fbpx

لماذا يجب محاكمة النظام الإيراني على جرائمه في سوريا والمنطقة؟

0 23

لم يكن هناك من طرف تأثر وبصورة استثنائية لسقوط نظام بشار الأسد ولازال، كما هو الحال مع النظام الإيراني الذي يبدو وكأنه قد أصيب في الصميم من جراء ذلك.

يوم الثامن من ديسمبر2024، كان يوماً جللاً بالنسبة للنظام الإيراني، يوماً لفت الانظار كلها للنظام الإيراني كما لم يلفته أي حدث آخر، فقد كان هذا الحدث بمثابة باب كان النظام الإيراني قد أوصده بصورة محكمة إلى الحد الذي تيقن بأن فتحه في حكم المستحيل، ولاسيما وإنه قد راهن على هذا النظام كما لم يراهن على أي من الأطراف الأخرى المتحالفة أو التابعة له في المنطقة، ولأنه لم يكن يتوقع يوما يشهد فيه سقوط النظام فإنه كان يتصرف وكأن الأوضاع في سوريا ستستمر كما هي عليه ولذلك فإن هكذا تصرف يعني بالضرورة أن يكون للنظام الإيراني الكثير من الأمور والمسائل التي لا يريد كشفها أو الحديث عنها.

الحديث عن الأملاك والعقارات الخاصة بقادة ومسٶولين في الحرس الثوري الإيراني في سوريا على سبيل المثال التي تم الكشف عن العديد منها وفي مناطق ملفتة للنظر، تؤكد بأن النظام كان مطمئناً إلى أن نظام الأسد باق ولا يمكن تغييره وحتى إن تغير يوماً فلن يكون إلا بموافقته أو أخذ المشورة منه، كما أن تصرفات قادة الحرس ومسٶوليه في سوريا كانت هي الأخرى بنفس السياق خصوصا وأن الاعتقاد الذي كان سائداً لدى النظام الإيراني بأن كل ما ارتكبه هناك من جرائم ومجازر قد أصبح في حكم النسيان، لكن ومع توارد تقارير تشير الى إمكانية مطالبة النظام الإيراني بتعويضات عما تسبب فيه من أضرار في الأرواح والممتلكات وغيرها، أزاحت الستار عن هذا الموضوع المهم والحساس.

من الواضح جداً بأن النظام الإيراني من خلال وقوفه الى جانب نظام بشار الأسد ودعمه وتأييده بصورة مباشر‌ة، قد كان له أبلغ الاثر في تماهي هذا النظام في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق أبناء الشعب السوري، إلا إن المسألة لم تبق عند هذا الحد خصوصاً بعد زيادة تقارير المعلومات التي تشير إلى تورط النظام الإيراني من خلال قادة حرسه المتواجدين في سوريا بأمر وموافقة منه، في التورط في قمع الشعب السوري.

وهنا، من المفيد جداً الإشارة الى تقارير وبيانات صادرة عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال ثورة الشعب السوري حيث كشف عن دور مستمر للنظام الإيراني وقوات الحرس الثوري في المجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري، كما أن هذا المجلس قد قام بتنظيم مؤتمرات متعددة في أوروبا والولايات المتحدة، بهدف تنوير الرأي العام العالمي بجرائم النظام الإيراني ضد الشعب السوري.

ومع إن هناك أوساطاً إعلامية وسياسية وحتى استخبارية قد اهتمت بمسألة تورط النظام الإيراني في قمع الشعب السوري، لكنها لم تكن معنية بالأمر كما الحال مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي وجد نفسه مكلفاً لاعتبارات وطنية أمام الشعب الإيراني ولاعتبارات إنسانية أمام الشعب السوري وشعوب العالم، في الاهتمام بهذه المسألة والتركيز عليها كما فعل في مسائل مشابهة في بلدان أخرى بالمنطقة، وهناك معلومات كثيرة بهذا الصدد تكفي للعمل من أجل معاقبة النظام الإيراني على دوره في قمع الشعب السوري.

معاقبة النظام الإيراني بسبب تورطه في قمع الشعب السوري، قضية ملحة مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن دور هذا النظام فيما يتعلق بالقمع لم يكن منحصراً بسوريا فقط بل وأن له دور مشابه في بلدان أخرى في المنطقة ويجب معاقبته على ذلك وعدم السماح له بالإفلات من ذلك.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني