fbpx

لقاء في الغربة

0 164

رحلتي في ذاك اليوم، لم يكن مرتب لها فكل الأمور كانت تسير عكس ما أريد، على عجل ارتديت المزيد من الملابس كان الطقس يومها شديد البرودة، وأنا مجرد سماعي بالبرد، أتصبر خوفاً ويرتجف قلبي.

المهم.. تفقدت كل ما يلزم وخرجت من منزلي، وبعد حوالي الثلاث ساعات وصلت وجهتي، وياللأسف، كان المكتب قد أغلق ولا مجال إلا بالعودة أو المبيت في مكان ما.

أخذت نفساً عميقاً وقررت المبيت عند أصدقاء لأول مرة سألتقي بهم على أرض الواقع، كان الأمر سريعاً، وقوبلنا بكل حفاوة وتكريم.

للوهلة الأولى كنت مرتبكة وخجلة، لما حصل وربما كان الوقت غير مناسب بالنسبة لهم، اعتذرت بكل العبارات وسط ترحيب منهم أجبرني على تذكر أيام خلت.

بعد حوالي نصف ساعة دخل شابان صغيران وشاب أكبر بقليل، بالإضافة إلى ثلاث صغيرات، ولم أعرف كيف أميز، نعم البنات الصغيرات هن لهذين الأبوين الشابين، أما الشباب الصغار فلا أعتقد، أنهم والديهم، رغم مناداة الصبية الأم لهؤلاء الشباب بـ (ابني).

الفضول لدي كان أسرع مني وقمت بالسؤال من هؤلاء الشباب؟

جاوبتني:

هذان الشابان هما إخوة زوجي الصغار وقد وصلوا هنا عن طريق التهريب وسيقومان بلم شمل أميهما، حيث كان الوالد المتوفى منذ شهرين متزوجاً من اثنتين، أما الشاب الأكبر وهو أيضاً قادم بنفس الطريقة، وكان قد وصل منذ وقت أطول وهو بانتظار أهله غداً ويستعد للقائهم.

إذاً.. في هذا المنزل هناك أكثر من عائلة تنتظر، ربما هو حالنا جميعاً، اعتقدت في تلك اللحظة أن سوريا، قد تلاشت وإلى الأبد!.

الجميع يبحث هروباً آمناً، يبحث عن كرامة هدرت، كرامة العيش، الهدوء من صخب كل كدر.

يا إلهي نذهب إلى الموت هرباً منه! نعم نفعل ذلك.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني