مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات بين الصادر منه والمطلوب
يوم الأربعاء 25/11/2020 في مدينة الحسكة وبحضور أكثر من 300 شخصية سياسية مستقلة وشيوخ ووجهاء العشائر وممثلين عن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية عقد المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات برعاية مجلس سوريا الديمقراطي. من أبرز من حضروا هذا المؤتمر المعارض السوري والنائب السابق لرئيس هيئة التفاوض خالد محاميد الذي قال في كلمة له أن علينا كسوريين تعزيز الهوية الوطنية والوصول إلى حل سلمي في سوريا وطالب بالحفاظ على وحدة وسيادة البلد وأضاف في كلمة مطولة له أثناء المؤتمر أنه عندما كان نائباً لرئيس هيئة التفاوض قال: لا يمكن أن يكون اجتماع المعارضة كاملاً بدون مسد والإدارة الذاتية وأنه لا يمكن إقصاء أي مكون سوري في تقرير مصير سوريا.
محاميد طالب بتعزيز التفاهم بين القوى الوطنية العلمانية التي تريد دور حقيقي وخاص الدور الرئيسي يجب أن يكون للمرأة السورية لأنها تم حرمانها وإقصائها في المجتمع والقيادة وأعلن عن رغبته أن يكون رئيس سوريا القادم امرأة وطالب بإيجاد كتلة وطنية سورية تخوض التفاوض وتوجد آلية لإشراك الجميع في هيئة التفاوض وصياغة دستور سوريا المستقبلي وأكد على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة التراب السوري وأن يكون الهدف الأساسي والوحيد هو الخلاص من المنظومة الاستبدادية.
قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وقيادي في جبهة التغيير والتحرير رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية قال في كلمته خلال المؤتمر إن أهمية هذا الاجتماع تأتي من تركيزه على الحوار وسوريا عطشى للحوار منذ 2011 مؤكداً أن الحوار هو صراع حضاري سلمي ومن يرفض الحوار يسعى للرصاص والعودة للوراء لأن الحوار هو المخرج الوحيد ونجاح حوار أبناء الجزيرة والفرات سيكون نموذجاً لحوار شامل لكل السوريين.
وأضاف إن اجتماع كهذا يسجل لمسد/قسد السبق في عملية من هذا النوع وتؤسس لنموذج يجب أن يشمل كل السوريين وكل الأراضي السورية.
جميل وبعد اتفاقه مع قسد عبر الوسيط الروسي يرى أن تجربة مسد وقسد نموذج صحيح ونقطة جذب وإشعاع يجب أن يستفاد منها وأن تعمم على كامل الأرض السورية واتهم جميل قوى وأطراف بسعيها للحوار ولكنها ضمناً تجهض الحوار وأضاف إن تجربة الإدارة الذاتية يجب أن تعمم فهي تمثل ممارسة الشعب الحقيقية للسلطة وأكد جميل أن اتفاق حزبه مع مسد انعطافة تاريخية في الأزمة السورية وتاريخ الحركة السياسية في سوريا مؤكداً أن ما تم كان قراراً ذاتياً ويجب تعميمه ورفض قرارات القوى الخارجية.
قدري جميل الذي أوكل له النظام السوري مهام الترتيب والتنسيق مع حزب العمال الكردستاني وقائده عبدالله أوجلان عند دخولهم سوريا وصاحب شراكات ومشاريع مع كبار ضباط النظام السوري وظف أموال الحزب وكان رجل المخابرات السوفياتية في سوريا ثم رجل روسيا الذي دعم النظام حتى ما بعد 2011 وكان لروسيا دور كبير في تسميته بالمعارض وإنشائه منصة موسكو حيث تجمعه مع كل من روسيا وحزب العمال الكردستاني الذي يسيطر على قسد ومسد والإدارة الذاتية علاقات استثمارية مالية رفع فيها جميع الأطراف شعار الاشتراكية ويحاولون اليوم اللعب على مفاهيم الديمقراطية وسلطة الشعب لخدمة مصالحهم ومصالح النظام.
وكان قد صدر عن المؤتمر ورقة عمل تضمنت 11 بنداً هي:
– التأكيد على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها، والإقرار الدستوري بحقوق المكونات القومية والدينية والاجتماعية كافة.
– حل الأزمة السورية وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وجميع القرارات الأممية ذات الصلة والتأكيد على ضرورة إشراك مجلس سوريا الديمقراطية في كامل العملية السياسية وتحقيق أهداف الشعب السوري في الدولة الديمقراطية التعددية اللامركزية.
– متابعة الحوار مع الأطراف السورية كافة المؤمنة بالحل السياسي الوطني والتغيير الجذري الديمقراطي دون استثناء.
– التحضير لانتخابات محلية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية خلال مدة لا تتجاوز العام.
– إعادة هيكلة مؤسسات النظام الإداري لشمال وشرق سوريا بهدف التخفيف من الحالة البيروقراطية فيها.
– إعادة تقييم عمل وأداء مؤهلات وموظفي الإدارة وتدريبهم، والعمل على تطوير وتمكين وتوسيع الإدارة ورفدها بالتكنوقراط.
– الحفاظ على السلم والأمن المجتمعي، وترسيخ مفاهيم المواطنة وقبول الآخر، ومكافحة التعصب والتطرف بأشكاله كافة، وتعزيز التلاحم بين المكونات لدرء الفتن التي تستهدف النسيج المجتمعي الوطني.
– تمكين وتعزيز دور المرأة والشباب في المؤسسات كافة.
– دعم قوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد الإرهاب والتطرف بدعم من التحالف الدولي بما يحفظ الأمن والاستقرار.
– إصلاح الجهاز القضائي بما يضمن الحفاظ على استقلاليته ونزاهته.
– إلزام الأجهزة الأمنية بالقانون والأمر القضائي، وتطوير عملها وأدائها بما يتناسب مع مبادئ حقوق الإنسان.
– مكافحة الفساد وتفعيل جهاز الرقابة والتفتيش المركزي في مؤسسات الإدارة الذاتية.
– وضع خطط استراتيجية تنموية للاقتصاد وتسهيل الاستثمارات وإعطاء الأولوية للاستثمارات الوطنية.
– تأمين الإدارة الذاتية للسلع والمواد الأولية ومنع الاحتكار، ومراقبة الأسواق وتحديد الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن.
– مكافحة التهريب وضبط الحدود والمعابر وإعادة النظر في رسوم الضرائب والجمارك.
– تمكين القطاع الزراعي ودعم الفلاحين وتوفير المستلزمات الزراعية وترشيد التصدير خصوصاً الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية.
– الاستمرار في تطوير وتحسين وتوحيد النظام التعليمي ومنشآته وتوفير المناهج العلمية ورفع مستوى الكادر التعليمي وتأهيلهم وإيجاد آلية للاعتراف بالعملية التعليمية.
– مطالبة المجتمع الدولي لإعادة الإعمار في المناطق المحررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية من أجل عودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم.
كل ما صدر عن هذا الاجتماع لا يساوي الحبر الذي كتب به طالما بقي كوادر حزب العمال الكردستاني هم المتحكمين بالإدارة والاقتصاد والعسكرة في الإدارة الذاتي وقسد وأمثال قدري جميل يبحثون عن استثمارات لهم ولداعميهم في المنطقة وهم على يقين بتابعية وتعامل كوادر حزب العمال للنظام السوري وهو ما يؤمن لهم استمرارية الوجود والفائدة ويبقى الأمل موجوداً خاصة مع تصريح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي باتخاذه قرار بإخراج الكوادر غير السوريين لأن وجودهم يسبب مشاكل داخلية ومشاكل مع الجارة تركيا.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”