fbpx

للخائفين على عروبة لبنان!

0 144

لبنان كان أول من أعطى العروبة معناها الوطني الحديث المرتبط بالأرض لا بأديانها أو طوائفها أو عناصرها.

في شمال أفريقيا كانت عبارة عربي تعني بالضرورة عبارة مسلم دون انفصال ومن لا يتكلم العربية هو إما مسيحي أو مقيم أجنبي.

في الشرق العربي ليس الأمر كذلك ففيه أقليات عنصرية ودينية عربية أو مستعربة بحيث لا يستقيم ربط العروبة بالدين وحده!

العروبة المشرقية التي ترتبط بالأرض لا بأديانها ولا طوائفها ولا عناصرها هي صناعة لبنانية بامتياز ويقال اختراع متطور لها!.

بتاريخ 28/8/1933 عقد أول مؤتمر للمثقفين العرب في قرية قرنايل في لبنان برئاسة رشدي خياطة ومن الحضور: إلياس الهراوي والقرعوني ويوسف الحلو ومصطفى العريسي وكامل عياد وجميل صليبيا وميشيل عفلق وغيرهم.

اتخذ المؤتمر قراراته تحت بند نحن نعتقد:

القضية العربية قضية قومية بحتة

أمتنا العربية هي القاطنة في العالم العربي والمرتبطة بصلات اللغة والثقافة والتاريخ والتقاليد والمصالح والآمال الواحدة (لم يذكر الدين).

والعربي هومن لغته الأصلية العربية أو يسكن الأقطار العربية وليست له في الحالتين أي عصبية تمنعه من الاندماج في القومية العربية.

كل عصبية اقليمية أو جنسية أو طائفية في وطننا العربي هي قوى هدامة يجب القضاء عليها أو إذابتها في القومية الجامعة!.

كان هذا التطور مختلفاً عن مفهوم العروبة في مصر وكل شمال أفريقيا حيث كل عربي مسلم وكل مسلم عربي بالضرورة.

انتماء لبنان العربي بدأ في ظل الدولة العثمانية ضد التتريك وللمطالبة باللامركزية العربية.

في دمشق وفي بيروت علق جمال باشا: المشانق للقيادات العربية في السادس من أيار وكان بينهم في البلدين مسيحيون ومسلمون من مختلف الطوائف وبالتالي استهدف السفاح العروبة موحدة!.

بعد سقوط الدولة العثمانية كان في حكومة الملك فيصل وفي المؤتمر العربي وزراء وحضور لبناني كبير وكذلك في العهد الاستقلالي في لبنان وسورية.

بعد الوحدة بين سورية ومصر شهدنا تصرفات من المصرين باتجاه تصفية المسيحين من الجيش ووظائف الدولة وكان هذا مرفوضاً شعبياً من كل أهل سوريا ومعيباً!.

من يعتقد أن انتماء لبنان العربي جاء مع اتفاقية الطائف، يقع في خطأ الاستنتاج فلبنان ليس عربياً فقط بل هو صانع العروبة التي تربط وجودها بالأرض لا بأديانها ولا طوائفها ولا عناصرها التاريخية ومن هذه الناحية لبنان هو رسالة ورسالته هي هذه العروبة التي توحد ولا تفرق وتمثل نافذة الشرق على حضارة العصر تأخذ منه وتعطيه!!

لبنان سيبقى حاضراً في قلوب أهل الشام والعرب وقد يغار من تطوره كثيرون من المترفين ولكن لا بد منه ولا بديل عنه، كمتنفس في عالم عربي تحكمه الجزم ويخنقه الاستبداد، وربما إذا انتصر الذين يريدون إلغاء دوره وتدميره كمنارة في هذا الشرق سيكون في التاريخ العربي (يوسف العرب) الذي ألقاه أخوته في البئر ليتخلصوا من حرياته فأنقذه الله!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني