fbpx

مخيم الهول قنبلة موقوتة ومشروع التفريغ من السوريين لتخفيف الخطر

0 189

مخيم الهول أسسته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتنسيق مع الدولة السورية في 1991 لاستقبال اللاجئين العراقيين أثناء حرب الخليج.

في منتصف نيسان/2016 أعادت الإدارة الذاتية المعلنة في شمال وشرق سوريا افتتاح المخيم لاستقبال النازحين الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش من الطرفين السوري والعراقي كونه يقع قرب الحدود السورية/العراقية.

وفي أرقام شبه رسمية فإن المخيم يضم أكثر من 30 ألف سوري أغلبهم من النساء والأطفال ونحو 73280 لاجئ عراقي و11500 عائلة من عوائل داعش، وجود اللاجئين السوريين والعراقيين مع عوائل داعش أفرز مشكلات إنسانية واجتماعية كبيرة داخل المخيم وأثار القلق حول تأثر هؤلاء بعوائل التنظيم.

في ندوة لـ نينار برس لتسليط الضوء على واقع المخيم طرحت العديد من الأفكار والمواضيع المتعلقة بعدم قانونية وجود المدنيين السوريين في المخيم وسوء الواقع المعيشي والاجتماعي وحيث أنه لا يمكن تحميل قوات سوريا الديمقراطية كامل المسؤولية لكنها تتحمل الجزء الأكبر فيما يتعلق بأوضاع السوريين داخل المخيم.

كما دعت الندوة إلى توفير حق المحاكمة العادلة وفقاً للقوانين الدولية لعناصر تنظيم داعش من الجنسيات الأجنبية داخل المخيم، وأشار المشاركون إلى أن التحالف الدولي هو الذي يتحمل مسؤولية احتجاز آلاف العوائل الهاربة من بطش تنظيم داعش في مناطقها داخل المخيم وتقاعس المنظمات الدولية عن تقديم الخدمات أدى لسوء أوضاع هذه العوائل.

الندوة أثارت ردود أفعال كبيرة حول واقع المخيم ووجود آلاف العوائل دون سبب لاحتجازهم داخله.

وفي خطوة جديدة أعلنت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” أن المجلس والإدارة الذاتية درسا موضوع مخيم الهول وإخراج السوريين من المخيمات وسيصدر قرارا بإفراغ مخيم الهول من السوريين بالكامل وأكدت في حديثها أن من يرغب بالبقاء في المخيم لعدم قدرته على العودة أو تحمل تكاليف المعيشة خارج المخيم لا يعتبر محتجزاً أو معتقلاً ورفضت تسمية المخيم بالمعتقل مؤكدة أن هذا المخيم يشكل عبئاً مالياً كبيراً على الإدارة الذاتية ومسد.

وكان المخيم قد شهد منذ أيلول 2018 مغادرة حوالي 200 عائلة من اللاجئين العراقيين معظمهم من النساء والأطفال بالتنسيق مع الحكومة العراقية ودخولهم عبر معبر الفاو الحدودي إلى الأراضي العراقية.

مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن علق على حديث إلهام أحمد بالقول: إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تعطي الأوامر في شمال وشرق سوريا وهي الحاكم الفعلي في المنطقة وهي التي سمحت لقوات سوريا الديمقراطية في البدء بإخلاء السوريين من المخيم وذلك بهدف إجراء مصالحة مع الشارع العربي في الرقة ودير الزور.

وبالنظر لازدياد حالات الاغتصاب والاعتداءات الجسدية والقتل ضمن المخيم من قبل عناصر داعش وعوائلهم ضد المدنيين أو حراس أو حتى العاملين في المخيم وتكرار محاولات التسلل والهروب خارج المخيم عن طريق شبكات من المهربين فإن إفراغ المخيم من المدنيين السوريين والعراقيين يعني إمكانية السيطرة بشكل أكبر على المخيم بالإضافة لتخفيض تكاليفه، ويمهد لإيقاف ما تسبب به وجود المدنيين من مشاكل اجتماعية وصدامات واعتداءات.

ولا يمكن الاكتفاء بتفريغ المخيم من المدنيين، بل يحتاج وجود عناصر تنظيم داعش ضمن المخيم لحل جذري وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية وعرضهم على محاكم تبت في حالاتهم أو حتى استقبالهم من قبل الدول التي يحملون جنسيتها لتقوم بمحاكمتهم أو إعادة دمجهم في المجتمعات.

مخيم الهول دويلة داعش الحية قنبلة موقوتة تحتاج للتفكيك وإلا فإن عودة التنظيم ستكون بدايته من الهول ومن أشبال داعش المجمعين فيه وإخراج المدنيين من أبناء الرقة ودير الزور لن يكون نهاية المشكلة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني