (مسد)، تخطيطه “لعقد مؤتمر وطني لقوى المعارضة السورية كافة خلال هذا العام”، بحسب رئيسة هيئته التنفيذية، إلهام أحمد.
حيث صرحت أنهم “في تواصل مع القوى السياسية في الداخل السوري كافة ومختلف قوى المعارضة الموجودة خارج سورية”. وسبق أن صرحت أحمد مطلع العام الحالي، أن “هدف الإدارة الذاتية خلال العام الحالي يتمثل في إقامة مشروع مشترك مع المعارضة، وأطراف الحل في سورية كافة “.
وزاد المجلس من تصريحاته خلال الأسابيع الماضية، عن تحرك سياسي مع قوى معارضة العام الحالي، لم يسمها ودون تقديم تفاصيل واضحة عن ماهية هذا التعاون والتحرك.
ممثل “مسد” في مصر، سيهانوك ديبو، أكد في لقاء له عن قرب التوصل لمذكرة تفاهم مع طرف سوري معارض، سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال ديبو: إن الحوار مستمر مع الطرف المقصود بالاتفاق، مضيفاً “سنعلن خلال أيام مذكرة تفاهم مع طرف سوري معارض”، دون ذكر اسمه أو أي تفاصيل إضافية حول الاتفاق.
وتشير التحليلات إلى أن الطرف المعارض المقصود هو “منصة القاهرة” التي شهدت، خلال الأيام الماضية، فصل قاسم الخطيب من “تيار الغد” الذي هو أحد مكونات منصة القاهرة، وتعيين تليد صائب بدلاً عنه.
وحول ذلك تحدث الأكاديمي فريد سعدون في لقاء متلفز له “يحاول “مسد” كفريق سياسي لا حصة له في المفاوضات الدولية بشأن مستقبل سوريا وحل الأزمة السورية، وعدم تمثيله في الجنة الدستورية. لذا يحاول إيجاد طريق له. ولأجل ذلك عقد عدة لقاءات مع جهات عدة داخل سوريا منذ عام 2019 وخارج سوريا كان أبرزها الاتفاق مع منصة موسكو ولقاءات وحورات مع منصة القاهرة، كما تم عقد مؤتمر شباط الماضي في بروكسل ببلجيكا، تم دعوة كل من يجد نفسه معارضاً من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وإحداث تغيير سياسي، حضرته شخصيات معارضة مثل موفق نيروي وسمير عيضة وآخرون.
وأضاف سعدون “يسعى “مسد” من خلال هذا المؤتمر إلى تشكيل هيئة سياسية تنبثق عنه تمثل المعارضة السورية الداخلية المرنة، تكون مقبولة من القوى التي ترى نفسها مسؤولة عن الملف السوري ولها دور في حل الأزمة السورية”
وأكد سعدون “وفي سبيل تحقيق هذا المؤتمر كان لمسد تحركات ولقاءات في الأيام القليلة الماضية مع الأمريكان، وقبلها مع الفرنسيين، والسويديين، لنيل دعم دولي إضافة لدعم عربي سعودي/مصري لتحقيق هذه الخطوة”.
كما أوضح “أنه تم إرسال رسائل للأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي والمنظمة الآثورية بصفة أحزاب وليس بصفة المجلس الوطني ولكن هذه الأحزاب قرارها واحد وهو مرتبط بالمجلس الوطني الممثل في الائتلاف الوطني السوري المعارض والممثل قبلاً في هيئة التفاوض.
يرى سعدون “أن هذه الهيئة السياسية التي ستتشكل من المؤتمر المزمع عقده ستضيق الطريق على انفراد الائتلاف السوري المعارض الذي سيجد هيئة أخرى إلى جانبه تضم ممثلين من “مسد” تشارك في العملية السياسية”.
وفيما يتعلق بالحوار الكردي – الكردي فقد أكدت سما بكداش المتحدثة باسم الإدارة الذاتية
“الحوار توقف نتيجة غياب فريق الخارجية الأميركية الراعي له، وذلك لأسباب مرتبطة بالانتخابات الأميركية الرئاسية ومجيء إدارة جديدة إلى البيت الأبيض، مرجحة استئناف هذا الحوار خلال الشهر المقبل عقب تسلّم إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن مهامها. وتشدد بكداش على أن الحوار، الذي يكاد يرقى إلى مستوى التفاوض بين أكبر كيانين سياسيين كرديين في سورية، “لم يتوقف”، مضيفة أن “الاتحاد الديمقراطي مُصرّ على استكماله من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بين الطرفين، يسهم في حلّ للأزمة السورية”.
تحركات، ولقاءات، واتفاقات، يسعى إليها مسد في الاتجاهات كافة، وعلى الأصعدة كافة، من أجل إيجاد موطئ قدم له في المفاوضات السياسية واللجان الدستورية، لإيجاد حل للأزمة السورية، فهل سيكون له ذلك؟ هذا ما ستكشف عنه قادمات الأيام.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”