fbpx

كيف يموت السوريون على حدود الحياة؟

0 242

قد لا يبدو الأمر غريباً عندما يسمع أحدهم للمرة الأولى أن السوريين يرون في عبور الحدود التركية أملاً بحياة جديدة، لكن الغريب هو أن السوريين يموتون على هذه الحدود منذ إغلاق السلطات التركية لها قبل عدة سنوات وتشديد الدخول عليها أكثر في جائحة كورونا.

كيف يموت السوريون في الشمال؟

إن لم يكن هذا الموت قصفاً وحرقاً أو حتى جوعاً نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية فهو غالباً يكون مرضاً دون علاج أو عناية، ويقال إنّ الحالات الطبية الحرجة أو التي تعرف اصطلاحاً بالساخنة تكون عادةً على رأس القائمة بأحقية العلاج والنقل للمشافي، أمّا ما يحدث في سوريا أن من يُنقل ويُعالج هو من تُعرض حالته على وسائل التواصل الاجتماعي ويتفاعل معها الجمهور المتابع، إن كان المريض ذو حظ عظيم يتم الاستجابة للحالة رغم أنها أصلاّ حرجة!! وإن كان ذو حظ تعيس يموت بعد عدة أيام في مكانه أو على طرف الحدود منتظراً أمل الحياة بورقة القبول.  

الوضع تكرر في أكثر من حالة لا تلقى تجاوباً حكومياً من الجانب التركي كما حدث مع مصطفى طحان الطفل السوري ابن العشر سنوات الذي توفي بعد شهر كامل من المناشدات لإدخاله إلى الأراضي التركية لعلاجه من داء ويلسون وزراعة كبد له لأن حالته وصلت درجة متقدمة جداً من الخطر حتى أن عيني الطفل باتت كأنها ليمونة عجفاء لشدة صفارها.. مات مصطفى دون الحصول على حق بالرعاية الطبية وبقي شُبهاءُ حالته ينتظرون دورهم إمّا بورقة حياة أو موت. 

 

كما يحدث الآن مع دياب رمضان الفتى الذي يعاني من وضع مشابه لحالة مصطفى ودرجة متقدمة من الإصابة بعد ثلاثة أشهر دون علاج وحاجة ملحة لدخول الأراضي التركية.

من المسؤول؟ 

هل يجب تحميل الحكومة التركية كامل المسؤولية عمّا يحدث؟ أم أن جزءاً من الحق يقع على عاتق الجهات السورية من منظمات طبية ومشافي ووزارة صحة لما يسمى الحكومة المؤقتة؟؟ 

كثيراً ما يتردد هذا السؤال دون الوصول لجواب شافٍ لهؤلاء المرضى، ولا حتى إيجاد آلية مناسبة لتنظيم الحالات وإدخالها سريعاً نظراً لحاجتها الملحة للعلاج، مع مراعاة إدخال مرافق مع الحالة المرضية، حيث تتصدر مناشدات أطفال كثر للحكومة التركية طلباً لدخول أحد من ذويهم، فالدعم النفسي بوجود الأهل للحالات المريضة وخاصة للأطفال هو أكثر سبب يدفعهم للحياة وتحمل الألم، وهو أمر يعجز عنه الهيكل الطبي العامل مع الحكومة السورية المؤقتة في الشمال السوري، فلا كلمة ولا شأن لهم بما يحدث على الحدود السورية/التركية من تأخير دخول الحالات الحرجة ومساعدتها.

ما الحل؟ 

الأفضل من دوران الكرة في ملاعب الأوراق الرسمية وعدم الإشراف الطبي عليها بشكل مناسب، يقترح بعضهم إيجاد لجنة ثابتة خاصة بتحويل هذه الحالات الصعبة وبصورة دقيقة وسريعة ليس إلى تركيا فقط بل إلى كل دول العالم التي تتحمل قسماً يسيراً من المأساة السورية لدعمهم نظام الأسد بقتل السوريين وحرق بلادهم، وإن لم يكونوا داعمين فهم صامتين.

وتبقى الحالات الطبية الحرجة الواقفة على شفا ورقة من الموت بانتظار منقذها، عساها ترى حياة وتساعد في إعمار ما هُدِّم.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني