علم المستقبليات، عبارة عن مجموعة أدوات التي تبحث في جوانب المؤشرات والمعطيات كافة التي تحدث في مجمل التاريخ البشري والتي تتطور منها دراسة للمستقبل.
يشمل علم المستقبليات البحث في تخصصات وقضايا واسعة منها مستقبليات التواصل البشري والقضايا البيئية والمناخية ومستقبليات السياسة في العالم.
ومنه يوضع سيناريوهات تطرح وجهات نظر وروئ مستقبلية للقضية التي تقوم بالعمل عليها من قبل مختصين
وضمن علم دراسة المستقبل ثلاث خطوط وكما يرمز لها (T3).
(Trend): يعني باللغة العربية الدارج، أي أن المستقبل هو امتداد الحاضر، وهذا النمط يتكون لدينا عندما نحلل مسار قضية ما منذ وجودها التاريخي وتطورها عبر الزمن على سبيل المثال القضية الفلسطينية والعلاقات العربية الأمريكية.
(Familir): ويعني باللغة العربية المألوف، أي بأنه هذا المستقبل ليس له مؤشرات وعلامات واضحة في الحاضر، وقد يعبر عنه في أدبيات وكتابات الخيال العلمي ويعد هيربرت جورج ويلز مبدع روايات الخيال العلمي الذين كتبوا ضمن 150 مؤلف ضمن هذا المجال.
(Unthoughtful): يقابله باللغة العربية غير المألوف، وهي المفاجآت والمباغتات التي تظهر في تطور العلوم والتكنولوجيا أو الأحداث السياسية التي تجعل تغير شكل أوجه النشاطات في الحياة اليومية مختلفة تماماً عما كانت عليه على سبيل المثال: الربيع العربي.
أبرز المفكرين والباحثين في علم المستقبليات:
الكاتب “مهدي المنجرة” وهومن تنبأ بموجات الربيع العربي القادمة منذ عام 2008 في كتابه “زمن الذليقراطية”
الباحث “حسان أوزبكان” الذي أسس نادي روما للدراسات المستقبلية.
استاذ الفيزياء “توماس كون” صاحب كتاب بنية الثورات العلمية.
أبرز العلوم التطبيقية التي يستخدمها علم المستقبليات:
علم الرياضيات – علم الذكاء الاصطناعي – خوارزمية الهندسة الوراثية – ثورة النانوتكنولوجي (أي بعد عام 1960 م حيث تم اكتشاف الطاقة النووية).
علم المستقبليات ورأس المال البشري:
ومن الذهاب للمستقبل، فمن المجدي البحث في تأثير الأفراد في مجتمعاتهم في ظل التغيرات التكنولوجية ولا رقمية السريعة. فلابد من الانطلاق بتعريف رأس المال البشري بحسب الموقع الإلكتروني للبنك الدولي، “يتألف رأس المال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها الناس وتتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكِّنهم من استغلال إمكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع. ويساعد الاستثمار في البشر، من خلال توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد والوظائف والمهارات، على تنمية رأس المال البشري، وهو أمر أساسي لإنهاء الفقر المدقع وبناء مجتمعات أكثر شمولاً.
وفي حديث ميساء سليمان الأكاديمية والخبيرة في العلوم التربوية في الجامعة اللبنانية لـ “نينار برس”:
يُعدّ الرأس المال البشري العامل الحاسم في مختلف أنواع العلوم والاستثمارات وعلى مر العصور حاز رأس المال البشري على أهمية كبرى، ولكن أهميته ليست ثابتة بل متزايدة باستمرار، وسبب هذه الزيادة المضطردة تعود للتغيرات السريعة في مجال التخصصات العلمية.
فالعالم أجمع يتجه وبخطى متسارعة باتجاه المزيد من إحلال التكنولوجيا وأدواتها التقنية في كل مجالات الحياة، وهوما ينعكس مباشرة على نوعية العلوم المستقبلية. ففي ضوء التغيرات الحالية من المتوقع أن يزداد التركيز على التخصصات التكنولوجية والبرمجية، وهذه التخصصات عمادها الأهم والرئيس رأس المال البشري.
ولكن أمام الابتكارات المتواصلة والمتجددة في جميع المجالات سيفقد العديد من البشر وظائفهم خاصة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وظهور الربوتات، وفي سياق الابتكارات التكنولوجية، فإن الرأس المال البشري سيجد نفسه أمام تحديات التطور العلمي والفكري وسيعمل جاهدا على تطوير ذاته وكفاءاته حتى يواكب التطورات التكنولوجية.
فيكتسب رأس المال البشري أهميته ضمن هذه الطفرة التكنولوجية من خلال انتاجه لأفكار ابتكارية وإبداعية مع العمل على تحسين وتطوير مكتسباته العلمية بصورة تجعل من منتجاته الابتكارية محل منافسة لباقي المنتجات من جهة، واكتساب مؤهلات وكفاءات مهنية تمكنه من فهم العمل والوظيفة المكلف بها لإتمامها بشكل أفضل من جهة اخرى.
إن مختلف أنواع العلوم باتت تركز على العنصر البشري، وهذا ينسحب على العلوم الإدارية والهندسية والتطبيقية، فالإدارة الحديثة تعتمد بشكل مباشر على رأس المال البشري وتراه الاستثمار الأهم. لذلك فإن التخصصات العلمية المتوقعة خلال العقد القادم ستركز بشكل مباشر على تأهيل العنصر البشري تكنولوجياً وتقنياً وفنياً وإدارياً.
ومن خلال الاستعراض في أساسيات علم المستقبليات نستنتج بأنه العلم الذي سيقوم بإيضاح صورة العالم القادم لنا من الاستنتاجات العلمية التي يتوصل لها العلماء والأكاديميون المختصصون.
ويتبع المزيد من التفاصيل والجزئيات في مقالات قادمة وإضافات أكاديمية مختصصة حول “مدخل إلى السرد في علم المستقبليات”.