لغتنا العربية.. إلى أين؟
لغة الضاد، لغتنا الأم، لغتنا الجميلة.. أحياناً لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد فقده وكذا اللغة لم نعرف جمالها واهميتها الا عندما هجرنا أوطاننا، فأصبحنا في البلاد الأوربية عندما نسمع أحداً يتكلم اللغة العربية نود أن نحتضنه، بينما بعضهم ممن يجيد اللغة الإنكليزية أو الفرنسية، أصبح يتباهى ويتكلم كلمة عربية وأخرى اجنبية، ناسياً جمال لغته وأنها حلم بالنسبة لغيره.
تحدثني إحدى المدرسات التركيات قائلة: “إنني أحسدكم على شيء واحد، أنكم عرب وأن لغتكم العربية، إنكم محظوظون جداً، اشكروا الله دائماً”.
أثرت هذه الجملة بي كثيراً، وتابعت: “ليتني أستطيع أن أعلم ابني اللغة العربية أولاً ومن ثم اللغة التركية، ولكني سأحاول أن أعلمه اللغة العربية من الحرف، وسأعلمه القرآن الكريم”.
عجبت لحرصها على تعليم طفلها العربية والقرآن في حين أن السيدات والأمهات العربيات يسعين لتعليم أطفالهن اللغة التركية ليتفوقوا في المدارس، وينسون لغتهم الاصلية، نعم هذا تصرف أم غربية، فماذا عنا نحن العرب في بلاد المهجر، ومدى تمسكنا بلغتنا واهتمامنا بها، وهل هناك الوعي الكافي لدى الأهالي بأهمية تعليم أطفالهم اللغة العربية وخاصة من ولدوا في المهاجر؟
عن هذا تحدثنا السيدة أنسام دريبي، مدرسة اللغة العربية في المدارس السورية المؤقتة: إن اللغة ضرورة حتمية ويجب ألا نستهين بها في أوربا، لأن هذا الجيل وجد أمامه مناهج غربية في أوربا، ويقع على عاتق المنظمات والمراكز الثقافية التي تطلق حملات لتعليم التركية مجاناً، التركيز على تعليم اللغة العربية، وتقديم برامج ودروس خاصة مجانية إلى جانب اللغة التركية، فلغتنا عنوان حضارتنا، وعلينا الدفاع عنها والحفاظ عليها وإيجاد حلول بديلة لتدريسها في المعاهد الخاصة، فنحن لا نستطيع أن نفرضها على المناهج التركية.
وتؤكد السيدة أنسام على ضرورة توعية الجيل الجديد بأهمية اللغة العربية، وتبين أن الوضع الاقتصادي قد لا يساعد الأهالي على إلحاق أطفالهم في معاهد خاصة وفي الوقت نفسه قد ينفقون مبالغ إضافية لتعلّم اللغة التركية، فالأمهات يشعرن بالفخر عندما يجيد أطفالهم اللغة التركية، في حين لا يعرفون أبجدية اللغة العربية، وأضافت: إن المسألة تزداد سوءاً عندما ينتقل الطفل إلى صف جديد، حيث يعمد الأهل إلى تسجيله بدورة منهاج السنة الجديدة، فتصبح اللغة التركية ومنهاجها شغله الشاغل، يجب على المنظمات أن تأخذ دورها في إعادة إحياء اللغة العربية بشكل كبير في المهاجر.
أما السيدة خالدية الدللو، مدرسة اللغة العربية ومتطوعة في منظمة نساء الغد فتقول: يجب أن نرسخ في أذهان أطفالنا أن وجودنا في المهجر مؤقت وأننا مجرد ضيوف وسنعود في يوم ما إلى بلادنا، مكتسبين لغات جديدة تركية، ألمانيا، إنكليزية، فرنسية.. إلخ، ولكنها ستأتي بالمرتبة الثانية بعد لغتنا الأم، التي نفتخر بها.
وتؤكد أن تعلم لغة البلد الذي نحن فيه ضرورة ومطلب أساسي للعيش والتعامل مع الناس ولكن بعد اللغة العربية. أما أن نهتم باللغات الأخرى وننسى لغتنا الأم، فهذا وأد للغة العربية ووأد للجيل الذي يقع على عاتقه بناء وطننا في المستقبل وإعادة إعماره، فاللغة هي أول رابط يربطنا ببعضنا، ثم تأتي الروابط الأخرى، وهنا ركزت السيد خالدية على أهمية دور الأم والأسرة، وتخصيص وقت لتعليم اللغة العربية، فليس صعباً ان تجتمع الأسرة مساءً وتتداول الحديث عن اللغة، وتحديد ساعات لأطفالهم للانتفاع بها بتعلم اللغة ودعمها بقراءة بعض قصص الأطفال وغيرها من الكتب العربية.
وهنا يستوقفني حديث لإحدى السيدات أثناء اجتماع لأولياء الامور في إحدى المدارس المدمجة عندما قالت: لا يوجد لدينا وقت لنجتمع ونجلس على مائدة واحدة، فزوجي مقعد وأنا أعمل في أحد المطاعم، وأعود منهكة، ولا توجد لدي طاقة أو مال لتعليم أبنائي اللغة العربية، فما أجمعه من عملي أنفقه بتسديد الفواتير وتأمين الطعام لهم، ولكن وجود معهد القرآن والتحاق ابنتي بدورة الرشيدي وتعلم اللغة العربية في منظمة نساء الغد خفف علي حزني وألمي، والآن أطفالي يعرفون اللغة العربية، ما أسعدني كثيراً وليت جميع المنظمات تهتم وتنظم مثل هذه الدورات المجانية وتكثفها، وهنا عقبت السيدة خالدية: إننا في منظمة نساء الغد نهتم وبشكل خاص باللغة العربية وهي من الأولويات في النشاطات التي نقوم بها، وهي مجانية ومن سيدات متطوعات في المنظمة، وبالرغم من عدم وجود أي دعم مادي خارجي، فإننا نحاول جاهدين أن نستمر بتعليمها وتعليم الجزء الرشيدي الذي هو داعم للغة العربية ودورات أخرى كفقه العبادات والحساب الذهني، فرحت كثيراُ لما تبذله النساء وبشكل طوعي من أجل اللغة العربية ولكن هذا وحده لا يكفي، فالجهود يجب أن تتكاتف وتتضافر.
ولكن الشيء المحزن أننا نفتقد كثيراً المكتبات العربية التي تغص بالكتب العربية والروايات والقصص الملونة للأطفال التي تجذب انتباههم واهتمامهم، فكنت عندما أثني على طفلي وأريد تحفيزه على عمل أو نشاط أو أكافئه لحصوله على علامة تامة في إحدى المواد، أهرع إلى المكتبة وأطلب منه أن يختار قصة كهدية له، واستمرت هذه العادة حتى غادرنا أرض الوطن، أما هنا فإننا نفتقد الكتب العربية وقصص الأطفال، فقر المكتبات بالكتب العربية وخاصة قصص الاطفال مشكلة بحد ذاتها، كلنا مسؤولون أمام الجيل القادم للتمسك بلغتنا والحفاظ عليها، فأملي عندما أدخل إلى إحدى المكتبات التركية الضخمة التي تغص بالقصص والروايات وقصص الأطفال الملونة والنافرة والملفتة، أن تكون لنا مكتبة مثلها وبنفس الحجم لكن باللغة العربية، فعندما تقع مثل هذه القصص بين أيدي الأطفال من الصغر ستلفت نظرهم ويطلبون من أهاليهم قراءتها لهم، فالرسومات جميلة والأحرف كبيرة ملفتة للنظر وجاذبة للاهتمام، ومع الأيام يرغب الأطفال بتعلّم اللغة العربية كي يقرؤون القصص بأنفسهم، وهنا يأتي دور الأم وتشجيعها، فلغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغتنا الأم تأتي في المقدمة وكل اللغات الأخرى تأتي لاحقاً.
مقال جميل ورائع جدا يستحق القراءه
اضم صوتي الى صوتك نناشد الاهالي بالدافع عن الخطر الذي يداهم اولادنامن التخلي عن لغه القراءن لغه الاوطان لغه الحياه الاجتماعيه التي تكتمل الحياه السعيده الصحيحه بها
ونحي كل منظمه او معهد لتحفيظ القراءن للحفاظ عل هذه الهبه التي منحنا خالقنا اياها
وكل التحيه اختنا الك اختنا رجااء عل موضوع يجب طرحه الان وبعد
مقال جميل يجب المحافظة على اللغة العربية لأنها لغة القرآن
يجب أن نفتخر بلغتنا لغة الضاد وان لا نقوم بإدخال كلمات حديثة لها
ماشاء الله مقال جميل بالتوفيق
موضوع اللغة العربية والتحفيز على المحافظة عليها وإحيائها يعتبر من المواضيع الهامة ومن أولويات اهتماماتنا كمغتربين لانها أصبحت بعيدة عن متناول ابنائنا بالمناهج الدراسية وكذلك بقصص الاطفال وغيرها
وانا معك نناشد الاهالي والمنظمات ومعاهد القرآن ان تعتبر اللغة العربية وتدرسيها من اولويات برامجها وخططها التعليمية الهادفة
شكرا لك ست رجاء
ماشاءالله ،كل التوفيق يارب
كل التوفيق إن شاء الله
كل التوفيق إن شاء الله
كلام جميل ومنطقي واقعنا
“و أنها حلم بالنسبة لغيره”
لغة الضاد ..لغة القرآن .. كن فخوراً بها
أعجبني المقال 😊🌹تسلم أناملك خالتو
لغتنا العربية وهل في أجمل منها لغة الضاد والقرآن الكريم وتعتبر من أصعب اللغات تعلما لما تحتويه جزالة الألفاظ وقوتها، ومثلما طرحت تعلم لغة البلد هي للمعايشة فقط ويجب أن تأتي بالمرتبة الثانية بعد لغتنا الأم.