fbpx

لماذا دمرت إسرائيل القدرات العسكرية السورية

0 48

الهجوم الوحشي الهمجي الإسرائيلي وغير المسبوق بهذه الكثافة والنوعية والذي شمل كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبشرية بالإضافة لمخازن الأسلحة الجرثومية والكيمياوية رغم معرفتها السابقة بأماكن وجودها وكمياتها وفاعليتها بالحروب، لتأتي اليوم على تدميرها بـ 35. طائرة وصواريخ دقيقة من الأرض والبوارج الحربية تجاوز هجومات حربي 67 و73 التي خاضتها إسرائيل ضد دول وجيوش مجهزة.

ماهي دوافع ومبررات الهجوم

لا شك بأن هذه العملية تؤكد وبدون أي لبس بأن إسرائيل لم تكن تخشى أن تستعمل هذه الأسلحة ضدها وهذا مثبت منذ 5. سنة بناء على اتفاقات تحت الطاولة تؤكد أن هناك اتفاقاً ضمنياً بأن نظام الأسد يحمي حدود إسرائيل مقابل حماية إسرائيل وأمريكا لنظام هذه العائلة واستعمال هذا النظام وظيفياً لحماية المصالح الصهيونية وفي مقدمتها إجهاض الثورة الفلسطينية وطرد قواتها وفصائلها الفاعلة من المنطقة بالإضافة لخلق انقسامات وتمردات ضمن هذه الفصائل لإضعافها كما فعلت بفتح والجبهة الشعبية وتدجين بعض الفصائل وخلق حالات فصائل وظيفية تعمل لحماية النظام كما حدث خلال الثورة السورية. بالإضافة لإعطاء النظام الضوء الأخضر للتدخل في لبنان وتثبيت دور حزب الله فيها.

أما المقاومة ومحورها هي مجرد شعارات خداعة لذر الرماد بالعيون وقد أثبتت الحرب على غزة زيفها.

لهذا قامت إسرائيل بتدمير كل ما تبقى من سلاح بيد الجيش السوري بادعاء الخوف من استعمالها من قبل النظام الجديد في سوريا والذي لم تتضح هويته حتى الآن، علماً بأن كل المؤشرات تؤكد على رغبة السوريين بالانكباب على مرحلة إعادة الأعمار وبناء سوريا من جديد بعيداً عن الحروب.

الهدف الثاني من تدمير الأسلحة السورية

أظن أن لأمريكا والغرب دوراً إن لم أقل رضاً وارتياحاً للعملية الإسرائيلية الهادف إلى تدمير السلاح الروسي بالكامل لأن مصدر التسليح السوري الوحيد هي روسيا وأن العلاقات السورية الروسية هي عملية التسليح والممتدة جذورها إلى الحقبة السوفييتية وترى إسرائيل ومن ورائها الغرب بأن هذه العملية تقطع آخر خيوط العلاقة السورية – الروسية ما يمهد لخروج الروس من سوريا وبالتالي من المنطقة.

كما أنها ستجبر الدولة السورية القادمة للتعامل مع الغرب في عملية التسليح والتي ستكون بشروط اهمها عدم استعمالها ضد إسرائيل وألا تكون هجومية وتقتصر على أسلحة دفاعية محدودة.

ولكن مهما كانت المبررات فان الاعتداءات الإسرائيلية تعتبر عملية اصطياد في المياه العكرة واستغلال رخيص لظروف تعبر عن رغبة إسرائيلية لتدمير دول المنطقة ويدفعها للاستسلام والتطبيع وفق أجندتها بعيداً عن القرارات الدولية وخاصة مع قدوم إدارة ترامب التي يعتبرها نتنياهو إدارة حليفة لبرامجه الاستيطانية التوسعية.

فهل تتفهم الحكومات العربية خطورة ما هو قادم وتتخذ مواقف تحفظ ما تبقى من الأراضي العربية والدفع باتجاه تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتفق عليها دولياً.

هذا ما ستكشفه الأشهر القليلة القادمة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني