مخيم الركبان للنازحين السوريين والمعاناة المستمرة..!
يعتبر مخيم الركبان للنازحين السوريين الذي أنشئ عام 2013م، محطة عبور اللاجئين السوريين إلى الأردن هرباً من نظام الأسد الإرهابي والميليشيات الإيرانية وحزب الله الذين ارتكبوا جرائم مروعة بحق الشعب السوري.
وهو يقع بالقرب من الحدود الأردنية، ويعيش فيه حالياً حوالي عشرة آلاف نازح سوري أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، بينما في بداية تأسيس المخيم وصل عدد القاطنين فيه إلى حوالي 130 ألف نازح كانوا يعانون شظف الحياة وسط صحراء الحماد على المثلث (السوري – الأردني – العراقي).
ينقص هذا العدد الكبير بين كل فترة وأخرى، بسبب ما يكابده أهالي المخيم من صعوبات الحياة، استطاع قسم منهم الدخول إلى الأردن وقسم آخر انتشر في البادية السورية بالقرب من الآبار أو كتائب الجيش السوري الحر.
توالت الأزمات في المخيم من عدم توفر “مركز طبي” لمعالجة المرضى، لأن المركز الطبي الذي تم إنشاؤه داخل الحدود الأردنية، وتم إغلاقه بعد إغلاق الحدود، وعدم توفر المواد الغذائية والإنسانية والألبسة وحليب الأطفال والطحين، ما أدى إلى توقف الأفران عن إنتاج مادة الخبز بعد انقطاع الطحين لأكثر من 30 يوماً، ما يهدد بمجاعة في المخيم.
انقطاع مادة الطحين يعود إلى تشديد النظام السوري حصاره على المخيم ومنع وصول الطحين إليه، عقاباً لأهالي المخيم الذين رفضوا الخروج إلى مناطق النظام عبر خلال المبادرات التي أطلقها النظام مع القيادة الروسية، وكذلك في إطار مبادرة خلت من “الضمانات للشخصية ” بعدم الاعتقال أو الاغتيال دعت إليها البعثة الأممية في دمشق.
هذا الحصار من قبل نظام الأسد وروسيا على المخيم جعل حتى الأمم المتحدة توقف إيصال المساعدات، وآخر قافلة مساعدات أممية دخلت عام 2019 إلى منطقة مخيم “الركبان” ليعتمد بعد ذلك سكان المخيم على المواد المهربة من مناطق النظام التي يتحكم بكمياتها وأسعارها المرتفعة تجار تابعون له.
زاد معاناة الأهالي في المخيم، العطش بسبب مكتب اليونسيف التابع للأمم المتحدة، الذس عمل على تخفيض كمية المياه المخصصة المخيم إلى النصف، ما أدى إلى إصابة المخيم بالعطش الشديد.
ومع المناشدات الإعلامية والاعتصامات من قبل النازحين قام (فصيل مغاوير الثورة) في منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية وسط البادية الشامية والمدعوم من أمريكا والتحالف الدولي بتقديم صهاريج للمياه وبشكل يومي إلى أهالي المخيم.
أهالي المخيم يعيشون أوضاعاً صعبة جداً، وتتلخص مطالبهم في وضع المخيم بشكل مباشر تحت حماية الأمم المتحدة، مع فتح ممر إنساني مع الأردن للحالات المرضية الطارئة وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية والألبسة وحليب الأطفال التي تقدم من المنظمات الدولية والعربية أو يتم نقلهم إلى الشمال السوري المحرر عن طريق الأمم المتحدة.