fbpx

ماذا تعرف عن المخدرات؟

0 411

المادة المخدرة، هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها، ما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً.

وتعرّف المواد المسببة للهلوسة مثل (LSD) أو (MDD) بأنها عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب الهلوسة والتخيلات، وتؤدي بمقتضاها إلى التعود أو الإدمان وتضر بالإنسان صحياً واجتماعياً، وينتج عن ذلك أضرار اقتصادية واجتماعية للفرد والمجتمع.

أما التعريف القانوني: هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وترهق الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك

والتعريف العلمي: كل مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم. لذلك لا تعتبر المنشطات ولا العقاقير المهلوسة وفق التعريف العلمي من المخدرات. بينما يعتبر الخمر من المخدرات.

التعريف اللغوي: يقال (تخدر واختدر) أي استتر، والخادر هو الفاتر الكسلان، والخدر هو تشنج يصيب العضو فلا يستطيع الحركة، وعليه فإن المخدر والمسكر والخمر هو التغطية والستر والتظليم والتعتيم والغموض والفتور والكسل.

والمخدرات والمسكرات تنطبق عليها هذه المعاني تماماً، فهي تغطي صاحبها عن الحقيقة، وتستر على عقله، وتحجبه عن كل فضيلة، وتدفعه إلى كل رذيلة، فهي المحيرة، فتجعل صاحبها يعيش في غموض وظلام وكسل وفتور. تجاوزاً لكل التعريفات السابقة ولما بينها من اختلاف أو تباين وهذا أمر غير مستغرب.

نستطيع القول: إن المخدّرات هي كل ما يُذهب العقل من مواد كيماويةٍ تسبّب النوم، أو النعاس، أو فقدان الوعي المصاحَب بتسكينٍ للألم سواء الجسدي أو النفسي عند الشخص المتعاطي، ويصل الشخص لما يعرف بالإدمان وهي مرحلةٌ تعني عدم القدرة على الاستغناء عن هذه المواد أو تركها بصعوبةٍ شديدةٍ جداً وفي أحيانٍ قد تكون مستحيلة، كما أنها تدمر جسم الإنسان من الداخل وتضرّ أضراراً شديدةً بعقله وتسبب له الإعياء والغياب الدائم عن واقعه، ويعدّ الكوكايين والهيروين من أشهرها وأكثرها شيوعاً، بالإضافة إلى المنوّمات والمهلوسات وغيرها، وكثر انتشارها في وقتنا الحاضر في شرائح المجتمع المختلفة عموماً ويتركز الأمر في فئة الشباب على وجه الخصوص.

أنواع المخدرات

النوع الأول: مخدرات طبيعية

وهي التي تكون في الأصل نباتات وتستعمل مباشرة بشكلها الأصلي عن طريق الفم، ومثال ذلك الحشيش والأفيون والكوكائين والقات.

النوع الثاني: مخدرات تصنيعية (نصف طبيعية)

هي المواد المخدرة التصنيعية التي تستخلص من المواد الطبيعية، وتجرى عليها بعض العمليات الكيميائية، وتصبح مواد أخرى أشد تركيزاً وأثراً، ومن أمثلة هذا النوع المورفين والهيروين والكوكايين والكودايين وغير ذلك من المواد التصنيعية.

النوع الثالث: المخدرات المصنعة كيميائياً

هي عقاقير من مواد كيميائية لها نفس تأثير المواد المخدرة الطبيعية أو التصنيعية، وهي تصنع على شكل حبوب أو أقراص أو كبسولات، أو حقن أو مساحيق، وكذلك أشربة، وتنقسم هذه النوعية إلى عدة أقسام منها:

المخدرات المصنعة المهبطة أو المخدرة مثل الميثادون والسيكونال والفاليوم.

المخدرات المصنعة المنشطة مثل الأمفيتامينات والكبتاجون.

المخدرات المصنعة المهلوسة مثل (LSD) و(MMD) وغيرهما.

مفهوم التعاطي:

استخدام أي عقار مخدر بأية صورة من الصور المعروفة في مجتمع ما للحصول على تأثير نفسي أو عقلي معين.

وهناك من يعرف تعاطي المخدرات بأنه “رغبة غير طبيعية يظهرها بعض الأشخاص نحو مخدرات أو مواد سامة تعرف – إرادياً أو عن طريق المصادفة – على آثارها المسكنة والمخدرة أو المنبهة والمنشطة، وتسبب حالة الإدمان، تضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً”

مفهوم الإدمان:

هو حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر، تتجلى بحاجة ملحة لتعاطي المخدرات والحصول عليها بجميع الوسائل وتقتضي زيادة الكمية وتصبح تأثيراتها مؤذية للفرد والمجتمع ويصبح الفرد في حالة خضوع وتبعية جسدية ونفسية لمفعول المخدر. وتظهر عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختيارياً كان أم إجبارياً.

كما يعرّف بأنه “الحد الذي تفسد معه الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد المدمن حيث يصل إلى صورة مركبة معقدة تتميز ببعض السمات مثل الرغبة الملحة في تكرار التعاطي، والاتجاه نحو زيادة الكمية”.

أسباب وعوامل انتشار تعاطي المخدرات

تختلف الأسباب من دولة إلى أخرى بل من مجتمع محلي إلى آخر في نفس الدولة، من الأسباب ما هو شخصي أي يتعلق بشخصية الفرد وطبيعته أي تركيب الشخصية.

يعتقد بعض الباحثين أن هناك أفراداً يميلون إلى إدمان المخدرات بحكم تكوينهم النفسي والجسمي، فمثلاً الشخصية الطبيعية السوية، قد يدمن المخدرات نتيجة سوء استخدام للمادة المخدرة العلاجية، أما الشخصية القلقة، هي التي تتعاطى العقار لإزالة الشعور بالقلق مثل الشخصية الانطوائية، بينما الشخصية السيكوباتية، هي التي تتعاطى العقار لغرض الحصول على النشوة أو لاكتساب الشعور بالأهمية أو للتعبير عن كراهية المجتمع.

والشخصية المريضة عقلياً، تشمل المصابين بالاكتئاب الشديد فيتعاطون المخدر لإزالة الشعور بالقلق والتوتر.

أما الأسباب الموضوعية والمتعلقة بمحيط الفرد وانعكاسها على سلوكه وشخصيته كثيرة بل كثيرة جداً ومتنوعة، من أهمها:

1- ضعف وتأثير المرجعية الأخلاقية أو الدينية.

2- سهولة توافر المخدرات وتساهل المجتمع نحو تعاطيها.

3- ضعف وسائل الإعلام في التوجيه.

4- تأثير الأصدقاء والأصحاب.

5 – النقص في وسائل الترويح وملء أوقات الفراغ بأنشطة متنوعة كالرياضة والموسيقى والفنون المختلفة وغيرها.

6- تناول المخدرات لأغراض صحية.

7- تناول المخدرات لغرض النشوة الجنسية.

8 – المشاكل الأسرية.

9 – التقليد الأعمى للآخرين.

10- انتشار البطالة، ويمكن أن نضيف سبباً من الواقع، الحرب.

وهناك العديد من الأسباب وراء دخول الفرد عالم المخدّرات أبرزها:

– الفضول الذي يعتري الشخص إزاء ما يقوم به أصدقاؤه وإلحاحهم المستمر يدفعه لتجربتها، ثمّ الإدمان عليها.

– الفراغ مع قلّة أو عدم وجود أماكن لقضاء الوقت فيما يفيد تدفع بالشخص للانحراف وتعاطي المخدرات.

– التقليد، إذ يلجأ العديد من الأشخاص لمحاكاة التصرفات السيئة لمن حولهم اعتقاداً منهم بأنّ هذا يضفي الرجولة عليهم أمام الجميع ويكثر هذا الاعتقاد في أوساط المراهقين الساعين طوال الوقت لإبراز شخصيةٍ مستقلةٍ أمام الأهل والآخرين.

– السهر لأوقاتٍ متأخرةٍ بدون وجود رقابةٍ من الأهل تشجع الشخص على القيام بالأفعال المشينة مثل تعاطي المخدّرات.

– كثرة المال في أيدي الشاب، يشجعه على تجربة كل شيءٍ ما دام قادراً على امتلاكه وشرائه والحصول عليه.

– الهروب من الواقع ومشكلاته وهمومه، فالمتعاطي يتذرع بقسوة واقعه طوال الوقت وبالتالي يتعاطى المخدّرات كردة فعلٍ على هذه القسوة وعدم القدرة على احتمالها.

– غياب اهتمام الوالدين، وبالتالي فإنّ الابن لا يشعر بالمسؤولية تجاه أفعاله، فيتصرف كما يحلو له ما دام لن يعاقب.

– إدمان أحد الوالدين أو كليهما يجعل منهما قدوة للابن.

– غياب التوعية المجتمعيّة عن طريق المؤسسات والمنشورات والندوات في المدارس والمراكز والجامعات، بالإضافة إلى غياب دور الإعلام حيث أنه من أهم الأدوار مجتمعياً على صعيد القضاء على الظواهر السلبية المدمرة للفرد والمجتمع، وغياب دور الدولة من حيث عدم ضبط المهربين وبائعي ومروجي المخدّرات وغيرها من المواد الخطيرة وعدم الرقابة على استخدام بعض الأدوية والعقاقير، من شأنها مجتمعةً أن تسير بالمجتمع والأفراد نحو طريق الهلاك والدمار.

– إن عصر الحداثة وحضارة العولمة سخّر ويسّر الكثير من سبل الحياة، وسمح بالمزيد من الإمكانيات، إلا أنه في نفس الوقت فرض على الإنسان العديد من المشاكل والمنغصات حتى ضاقت الصدور من مسايرة ومعايشة الواقع الأليم الذي أصبح مثقلا بالمرارة والتطلع بأمل للمستقبل، فنجد الكثير منهم يرتمون في عالم الضياع والدمار بسبب التجائهم إلى المواد المخدرة بشتى أنواعها والتي بدورها تجلبهم بسحرها المغناطيسي وتجعلهم يسبحون في عالم اللاشعور والأحلام، بل الأوهام.

– أينما تولي وجهك تجد مآسي شباب اختلطت عليهم الأمور فامتزجت المعرفة بالحيرة والقدرة بالتعصب رغم عقولهم الممتلئة بالذكاء وقلوبهم التي تفيض بالطيبة والإيمان والإصرار على عيش الحاضر والمستقبل لكن في لمح البصر يدخلون دائرة الإدمان وينجذبون لعالم المتعة والوهم.

– لم تخلو المجتمعات في الماضي والحاضر من تعاطي المخدرات لكن المواد المخدرة المستعملة لم تكن تتعدى التبغ والمشروبات الكحولية والحشيش والأفيون وبعض مشتقاته. إلا أن العصر الحالي وما يعرفه من هيمنة التقدم والأحداث المتعاقبة والذي جعل العالم وخصوصاً العربي يعاني ويمر من قبضة إلى أخرى أسوأ منها حتى بلغ به الحال إلى ما هو عليه الآن، أمم مجروحة الكبرياء، مهضومة الحقوق وشباب ضائع أفرزه عصر الهزائم المتتالية حتى خنقه الإحباط وأنهك رؤاه وحرمه من الحلم بمستقبل زاهر فضاعت منه قواه وأمله في الحاضر والمستقبل ومن ثم انهار عنده رمز الحياة فالتجأ إلى بعض العادات المستهجنة والقبيحة مثل تعاطي المخدر ومن ثم الإدمان عليه.

ملاحظة: كانت أعمار المدمنين في السابق تتعدى العشرين سنة فإذا بها تدنت بكثير في الوقت الراهن لتصل إلى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، كذلك كان الإدمان يقتصر على الذكور بينما الآن شمل الإناث أيضاً.

دور الأسرة التربوي

الأسرة هي: الخلية الرئيسية في المجتمع إذا صلحت صلح حال المجتمع، وإذا فسدت انهار بنيانه، فالأسرة أهم عامل يؤثر في التكوين النفساني للفرد لأنها البيئة التي يحل فيها وتحضنه فور أن يرى نور الحياة ووجود خلل في نظام الأسرة من شأنه أن يحول دون قيامها بواجبها التعليمي لأبنائه، فالأسرة قد تدفع الفرد لتعاطي المخدرات كما أنها تتأثر بوجود من يتعاطى المخدرات من أفرادها.

تشكل المتغيرات الأسرية بشقيها البنائي والوظيفي عوامل مؤثرة بنسب محددة متفاوتة في انتشار المخدرات في المجتمع

فانهيار بناء الأسرة، مثل الطلاق أو وفاة الوالدين أو أحدهما، يؤدي إلى زعزعة الأمن الحياتي والمعيشي والاجتماعي عند الأبناء سيما الأطفال منهم، كما يفقد الأبناء الاستقرار النفسي والحنان العاطفي، بالإضافة إلى فقدان السلطة الأبوية المشرفة والموجهة في حالة وفاة الأب، أما في حالة وفاة الأم فيفتقد الأطفال الحنان، وقد تؤدي مثل هذه الظروف إلى الإحباط واليأس وظهور شخصية عدوانية قابلة للانحراف ببعض أشكاله ونماذجه ومنه تعاطي المخدرات. كما أن غياب أحد الوالدين لفترة طويلة كغياب الأب عن أسرته لوجوده في الخارج لغايات العمل أو التجارة يؤدي ذلك الغياب إلى حرمان الأطفال من الحنان والعطف الأبوي، ويقلل من فرص متابعتهم ومراقبتهم وتوجيههم وبالتالي يحدث خلل في العملية التربوية والعاطفية عندهم ويقلل من فرص تنشئتهم التنشئة الاجتماعية السليمة والمتكاملة حيث يسهل وقوعهم في دائرة السوء والانحراف ومنها تعاطي المخدرات. وفي حالات مرض أحد الوالدين أو كليهما لفترات طويلة وينتج عن ذلك تراجع في أداء دور المريض نحو أفراد أسرته، كالإشراف على الأبناء ومراقبتهم وتوجيههم. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الظروف تساعد في تهيئة أسباب ومقومات الانحراف ومجاراة رفاق السوء والوقوع في شباكهم بسبب ضعف الرقابة والتوجيه.

وتتمثل المتغيرات الاجتماعية في ظهور ملامح ضعف المرجعية الأخلاقية والقيم بشكل عام بما فيها الدين واضمحلال في يقظة الضمير عند أحد الوالدين أو كليهما، وهذا من شأنه أن يزرع في نفوس الأبناء مفاهيم وأفكار ومعطيات قيمية خاطئة.

كذلك الوضع المادي كالفقر والبطالة وتدني مستوى الدخل، ومن شأن هذه الظروف المالية الصعبة أن تولد عند البعض نقصاً أمام زملائهم في الأسر الميسورة، فيقبلون على ممارسة الانحراف كالسرقة مثلاً، أو استغلالهم من قبل عصابات الاتجار بالمخدرات مقابل إغراءات مادية. كذلك الوفرة المادية قد تدفع الفرد لتعاطي المخدرات وتسهل الانحراف.

على الأسرة أن تضمن الاحتياجات الأساسية للفرد لأنها ضامن لعدم الانحراف وهي أي الاحتياجات:

1- الاحتياج للحب 2- الإحساس بالأمان 3- التقدير والاحترام 4- الانتماء 5- التشجيع 6- القبول 7- المرح 8- التعبير عن المشاعر 9- الاستقلالية.

وإشباع هذه الاحتياجات يجب أن يتم في مناخ أسري سليم قائم على الحب والاحترام والثقة والديمقراطية والتسامح مع الجدية، فعلاقة الطفل بأسرته هي الأساس لأنها أول علاقة يدخل فيها الطفل في حياته ثم علاقاته بالمجتمع المحيط سواء المدرسة أو النادي أو الجمعية.

فالاحتياجات النفسية والعاطفية مهمة ومؤثرة في حياتنا حتى وإن تجاهلنا وجودها، واسمحوا لي أن استعرض بعض صور الأخطاء في التربية التي قد تؤدى الى الإدمان.

1- شعور الطفل بأنه غير مرغوب فيه مثل البنت التي تشعر بالرفض لأن أهلها كانوا يريدون أن يأتي ولد بدلا منها، أو الطفل الذى جاء نتيجة غلطة غير مقصودة، ما يدفعه للبحث عن مكان يشعر فيه بالحب وبأنه مقبول حتى يشبع جوعة الداخلي للحب وللإحساس بالقيمة.

2- التربية التي تستخدم التسلط والتحكم، وتهمل أراء الطفل وميولة ورغباته بل كل شيء يفرض عليه ودوره أن ينفذ إرادة أهله، متحججين بالخوف على مصلحة الطفل ومحبته.

3- السخرية والاستهزاء بالطفل وتقليل قدراته، حيث يركز الأهل على عيوب الطفل فقط ويبدأ الأهل ينتقدون الطفل ويشعرونه بأن انجازاته ليس لها قيمة والأولاد يصدقون جداً ما يقوله عنهم أباؤهم، وهذا بدوره يفقدهم الثقة بأنفسهم ويجعلهم يعتمدون على الآخرين.

لذلك يجب أن نشجع الأولاد عندما يخطئون ونصحح لهم برفق، نعلمهم أن الأهم ليس هو الخطأ ولكن معرفة سبب الخطأ، ونتعلم منه، فهم أكبر من أخطائهم وسينجحون بتفوق إذا حاولوا مرة أخرى.

4- الاحتضان والتدليل والقلق الزائدين، يقلل عند أولادنا روح المبادرة ويكبر بداخلهم الخوف من الحياة وعدم الثقة بنتائج عملهم وهذا متعب جداً لنفسية الطفل لأنه يصبح خائفاً من كل شيء وغير واثق من نفسه.

لذلك ساعد طفلك على أن يبادر بعمل شيء، وكن جانبه وشجعه أن يكتشف الأشياء التي حوله، وعندما يجتاز خطوة بنجاح كن فخوراً به وأخرجه خارج حضنك (دائرتك) حتى ينمو وينضج.

لذلك علينا أن نبتعد عن إصدار الأوامر فقط بل نستمع لأطفالنا بشوق واحترام متقنين لغة الحوار ونراعي إمكانيات الطفل وعمره ونتحسس عالمه الخاص ونكتشف ميوله ودوافعه واهتماماته الخاصة، فالهدف ألا ينفذ أولادك أمرك كما هو (الطاعة العمياء) بل أن ينفذ روح الأوامر، ولا تتحدث مع طفلك وأنت غاضب، عامل ابنك باحترام ولتكن نبرة صوتك تعبر عن حبك وروح المسؤولية تجاههم.

لا تطلب من ابنك شيئاً لا تعمله أنت، لا تطلب منه أن يتكلم بصوت منخفض وأنت دائم الصياح فأنت القدوة الحسنة لابنك، دع طفلك يتحمل نتيجة أخطائه دون أن تلومه أو تشعره بالذنب، دع طفلك يتحمل النتيجة الطبيعية لأخطائه دون أن تضغط عليه نفسياً وتشعره بالخطأ، وتشعره أنك متضايق لفعلته، ازرع داخل طفلك أن يخرج للحياة متحملاً نتيجة أفعاله، وناقش معه الأمر ليدرك أن هذا هو رد الفعل الطبيعي لما فعل، أخيراً قدم لطفلك حباً دائماً بلا شروط فهذا الشي الوحيد الذي يشبع احتياج أطفالنا للإحساس بالقيمة والأمان، هو أن نحبهم مهما كانت الظروف. قدم لطفلك حباً بكل الطرق الممكنة بالكلام، اللمسات، التقدير والتشجيع، الأحضان الدافئة، ارفض السلوك الخطأ، ولكن لا ترفض طفلك قل له أنت ابني حبيبي مهما حدث منك ولكن هذا التصرف غير لائق، أحبب طفلك مهما كانت إمكانياته قليلة، أعطه الأمان، بأن حضنك دائماً مفتوح له مهما حدث وأن بابك لن يغلق في وجهه أبداً.

أضرار المخدرات وآثارها على الفرد والمجتمع

مضار المخدرات كثيرة ومتعددة، ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم المتعاطي وعقله، وإن الشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أسرته وجماعته، وعلى الأخلاق العامة والإنتاج القومي لبلده وعلى الأمن العام ومصالح الدولة وعلى المجتمع ككل، بل لها أخطار بالغة أيضاً في التأثير على كيان الدولة السياسي والاقتصادي والأمن الاجتماعي ونذكر هنا الأضرار للعرض وليس على سبيل الحصر.

الأضرار على الصعيد الشخصي (العضوية والنفسية)

أالأضرار العضوية: يتسبب التعاطي والإدمان في فقدان الشهية للطعام، ما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين، ويحدث اختلالاً في التوازن والتآزر العصبي في الأذنين.

– يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.

– يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون، والإمساك. كذلك تسبب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر بالدم ويعمل على زيادة السكر في الدم، ويعمل على إتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ما يسبب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي يعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.

– التهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية.

– اضطرابات في القلب، والذبحة الصدرية، وارتفاع في ضغط الدم، وانفجار الشرايين، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كريات الدم الحمراء، وقلة التغذية، وتسمم نخاع العظام الذي يصنع كريات الدم الحمراء.

– التأثير على النشاط الجنسي، حيث تقلل من القدرة الجنسية وتنقص من إفرازات الغدد الجنسية.

– التورم المنتشر، واليرقات وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي.

– الإصابة بنوبات صرعيه بسبب الاستبعاد للعقار؛ وذلك بعد عدة أيام من الاستبعاد.

– إحداث عيوباً خلقية في الأطفال حديثي الولادة.

– مشاكل صحية لدى المدمنات الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب، والسكري والتهاب الرئتين والكبد والإجهاض العفوي، ووضع مقلوب للجنين ويولد ناقص النمو، هذا إذا لم يمت في رحم الأم، كما أنها تدفع للانتحار وتساعد على الإصابة بالسرطان وتوقف القلب المفاجئ والجلطات بأنواعها.

ب- الأضرار النفسية: يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة ما يتعلق بحواس السمع والبصر، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن. يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة.

تؤدي المخدرات إثر تعاطيها إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه، تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي، يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الوجدان، حيث ينقلب المتعاطي من حالة المرح والنشوة والشعور بالرضي والراحة (بعد تعاطي المخدر) إلى ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.

تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.

وجدير بالذكر أن علماء النفس يقسمون الاضطرابات الانفعالية إلى قسمين: الاضطرابات السارة والاضطرابات غير السارة

الاضطرابات السارة

وتشمل الأنواع التي تعطي المتعاطي صفة إيجابية حيث يحس بحسن الحال والطرب أو التيه أو التفخيم أو النشوة ممثلاً حسن الحال، حيث يحس المتعاطي في هذه الحالة حالة بالثقة التامة ويشعر بأن كل شيء على ما يرام، والطرب والتيه، حيث يحس بأنه أعظم الناس وأقوى وأذكى ويظهر من الحالات السابقة الذكر (الطرب والتيه، وحسن الحال، والتفخيم)، الهوس العقلي والفصام العقلي، وأخيراً النشوة ويحس المتعاطي في هذه الحالة بجو من السكينة والهدوء والسلام.

الاضطرابات غير السارة

الاكتئاب: ويشعر الفرد فيه بأفكار (سوداوية) حيث يتردد في اتخاذ القرارات وذلك للشعور بالألم. ويقلل الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطرابات من قيمة ذاته ويبالغ في الأمور التافهة ويجعلها ضخمة ومهمة.

القلق: ويشعر الشخص في هذه الحالة بالخوف والتوتر.

جمود أو تبلد الانفعال: وهو تبلد العاطفة، حيث إن الشخص في هذه الحالة لا يستجيب ولا يستشار بأي حدث يمر عليه مهما كان ساراً أم غير سار.

عدم التناسب الانفعالي: وهذا اضطراب يحدث فيه عدم توازن في العاطفة فيرى الشخص المصاب بهذا الاضطراب يضحك ويبكي من دون سبب مثير لهذا البكاء أو الضحك.

اختلال الآنية: حيث يشعر الشخص المصاب بهذا الاضطراب بأن ذاته متغيرة فيحس بأنه شخص متغير تماماً، وأنه ليس هو، وذلك بالرغم من أنه يعرف هو ذاته. ويحدث هذا الإحساس أحياناً بعد تناول بعض العقاقير، كعقاقير الهلوسة مثل (LSD) والحشيش.

يعاني متعاطي المذيبات الطيارة بشعور بالدوار والاسترخاء والهلوسة البصرية والدوران والغثيان والقيء وأحياناً يشعر بالنعاس. وقد يحدث مضاعفات للتعاطي كالوفاة الفجائية نتيجة لتقلص الأذين بالقلب وتوقف نبض القلب أو هبوط التنفس كما يأتي الانتحار كأحد المضاعفات وحوادث السيارات وتلف المخ أو الكبد أو الكليتين نتيجة للاستنشاق المتواصل ويعطب المخ، ما قد يؤدي إلى التخريف هذا وقد يؤدي تعاطي المذيبات الطيارة إلى وفاة بعض الأطفال الصغار الذي لا تتحمل أجسامهم المواد الطيارة، وتأثير هذه المواد يبدأ عندما تصل إلى المخ وتذوب في الألياف العصبية للمخ، ما يؤدي إلى خللٍ في مسار التيارات العصبية الكهربائية التي تسري بداخلها ويترتب على ذلك نشوة مميزة للمتعاطي كالشعور بالدوار والاسترخاء.

ثانياً: الأضرار على صعيد المجتمع

الأضرار الأمنية:

يؤدي انتشار المخدرات وتفشيها بين أفراد المجتمع في بعض الحالات إلى انحراف بعض الموظفين القائمين بالخدمات العامة للعمل بتجاره المخدرات رغبة في الثراء السريع أو من أجل الحصول على رشاوى لقاء سكوتهم على مرور المواد المخدرة، وفي بعض الحالات يحاول العدو الحصول على أسرار الدول العسكرية عن طريق دفع المسئولين للتعاطي واستخلاص المعلومات منهم، كما أنه في بعض الحالات يتم نشر المواد المخدرة من أجل إضعاف نفوس الشباب وجعلهم عاجزين عن العمل وتحطيم الروح المعنوية لديهم.

الأضرار الاقتصادية:

يؤثر تعاطي المخدرات على الاقتصاد بدرجة كبيرة حيث أن المتعاطي يصرف ما يحصل عليه من دخل من أجل الحصول على المخدرات، وهذه الأموال تهرب إلى الخارج وبالتالي يضعف الاقتصاد في الدول، كما أن المتعاطي يفقد الكثير من قوته الجسمية والعقلية من جراء تعاطي المخدرات فيؤدي ذلك إلى ضعف إنتاجه، ما يؤثر على الاقتصاد الوطني كما أن الدولة تصرف الكثير من أجل مكافحة المخدرات عن طريق بناء المصحات لعلاج المتعاطين كما أن الدول تصرف الكثير لبناء السجون والمحاكم والمبالغ التي تصرف على المسجونين في قضايا المخدرات نجد أنه كان من الأفضل صرف هذه المبالغ الطائلة في تطوير الدول، وتلخص الأضرار الاقتصادية في:

تدني إنتاجية الفرد وبالتالي تدني إنتاجية المجتمع والتخلف عن ركب الحضارة، إهدار للأموال بدون وجه حق وفي سبيل الشيطان.

السبب الرئيسي للفقر وخراب البيوت، وإهدار لموارد البلاد التي تصرف في مجال المكافحة والعلاج والسجون والمستشفيات العلاجية التي بالإمكان صرفها لصالح المجتمع في مجال التعليم والاتصالات والزراعة والصناعة وغير ذلك في مجال التنمية.

تأثير المخدرات على الأسرة:

تعاطي المخدرات يصيب الأسرة والحياة الأسرية بأضرار بالغة من وجوه كثيرة أهمها:

ولادة الأم المدمنة على تعاطي المخدرات لأطفال مشوهين.

بزيادة الإنفاق على تعاطي المخدرات تتأثر نواحي الإنفاق الأخرى ويتدنى المستوى الصحي والغذائي والاجتماعي والتعليمي وبالتالي الأخلاقي.

بجانب الآثار الاقتصادية والصحية لتعاطي المخدرات على الأسرة نجد أن جو الأسرة العام يسوده التوتر والشقاق والخلافات بين أفرادها فإلى جانب إنفاق المتعاطي لجزء كبير من الدخل على المخدرات والذي يثير انفعالات وضيق لدى أفراد الأسرة فالمتعاطي يقوم بعادات غير مقبولة لدى الأسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في بيته ويسهرون إلى آخر الليل، ما يولد لدى أفراد الأسرة تشوق لتعاطي المخدرات تقليداً للشخص المتعاطي أو يولد لديهم الخوف والقلق خشية أن يهاجم المنزل بضبط المخدرات والمتعاطين.

أضرار المخدرات على الإنتاج:

يعتبر الفرد لبنة من لبنات المجتمع وإنتاجية الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية المجتمع الذي ينتمي إليه فمتعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل ولكن إنتاج المجتمع أيضاً يتأثر في حالة تفشي المخدرات وتعاطيها فالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات، تؤدي إلى انخفاض إنتاجية قطاع من الشعب العام فتؤدي أيضاً إلى ضروب أخرى من السلوك تؤثر أيضاً على إنتاجية المجتمع.

ومن الأمثلة على ذلك السلوك هي: تشرد الأحداث وإجرامهم والدعارة والرشوة والسرقة والفساد والمرض العقلي والنفسي والإهمال واللامبالاة وأنواع السلوك هذه يأتيها مجموعة من الأشخاص في المجتمع ولكن أضرارها لا تقتصر عليهم فقط بل تمتد وتصيب المجتمع بأسره. أيضاً، انتشار المخدرات والإتجار بها وتعاطيها يؤدي إلى زيادة الرقابة من الجهات الأمنية حيث تزداد قوات رجال الأمن ورقباء السجون والمحاكم والعاملين في المصحات والمستشفيات ومطاردة المهربين للمخدرات وتجارها والمروجين ومحاكمتهم وحراستهم في السجون ورعاية المدمنين في المستشفيات تحتاج إلى قوى بشرية ومادية كثيرة للقيام بها، ما يؤدي إلى خسائر مادية كبيرة بالمجتمع ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي تنفق وتصرف على المخدرات. كان من الأفضل أن تصرف بنواحي اجتماعية كالصحة والثقافة والتعليم والأنشطة الترويحية المختلفة.

كذلك تعاطي المخدرات يساعد على إيجاد نوع من البطالة، والاستسلام للمخدرات والانغماس فيها يجعل شاربها يركن إليها وبالتالي فهو يضعف أمام مواجهة واقع الحياة، ويعوقه عن تنمية مهاراته وقدراته العقلية، والنتيجة هي انحدار الإنتاج لذلك الشخص وبالتالي للمجتمع الذي يعيش فيه كمّاً وكيفاً.

في الختام، أيها الحبيب الغالي، أيها الشاب الرائع، الإدمان يسبب في تدهور حالتك الصحية والعقلية وكذلك الحالة الاقتصادية والاجتماعية.

أنت إنسان، أنت شاب أمامك مستقبل لبناء حياتك الشخصية وبلدك يستفيد من قدراتك، لا يوجد إنسان بدون ألم ومشاكل.

إدمان المخدرات ليس الحل للهروب من الواقع الأليم وإنما سوف يبعدك عن المجتمع وعن ذاتك وعن أقرب الناس إليك وقد تزيد من رفض المجتمع لك، يجب أن تنتبه لنفسك قبل أن يفوت الأوان وتكتشف أنك في القادم من الأيام ستصبح وحيداً وتفقد كل شيء من ضمنهم إنسانيتك.

فكر في نفسك وكن صريحاً معها، اطلب مساعدة أقرب الناس لك ليرشدوك إلى الصواب لكي تعيش حياة سعيدة، ابتعد عن أصدقاء السوء والمدمنين وحاول مساعدتهم أيضاً، لنضع يدنا بيد من أجل جيل بعيد عن المخدرات، ولنرفع شعار الحياة السعيدة بالابتعاد عن المخدرات والإدمان.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني