fbpx

لجنة التربية في الرقة تجمّد رواتب معلمين لرفضهم الالتحاق بالتجنيد الإجباري

0 394

أوقفت لجنة التربية والتعليم في الرقة صرف رواتب مئات المعلمين في المدارس التابعة لها قبل أربعة أشهر، لأنهم لم يلتحقوا بالخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف قوات الدفاع الذاتي التابعة لـ قسد.

وقامت اللجنة بهذا الإجراء دون إصدار قرار رسمي ليطلع عليه المعلمون، وأبلغتهم بذلك عبر المتحدثين باسم المدارس، وهددتهم بالفصل بشكل كامل ما لم يلتحقوا بالتجنيد حتى آخر العام الدراسي الحالي.

حسين الجاسم (اسم مستعار، 28 سنة) معلم في إحدى مدارس الرقة الإعدادية، لم يُصرف له مرتبه الشهري منذ أكثر من أربعة أشهر، ورغم ذلك لا يرغب حسين بالالتحاق بالخدمة العسكرية حتى لو تم فصله من وظيفته.

ويقول: “أنا المعيل لعائلتي ولا أستطيع أن أتركهم وأذهب للخدمة العسكرية، ولا أرغب بحمل السلاح، في بداية الثورة عام 2012 كنت مجنداً في صفوف قوات النظام وألقيت السلاح وانشققت، وخلال كل السنوات الماضية لم أحمل السلاح مع أي فصيل ولا يمكن أن أحمله الآن مع أي جهة كانت، لن أضحي بنفسي ومستقبل عائلتي من أجل خدمة أجندات حزب أو فصيل ما”.

تفرض قوات سوريا الديمقراطية التجنيد الإجباري على الذكور في مناطق نفوذها بالرقة والحسكة ودير الزور وريف حلب، ممن تتراوح مواليدهم بين عامي (1990-2001)، وتقوم بحملات مداهمة واعتقال على الحواجز وخاصةً في الأرياف.

وبعد ثلاث سنوات على عودة العملية التعليمية لمدينة الرقة، شددت لجنة التربية والتعليم الخناق على المعلمين بهدف ضمهم للخدمة في صفوف قوات قسد، إلا أن المصادر تشير إلى أن معظم المعلمين بالرقة وريفها رفضوا الالتحاق بالخدمة.

وفي تموز من العام الفائت توجه نحو مئة معلم إلى مجلس الرقة المدني وقابلوا رئيس لجنة الدفاع المسؤولة عن التجنيد الإجباري، وطالبوا بإيقاف تجنيد المعلمين.

رائد الأحمد (اسم مستعار، 30 سنة) كان ممن قابلوا رئيس لجنة الدفاع في الصيف الماضي، يقول إن مطالبهم قوبلت بالرفض القاطع من قبل رئيس اللجنة الذي أكد لهم بوجوب التحاقهم بالخدمة تحت طائلة تجميد الراتب والفصل النهائي.

ويضيف رائد “شعرنا بالإحباط وخيبة الأمل بعد أن خرجنا من المجلس، أحد المعلمين معنا قال لنا يجب ألا نستسلم ونخرج بمظاهرة للاحتجاج ورفض القرار، ولكن كنا خائفين من أن يتم اعتقالنا ولم نتظاهر، وزميلنا الذي حرض على التظاهر قام جهاز الاستخبارات التابع لقسد باعتقاله بعد ذلك بأيام قليلة، وما يزال معتقلاً منذ ذلك الوقت ولا يسمح لأهله بزيارته ومصيره مجهول”.

في ريف دير الزور الشرقي يختلف الوضع عن الرقة، حيث تجرأ المئات من المعلمين على التظاهر رفضاً للتجنيد الإجباري الشهر الماضي، وقبل ذلك تظاهروا في الصيف المنصرم لرفض تدريس منهاج الإدارة الذاتية، وبالفعل تراجعت الأخيرة عن تدريس منهاجها في دير الزور والرقة والطبقة ومنبج.

من جهته يشير عبد الغفور (اسم مستعار، 42 سنة) وهو مدير إحدى المدارس بالرقة، إلى أن ما تقوم به لجنة التربية من إجبار للمعلمين على الالتحاق بالتجنيد سوف يؤدي إلى عرقلة العملية التربوية في المنطقة التي انقطع معظم أبنائها عن التعليم خلال سنوات حكم تنظيم الدولة بين عامي 2014-2017. 

مضيفاً “ذهاب المعلمين للقتال وعودتهم بعد ذلك للتدريس ستكون له آثار سلبية عديدة على نفسية المعلم، وبلا شك سينعكس ذلك على التلاميذ الذين يعلمهم، كما أن المنطقة تعاني من نقص في الكوادر التعليمية، ووضع المدرسين على جبهات القتال بدلاً من الصفوف المدرسية لن يكون مفيداً لأحد، خاصةً أن قوات سوريا الديمقراطية لديها الآلاف من المقاتلين وهي ليست بحاجة للمعلمين في قواتها، ونتمنى بأن تراجع الإدارة الذاتية نفسها وتوقف تجنيد الكوادر التعليمية لأن الرقة بحاجة ماسة لهم”.

يذكر أن مدة التجنيد في صفوف قوات قسد تبلغ عاماً كاملاً، وغالباً ما يتم الزج بالمجندين إجبارياً في الخطوط الأولى على جبهات القتال، في المناطق التي تفصل بين مناطق سيطرة قوات قسد وفصائل الجيش الوطني والقوات التركية.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني