fbpx

كيف يعد النظام الأهالي في مدينة اللاذقية لدعمه في معركة إدلب ؟

0 332

حملات مكثفة تقوم بها قوات النظام داخل مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرته، بهدف الاستعداد لما سمته معركة تحرير مدينة إدلب من الإرهاب، وذلك من خلال إعادة فتح باب التطوّع أمام الشباب والشابات الراغبين بالانضمام والالتحاق في صفوف القوات المقاتلة على الجبهات، فضلاً عن الحملات الإعلانية على الصفحات الموالية والأحاديث عن عودة المدينة لحضن النظام تحت عبارات إن إدلب عيونها خضراء، إضافة إلى نشر بعض المحلات وفي الشوارع عبارات تدل على اقتراب ساعة الحسم ونهاية المعركة.

أوضاع المدينة:

تأتي هذه الحملات في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي في اللاذقية والخوف من الجوع والفقر لذلك يسعى النظام للتمهيد لمواليه حول المعركة التي يصفها بمعركة الحسم في مدينة إدلب، خوفا من أي انقلاب ضده في حال بدأت تتوافد قوافل القتلى والجرحى من الشباب أبناء الأسر الموالية، ما يتسبب بحالة من الغضب ضده خصوصاً أنهم باتوا غير قادرين على تحمل الأوضاع ويتنظرون نهاية المعارك والحرب.

تتحدث “سلمى المحمد” إحدى سكان المدينة لموقع نينار برس، أنه خلال الأسبوعين الماضيين بدأت تتكثف الأحاديث حول اقتراب الحسم في مدينة إدلب وبات أمراً طبيعياً انتشار لافتات في الطرقات تحمل عبارات مثل معركة الحسم ونهاية الإرهاب، وسط فرح من قبل الموالين بهذه الأخبار وتخوف أيضاً لما قد تحمله هذه المعارك من مزيد من القتلى خصوصاً في ظل تطوع دفعة جديدة من الشباب مقابل مبالغ مالية جيدة، إذ يتم أخذ المتطوعين دون النظر إلى أعمارهم أو قدارتهم على القتال لكن بهدف وجود عدد على الجبهات فقط.

وتعتبر مدينة اللاذقية هي الخزان البشري للنظام ومن أكثر المدن التي تمده بالعناصر البشرية من خلال التطوع في ظل الطمع في الرواتب وعدم وجود فرص للعمل وانعدام الخبرات لدى أغلب الشباب الذين تربوا وكبروا في ظروف الحرب.

معركة إدلب:

تلقى محافظة إدلب اهتماماً كبيرا لدى الموالين للنظام الذين على قدر رغبتهم بسيطرة النظام عليها يخشون من معاركها في ظل الوجود التركي وتجمع الفصائل العسكرية كافة فيها، لكن الانشغال والخوف من فايروس كورونا خلال الأشهر الماضية خفف من الاهتمام بها ليعود التركيز عليها من خلال ما يبثه النظام عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات، إذ يرد الموالين في اللاذقية الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشون به إلى وجود الإرهابيين في إدلب وذلك من خلال المقارنة بأحوالهم قبل عام 2011، إذ أإن الحرب هي السبب لما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية من سوء، لذلك فإن معركة إدلب التي يتم الاستعداد لها معنوياً هي معركة مصيرية سوف تحمل الكثير من الخسائر التي بات النظام يهيئ مواليه لتحملها لكن في الوقت ذاته سوف تريحهم من مختلف الجوانب أهمها انتهاء شبح الخوف والقلق وعودة الحياة الاقتصادية وغياب الفقر، والاطمئنان على أبنائهم الذين يعيشون على جبهات القتال.

يوضح الناشط المدني المعارض وابن مدينة اللاذقية محمد الحسن، أن هناك عدد كبير من السكان في المدينة يرفض هذه الحملات ويخشى من عواقب الحرب في إدلب لكن ليس لديهم خيارات أخرى بعد أن قدموا آلاف القتلى والجرحى ولم يبق سوى هذه المنطقة فليس هناك خيار لعودتهم أو التراجع، فضلاً عما يقوم به النظام من تعويض لهؤلاء الأشخاص من خلال إطلاق أيدي عناصره في المناطق التي يسيطر عليها لسرقة وأخذ كل ما يرغبون به من منازل الأهالي فيها، وهو ما يعتبر تعويضاً لما يقدموه ويحسن أوضاعهم المادية.

متابعاً لـ نينار برس، إن الجهات المسؤولة في اللاذقية تقوم بتبرير أي تقصير في موضوع الخدمات أو التقنين الكهربائي بحجة الحرب على الإرهاب التي تعيشها البلاد وتعد مع أي شكوى أنه مع أول خطوة للتخلّص منه سوف تعود الحياة كما كانت سابقاً بل أفضل بكثير وهو ما جعل الناس مستعدة ومؤيدة بشدة لهذه المعركة.

خوف شديد:

كذلك يعيش الأهالي هناك حالة خوف شديدة من سلطات النظام الأمنية ومصير أي شخص يعارض سياسته ويقومون بتكرار ما يدعو له حتى لو لم يكونوا مقتنعين به إذ يعملون على نشر الحملات لتشجيع ودعم الجيش السوري في معركة إدلب والدعاء له والعيش على أمل نتائج هذه المعركة حتى ولو كان الأمر خوفاً فقط، خصوصاً في الأحياء التي شاركت بالاحتجاجات المناهضة للنظام والتي تعرف بمعارضتها له مثل أحياء الصليبة وقنينص ومشروع الصليبة والتي يعيش معظم شبابها خارج المدينة، حيث توجه الكثير منهم نحو المناطق المحررة في الريف، لكن هذا الأمر يدعم النظام ويشجعه على الإسراع بالعملية بعد أن يضمن تأييد الناس له في مناطق سيطرته.

يشار إلى أن هذه الاستعدادات المعنوية التي يقوم بها النظام في اللاذقية تترافق مع أعمال عسكرية على جبهات القتال من خلال تكثيف وجود عناصره على مختلف محاور القتال وتسيير دائم لطائرات الاستطلاع التي تعمل على رصد وكشف مواقع وجود وتجمع مقاتلي المعارضة خلال فترة الهدن فضلاً عما يقوم به من قصف بين الحين والآخر على عدة مواقع عسكرية هامة لاسيما في قرية كبانة بريف اللاذقية الشرقي بالقنابل المضيئة والصواريخ الفراغية.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني