لجأ إلى بيروت ودفن فيها
الشاعر السوري تيسير بكسراوي في الذكرى الأولى لرحيله
نظام بلده منع دخول جنازته ليدفن في مسقط رأسه؟
على الغيارى تولّى جمع تراث الشاعر الراحل وطباعته
توقف عن النبض في العاصمة اللبنانية بيروت، قلب الشاعر والإعلامي
تيسير بكسراوي بعيداً عن مسقط رأسه، بعد أن تم التضييق عليه، نتيجة موقفه من
الثورة السورية، إلا أن معاناته باتت تكبر في ملاذه. ملجئه. مهجره، نتيجة صعوبة
تأمين لقمة الأسرة، لاسيما في ظل وجود أبناء وبنات لايزالون يتابعون دراستهم،
ناهيك عن تأمين المسكن، وما يتطلب ذلك، بل لقد استشعر بأن الخناق الذي كان يضيق
عليه في الوطن لايزال مستمراً، فانسدت أمامه الآفاق، وبات يعمل في مجالات تستوجب
القوة، والطاقة – وأنى له ذلك وهو الذي تجاوز الخمسين من عمره – وقد تعود العمل في
المجال الوظيفي، نتيجة اختصاصه العلمي.
بات يكاتب أصدقاء محددين له مفكراً بالهجرة، بعد أن انغلقت بوابات
حدود الدول وغدا ذلك صعباً غير متاح حتى لمن يروم المغامرة بنفسه بوساطة بلم، أو
قطع الفيافي متحدياً ظروف الطبيعة، وقد فقد آلاف السوريين أرواحهم نتيجة ذلك. لجأ
إلى هيئة الأمم. إلى أكثر من سفارة في بيروت، حيث يقيم قدم أوراق سفره التي كنت
على علم بها، إلا أن هيئة الأمم لم تول حالته أي اهتمام، كي تزداد آلامه،
ومعاناته، وقهره، ويكون – ولأول مرة – في مواجهة أكثر من مرض: السكر الذي سيبتر
أصبعاً في قدمه ويرسل صورتها إلي، وأتوجه بها، وبتقاريره الصحافية إلى عدد من
الجهات المعنية بشؤون الإعلاميين، وأكلفه هو الآخر بمراسلة هاتيك الجهات يكون الرد
من قبل أحد المعنيين بمجال الصحافة وحقوق الإنسان:
لم ترسل إلينا هذه الصورة الـ “………” وكانت فيها
منظر مشط قدمه فاقداً الأصبع الكبيرة!
تردى وضع تيسير الصحي
يوماً وراء يوم، إلى أن تعرض لجلطة قلبية، فاقداً أكثر من شريان ليقال له: لابد من
عمل جراحي ومبلغ كذا..
اضطر، أن يجري عملية ثانية، هذه المرة، وهي عملية القلب المفتوح،
لتنجح هذه العملية، إلا أن وطأة المعاناة هي التي سببت له مرض السكر في الغربة،
وهكذا فقد بعض شرايين القلب باتت تتفاقم إلى أن توقف قلبه عن النبض، وليدفن في أحد
مقابر بيروت بعد أن منعت أجهزة الأمن السورية إدخال جسده الطاهر، ليدفن في أرض
الآباء والأجداد، ونخسر شاعراً رقيق الإحساس، كان أحد زملائنا في الاتحاد العام
للكتاب والصحفيين الكرد، وقدم أكثر من وثيقة للجهات الدولية على أنه كاتب كردي
سوري!
من هو تيسير بكسراوي؟
ينحدر الشاعر من أصول كردية في جبل الكرد
شمال محافظة اللاذقية ولادته كانت في أرملا التابعة لمحافظة اللاذقية (الريف
الشمالي لمحافظة اللاذقية) بحكم عمل والده في سلك الشرطة ما جعله يتنقل لعدة مدن
في صغره. ثم بعد سنة انتقل للمحافظة مركز مدينة اللاذقية وبقي فيها سنتين ثم انتقل
بعدها لدمشق أقام فيها سنة ثم عاد إلى اللاذقية. ثم بعدها لناحية الحفة بعد أن كان
قد أمضى 5 سنوات من طفولته متنقلاً بين دمشق واللاذقية، ليلتحق بمدرسة الكاظمية
الابتدائية في الحفة – في الصف التاسع – كي يتابع تعليمه في مدرسة عبد الحليم
سعد الإعدادية ليختص بعد انتهائه من المرحلة الإعدادية في فرع الصناعة – قسم الميكانيك
– في فترة دراسته الثانوية نمت لديه موهبة الشعر في عمر الـ 16 عام 1980 تتلمذ على
يد الشاعر عبد الرزاق اليوسف فقد كان عوناً له في مجال الأدب والشعر، وتابع دراسته
بعد المرحلة الثانوية في المعهد الصناعي لمحافظة اللاذقية. أول قصيدة له كانت:
(حكمة)
تعلمت من البحر الحكمة
وتعلمت سمك القرش اختلاس القبلة الأولى
وتعلمت من جارتي العجوز أن أبصق في الزوايا
العفنة
وتعلمت من عراف بلدتنا أن تلد العاقر بغلاً
عمل الشاعر تيسير منذ مرحلة المراهقة في
مجال الدهان والديكور بالتزامن مع دراسته لكي يعين عائلته قدر المستطاع، بعدها انتقل
للعمل في عالم البحر كبحار، واغترب مدة 11 شهراً في هذا العالم، كي يجني قوت
عائلته، بسبب الظروف المادية الصعبة التي كانت تمر بها.
عندما عاد للوطن ابتسمت له الحياة وتوظف
في حقول النفط في – الرميلان – الجزيرة، وتزوج بعدها، ثم رزق بنجله البكر: نوار
عام 1993 ثم سيلين عام 2000 ثم وديع عام 2004، لكن لم تدم هذه الفرحة طويلاً،
لتعرضه للمضايقات بسبب آرائه اليسارية، ما دفعه للاستقالة من العمل، ليتجه بعدها
للبنان، ويعود لمهنته القديمة في الديكور، وقضى 4 سنوات فيها.
حاول بعدها العودة للوظيفة، لكن للأسف، لم
يستطع تحقيق ذلك، لأنه ليس مرغوباً بعودته إلى العمل، هكذا ورد على لسان رئيس شركة
النفط سليمان العباس. قضى حياته متنقلاً بين لبنان ودمشق واللاذقية، يعمل في مجال
الديكور، لكنه لم ينقطع عن الصحافة والشعر الذي كان محور شغفه منذ المراهقة، في
عام 2011 مع بداية انطلاقة الثورة تم استدعائه لفرع الأمن السياسي في اللاذقية،
لعدة ساعات وتم الإفراج عنه بعدها فما كان منه إلا أن غادر الوطن خوفاً على حياته وحياة
عائلته، عاش الشاعر تيسير بعدها أوضاعاً صعبة بسبب صعوبة المعيشة والغلاء في لبنان،
ما أدى لتدهور وضعه الصحي، لأنه أصيب بداء السكري، ثم تطور مرضه بسبب اليأس من
الوضع الحالي، واللجوء، ولينخر مرض السكري جسده، ويصل إلى القلب والكليتين، بعد أن
أصيب بعمى جزئي. كل هذا بسبب ضيق ذات اليد، وبؤس الحالة المادية التي كان يمر بها.
وافته المنية بتاريخ 2019/7/1 نتيجة فشل كلوي والتهابات حادة أدت لتوقف القلب،
ناهيك عن الإهمال الطبي الذي تعرض له.
والآلم من ذلك أنه كان مطلوباً لفرع الأمن
السياسي في اللاذقية بسبب عدم سكوته لما يتعرض له أبناء الشعب من ظلم وقهر، فلم
تستطع عائلته دفنه في مقابر العائلة، وقد تفاجأ باختفاء أعماله الأدبية من أرشيف
مجلات عدة كان يكتب فيها كالملحق الثقافي لجريدة الثورة، الأسبوع الأدبي، تشرين، اتحاد
الكتاب العرب (لوتس)، الوحدة، الناقد، الكتابة الأدبية، الثقافة الأسبوعية بعدما
كانت موجودة على شبكة الإنترنت.
فقد كانت له مشاركات كتابية في مجلات
وجرائد لبنانية كثيرة، منها كالعالمية وبيبلوس. وشارك كذلك في مجال الكتابة
الإذاعية في برنامج – صوت الشباب – الذي يبث في الأردن.
أول مرة تعرض الشاعر تيسير بكسراوي
للاعتقال كانت في العام 1980 حين كان عمره 16 سنة، بسبب رفضه لطريقة القمع التي
تعرض لها رفاقه الشيوعيين.
في المرة الثانية تم اعتقاله بسبب قصيدة
ألقاها في المركز الثقافي في اللاذقية، بعد أن منعه الأمن السياسي من إلقائها، عندما عرضتها إدارة
المركز الثقافي على الجهات المعنية، إلا أنه لم يرضخ لما قيل له، ما عرضه
للمساءلة، والاعتقال.
ناهيك عن فترات استجوابه في الوظيفة عندما
كان موظفاً بشركة النفط لميوله المغايرة للنظام السياسي.
وقد شارك الشاعر تيسير بكسراوي في عدد من المهرجانات
والأمسيات الشعرية منها: مهرجان اتحاد الكتاب، أبو سلمى، آذار، المركز الثقافي في
اللاذقية والمركز الثقافي في الحفة، جبلة، المالكية. كان له عدة مشاركات شعرية من
عام 1985 حتى 1989. ناهيك عن مشاركاته في مهرجانات شعرية في الأردن ولبنان.
كتبه التي لم تطبع حتى الآن:
أول الكلمات آخر القصائد.
الكتابة والوجه الآخر.
تعرفت على الشاعر تيسير بكسراوي في ثمانينيات القرن الماضي، عن
طريق صديق مشترك كان يعمل في الرميلان وهو – محمد خليل أيوب – لتتوثق العلاقة
بيننا، إلى آخر أيام حياته، وإن تم بعض الانقطاع بسبب سفري إلى الإمارات. ولكم تألمت
أنني أرسلت مقالاً مطولاً في وداع الشاعر الراحل، بيد أن بعض المنابر التي قدمت
ذاتها، على أنها معنية بالمبدعين، أصحاب الموقف، الذين حاربهم نظام بلدهم، لم تنشر
المقال، وذلك لاعتبارات معروفة!
ما تعرض له تيسير بكسراوي، من ملاحقة، وتضييق عليه، بل وحرب عليه.
على لقمته. لم يتوقف حتى بعد رحيله، لأنه لم يسمح له بالعودة إلى وطنه، ولو ميتاً.
المبدعون السوريون. الإعلاميون السوريون. أصحاب الموقف، جميعهم مطالب بتخليد ذكرى
هذا الشاعر الإنسان الذي ظلمناه جميعاً: حياً بيننا وراحلاً، ولعل أول ذلك: العمل
من أجل جمع تراثه، وطباعته، بعد أن عرض مجموعتيه على أكثر من جهة، فلم تنشرهما، بالإضافة
إلى إعادة الاعتبار لاسمه الذي حورب من قبل: آلة النظام، وبعض الأبواق القيمين على
منابر النشر المسترزقة باسم المعارضة!
ولكي أبين – هنا – أن شاعرنا تيسير بكسراوي قد ظلم من قبل هاتيك
المنابر، فإنها ضنت حتى بنشر مجرد خبر عن رحيله الذي اضطررنا أسرته وأنا على نشره
عبر وسائل التواصل الاجتماعي فحسب!
قصائد من
مجموعة” أول الكلمات آخر القصائد:
كم قبلة أيتها النوارس
كم:
غابة الخوخ. تسألني
كم من الحب أحمل إليك
غابة التفاح. تسألني
كم من الحزن أحبك
غابة الحور. تسألني
كم من الفرح الطويل أحبك
صديقي أنت…
فهل تحبني؟….
قبلة:
السماء،
تنثر حبات البرد الكبيرة
فترسم قبلة كبيرة
وخمس زنابق بيضاء
وعشرين ألف ابتسامة
لكم أيها العشاق.
أيتها:
أيتها الغابات
أيتها التماثيل
أيتها الشموع الموقدة
أيتها السماوات الزجاجية
قد تنكسر ألوانك
وقد….
وقد….
النوارس:
أما زال
وعلى الغابة يحبنا
أما زالت أقدام النوارس
تحمل إلينا
بسمة الربيع
وغضب الخريف
وقبلة الوداع الكبيرة.
مسافات فاصلة:
1
منذ مسافة حالمة
وابتسامة
أعلق أحلامي/
على مشجب الغيم
فتنقط أغنية ٌ
حزينةٌ/
على شباك عمري
2
عندما أضع
على شفتي/
بعضاً من كلامك
تورق في يدي
فضاءاتك المتكلسة
بالدفء الأبيض
3
تتكلس على سمائي
الذابلة
قصائد بيضاء
بحجم وجودكِ
أيتها الساكنة
في الطابق الخلفي/
المبللة / بالكلمات
والفضاءات المنزلقة
يا أنتِ…
4
حين سافرتِ
توقفت عصفورة القلب
عن نقر / المسافات الفاصلة بيني
وبينك.
س..و..س..ن
هذا الذي يصلني بك/ يحلم بعينين واسعتين
ويحلم بجديلة.
بيضاء
طويلة
طويلة
تمتد من المحيط / إلى المحيط
تمتد من حقل قلبي
وتنتهي
عند سنابل عينيك
2
منذ الألف قبل الميلاد
وأنا أنتظر
مدناً
وشوارع
فهذا الذي يصلني بك
قد يأتي
وقد لا يأتي
3
تقبلني كلماتك بحرارة
وأحياناَ تصفعني
بجدارٍ من الفولاذ
ومع ذلك
أحبك
4
كل الساحات تضيق
إلا وجهك يتسع
فتعالي نتعر
في حديقة وجهك
وننتظر…
5
شمسك التي انتظرتها
فرت كحمامة
فهذا الذي يصلني بك
يحلم بعينين واسعتين
ويحلم بجديلة
بيضاء
تمتد من محيط قلبي
حتى تصل
شباك وجهك
القمحي.
أول الكلمات آخر
القصائد
بندر بن عبد الحميد:
فجأة لمع نجمك
ومن مقدمات
احتللت رف أحزاني
وشهرت في وجهي
احتفالاتك الخاصة
قائلاً:
خذ أيها الوغد
كل قصائدي
واتركني
أقلب شعري المنفوش
بمقشة الأيام
والأحزان.
الشاعر:
منذ عام – وأنت تحلم
بكتابة قصيدة
وتنتظر دورك
في آخر العام
لتأخذ قسطاً كبيراً
من الأحلام
منذ عام – يا صديقي
وأنت تنتظر
أن يشكلك العالم
تمثالاً،
ورغيف خبز.
*
أيها الشاعر
كل الكلمات
التي أشعلتها على منضدتك
كانت أقواساً من الفراغ
ومنعطفات
في أوقاتك الهرمة
منذ عام – يا صديقي
وأنت تحرق قلبك
وأصابعك
لتشعل فتيل قبلاتك.
سؤال:
لماذا تقف
في آخر البوابة
تجدل شعر الأيام
بحزن؟
لماذا تحمل
أرقاماً على جبهتك
وقلوباً ناتئة
وأحرفاً من خجل؟..
لوحة:
عشرون عاماً وأنت تبحث
عن قلب فارغ
ويدين فارغتين
ووجهٍ مليءٍ بالنقاء
عبثاً تحاول…
أقدامك في الوحل
ويداك معلقتان.
في الفراغ.
تشكلان وقتاً ضبابياً
وقبلة طويلة
في السراب.
القبلة:
1
تتدحرج
على مطار أجسادنا
قبلة صباحية طازجة
توقظ فينا
أصابع الليل والكسل.
2
عندما أعد أيامي
الغارقة في الوحل
أنتظرك
بقبلة أثيرية
واشتعال بطيء
3
عام من خشب
عام من فراغ
عام يأتي إلينا
حافي القدمين
متسلقاً جدران قلوبنا
معرشاً.
فوق خارطة أحلامنا
ليقول لنا:
صباح النعناع والبقول.
4
يا أحلامنا الراسية
على نوافذ كلماتنا
يا أشرعتنا الواقفة
في دمامل أيامنا
لن ننتظرك كثيراً
سماؤنا بربرية
وأحلامنا فارغة
5
منذ قلب وشراع
منذ نافذة وحلم
نكتب القصائد النيئة
ونفرش أحلامنا
على أرصفة الجوع
والحزن.
6
يا فرح السنابل
ويا حزن العالم
بشموس مكهربة
وطرق راكضة
باتجاه الزواريب
يا فرح العالم
ويا حزن السنابل
7
رجالنا من البلاستيك.
ونساؤنا…
من الكرتون
لو أننا شاهدنا اتساعاً
بحجم العين
لتوقفنا
نتأمل حرارة الأفق
وبرودة قلوبنا الفولاذية.
8
غداً تضج الأصابع
وترتفع الأغنية المحلقة
ويسكت المذيع
ويبدأ الشجار الطفولي
خلف تلك
السحابة الحمراء.
9
الشتاء يغسل سيفه
ليحصد ما تبقى من التواريخ
أما أنت…
أيها القادم بعمامتك الخضراء
لا بد. أن يأتيك
شتاء من نوع آخر
ويغسل وجوده فيك.
10
ثلة من الأصدقاء
نحن
فيصل خليل
عادل محمود
بندر عبد الحميد
نسرح ماعز قصائدنا
في مروج كلماتك
أيها الواقف
عند حانة القلب.
11
مثقلاً أجيئك
وبارداً
أحمل دفتري الخشبي
أسجل
آخر قرض أخذته
من بنك عينيك اللوزيتين.
“مقاطع” على حافة الهاوية
1
الصباحات المرتعشة
تحقق أحلاماً تائهة
2
الدفاتر الحزينة
تقلب أوراقاً ساكنة
3
السياسة المبللة
تكلس أوقاتاً هرمة
4
المحب المشاكس
يدحرج أيامه بقلق
5
الورد الذابل
يكنس محطاته
برقة ودونما خجل
6
الشعر البائد
لا يكتب على الورق
إنما يكتب على حافة الهاوية
7
الدروب والضائقة
تولدان حالة يأسٍ
وانتحار خافت
8
لهذا الصباح
لهذه الدفاتر
لتلك السياسة
لهذا المحب
يأتي إلينا الورد
حاملاً معه رسائل
قصائد
شعراء
يحلمون بالدروب القصية
والفضاءات النائمة
قصائد
لنلتق
قال:
أراك بعد عام
قلت: لنلتق
تصافحنا…
تعانقنا
وحين رأيته
أذكر قبل عام
كان دمه كستنائياً مهربا
ووجهه أغنية أفريقية
ويداه شجرتا حور
لم يصافحني
بل لوح بيديه الطويلتين
ثم قال:
لنلتق بعد عام.
حدث:
في الخريف
قال يحبها:
في الشتاء
قال يحبها:
وعندما عقد الربيع قرانه
نسي أن يقول للصيف
نراك في الصباح.
لا تسرقوا البحر:
أعرف أنكم ساسة للبحر
تمشطون أمواجه
بحرية بيضاء
وتكتبون على جدائله
رسالة العشق الأزلية
لا تخافوا يا أصدقائي
الحرية تبدأ، ولا تنتهي
تبدأ من قابيل وهابيل
وتبدأ من البحر الميت
لا تخافوا
طفولتي يا أصدقائي
نورس حزين
خانه البحر
القبلة الحزينة:
أمام عتبة الدار
سقطت قبلة حزينة
البارحة:
شاهدت رجلاً ضخماً
يعبر الشارع في فمه
قبلة طويلة
وعند قدميه
ابتسامة لا تنتهي.
البارحة:
في محطة القطار وقف
الغريب ينتظر..
في يده حقيبة
وعند ياقة قميصه
قبلة تتدلى
بحزن.
في آخر الليل:
في آخر الليل
تتعرى ضفيرة العشق
في جسدي المكبل بالأغلال
ويتخثر لون الدم الأسود
ويقبل الطيف
الممسوخ
عربة حمراء
تسافر في جسدي الملطخ بالوحل
والمزروع بلون الأمان
البريء.
دعوة:
أيتها الشمس المكللة بالدموع
والزنابق
أيتها الشمس المقهورة في ناغازاكي
وهيروشيما
تعالي:
نسترسل في أديم الأرض
ونسبح كالسحاب الماطر
عبر سلالم الصمت
ولندع السلام
مفاجأة.
فضاء
نداعب فراشة الفضاء
نقص جديلته الذهبية
تدون،
أغنية للشمس
وللقمر،،،،،،،،
نخبىء نورها
في دنيا المسرات الأبدية
ونمضي…
عاشقين
يحملان سلة من بكاء
وكيساً من فرح بلوري.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”