كيف تسير العملية الانتخابية التركية؟
أيام قليلة ويبدأ السباق الانتخابي المقرَّر عَقْده في 14 أيار/ مايو الحالي ويتنافس فيه ثلاثة مرشحين هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وأبرز الخصوم السياسية في تركيا رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال كليجدار أوغلو” وثالثهم مرشح تحالُف الأجداد “سنان أوغان” قبل أن يعلن مرشح حزب البلد محرم إنجه انسحابه، الأمر الذي خلط الأوراق السياسية قبل الانتخابات التركية وسط ذهول من أنصار حزب البلد الذي كان من المتوقع أن يتيح فرصة كبيرة لعقد جولة ثانية من الانتخابات في 28 من شهر أيار.
وكان على أجندة المرشحين أوراق عدة تحركها الأحزاب المعارضة التركية من وقت إلى آخر بأجواء تثير فوضى الشارع التركي بإيحاءات متكررة وتذكير فئات الشعب التركي بارتكاب حزب العدالة والتنمية سلسلة أخطاء كان أبرزها “ملف اللاجئين” الذي تحملت عبئه الدولة التركية وانعكس سلباً على الاقتصاد التركي وألحق بأزمات متكررة على إثرها اضطرت أنقرة لتبني سياسة التهدئة للحديث مع دمشق لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين إلى بلادهم واتخاذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية عبر الحدود السورية التركية.
ووفق النظام الرئاسي التركي بعد التعديل الدستوري الجديد الذي أُجري في البلاد تُجرى الانتخابات كل خمس سنوات، ما يعني أن ولاية الرئيس هي خمس سنوات، وولاية البرلمان أيضاً خمس سنوات، والفترة الأخيرة للبرلمان التركي كانت تُعَدّ الأطول في تاريخ البلاد، وكانت تركيا تشهد حكومات ائتلافية قصيرة العمر، وانتخابات مبكرة بشكل مستمر، فلا يكمل البرلمان فترته بشكل كامل.
القانون التركي في الانتخابات
ينصّ القانون التركي في الانتخابات الرئاسية على أن المرشح لهذا الاستحقاق يتوجب عليه الحصول على نسبة 50% زائداً واحداً من أصوات الناخبين على الأقل للفوز، وفي حال عدم حصول أي مرشح رئاسي على هذه النسبة، فإن الانتخابات تنتقل إلى دورة ثانية تُجرى بين أكثر مرشحيْنِ حَصَلَا على النسبة الأعلى.
التحالف الحزبي
التحالف الجمهوري مكون من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى وحزب “الرفاه من جديد”. كما أن التحالف يدعم بشكل غير رسمي حزب “هدى بار” الكردي الإسلامي وحزب اليسار الديمقراطي، وهذان الحزبان قدّما مرشحيهما في قوائم حزب “العدالة والتنمية”.
أما تحالُف الأمة فيتكون من 6 أحزاب هي: الشعب الجمهوري، الحزب الجيد، المستقبل، السعادة، دواء، والديمقراطي، وهو أكبر تكتل معارض، ومرشحه كمال كليجدار أوغلو ويعتبره البعض منافساً قوياً للرئيس التركي أردوغان.
أما تحالف “الجهد والحرية”، فيقوده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي قرّر خوض الانتخابات باسم حزب اليسار الأخضر للهروب من دعوى إغلاق الحزب أمام المحكمة الدستورية العليا، ويضم التحالف أيضاً حزب العمل التركي، ويحظى بدعم أحزاب يسارية اشتراكية كردية صغيرة.
وتحالف الأجداد يضم حزبَي العدالة والنصر، وهو تحالف قومي متطرف يستهدف المهاجرين غير النظاميين والأجانب، ويضم حزب الحركة الشيوعية والحزب التركي الشيوعي والحزب اليساري.
فتحت الأبواب أمام السباق الرئاسي التركي للفوز بمقعد الرئيس منافسة لا تخفى صعوبتها أمام التحديات الراهنة في البلاد في ظل أزمات متلاحقة كانت السجال الأبرز في الخطاب السياسي بين قوة الأحزاب التركية وتكتلات وتحالفات قبيل أهم الانتخابات التركية التي تشكل خطاً فاصلاً بالنسبة لتاريخ تركيا وبالنسبة لحزب العدالة والتنمية الذي يدخل في ثالث انتخابات الرئاسية منذ إقرار التعديل الدستوري الذي يقتضي اختيار الرئيس بالاقتراع الشعبي المباشر بعد أن كان رئيس الجمهورية يتم اختياره عَبْر البرلمان “TBMM” وهي الانتخابات الثانية بعد تعديل دستور البلاد منذ انتقلت تركيا من النظام البرلماني إلى نظام الحكم الرئاسي.
المصدر: نداء بوست