fbpx

كيف تتمكن أمريكا من خداع العالم

0 180

من المعروف أن دوائر القرار الأميركي عديدة ومتعددة، فلديك الكونغرس الأمريكي المتخصص بالتشريع وتطبيق العقوبات على الدول التي تعتبرها أمريكا مارقة.

ولديك وزارة الخارجية وتصريحاتها التي لا تغني ولا تسمن من جوع، كلام إنشائي معسول لا يقدم ولا يؤخر.

أما البيت الأبيض، فتصريحاته التي تأخذ محمل الجد وتأخذ طريقها للتطبيق الفعلي على الأرض، تعتمد على شخصيه الرئيس وهيبته.

فمثلاً رئيس ضعيف كأوباما لو يقول ويردد بأن الرئيس الأسد فقد شرعيته، ويجب أن يتنحى، فهذا الكلام لا قيمة له، لأنه رئيس ضعيف.

أما عندما يكون ساكن البيت الابيض جون كنيدي، فلكلامه وزن ويرافق ذلك تطبيق سريع، وهذا ما حصل في الأزمه الكوبية عام 1962.

ولكن بالطبع تبقى وكاله المخابرات الأمريكية من أخطر المؤسسات الأمريكية، فتكاً بقادة الدول التي تعتبرها أميركا عدوة لها، وتستخدم هذه الوكالة، وزارة الخارجية، للتمويه والخداع، ونصب الفخاخ لقادة ومسؤولي دول العالم.

والدليل على ذلك، وكيف يتم التمويه، سأعطي بعض الأمثلة على ذلك.

بتاريخ 3 يونيو حزيران 1967 السفير الروسي في مصر فينوغرادوف، يوقظ عبد الناصر، قبل يومين من النكسة، ويخبره بأنهم تلقوا برقيه عاجلة من الخارجية الأمريكية، يعلموهم فيها بأن الرئيس جونسون لن يدع إسرائيل تشن الحرب على مصر.

وبعد يومين فقط كانت الضربة الجوية الإسرائيلية على المطارات المصرية، التي تم التخطيط لها في مبنى وكاله المخابرات الأمريكية، التي منحت بموجبها الضوء الأخضر للقيام بمثل تلك الضربة.

مثال آخر، دين براون الدبلوماسي الأمريكي يطلب لقاء عاجلاً بكمال جنبلاط، ويخبره فيه بأن أمريكا لن تدع السوريين يتجاوزون المصنع، وهي آخر نقطه حدودية بين سوريا ولبنان.

لكن الذي حصل أن القوات السورية اجتازت المصنع ووصلت إلى مشارف بيروت، ضمن صفقة أمنيه سوريه إسرائيلية أمريكية.

صدام حسين نفسه، وقع بالفخ الأمريكي، فعندما قابل آخر سفيره أمريكية في العراق “ابريل غلاسبي” التي أخبرته، بأن خلافه مع الكويت هو شأن داخلي عربي، لن تتدخل فيه أمريكا.

فماذا كانت النتيجة، غزو عراقي للكويت، وضمن الطبخة التي تم طبخها في مباني هذه الوكالة القذرة، ولم نعد نسمع أي خبر عن غلاسبي، وكأنها “فص ملح وداب”.

نفس الأمر حصل مع الرئيس الباكستاني ضياء الحق، عندما بدأ يتكلم مع الأمريكان من موقع قوة يسانده سفير أمريكا في إسلام أباد، فماذا كانت النتيجة؟.

عبوة ناسفة فجرت طائرة ضياء الحق ومعه السفير الأمريكي، التي تحولت جثثهما إلى أشلاء متطايرة.

واليوم بالنسبة لإيران، وضربها أو عدمه، لن يتم إلا عندما تحصل تل أبيب على الضوء الأخضر من هذه الوكالة، لأنها حتى الآن غير موافقه على هذه الضربة.

الحقيقة، من بين الرؤساء العرب القلائل ماعدا بالطبع الملك حسين الذي هو ابن هذه المؤسسة، الرئيس حافظ الأسد، الذي كان يستقبل وزراء الخارجية الأمريكية، لساعات وساعات، يحدثهم عن تاريخ المنطقة، وتاريخ صلاح الدين، ويكون هو المتحدث الوحيد.

لكن عند التنفيذ الفعلي والطبخات الحقيقية للمنطقة تتم عبر القنوات الأمنية، التي كان يجيدها بامتياز، وسفرائه دائماً في عواصم القرار كانوا ضباط أمن.

وهذا ما يفسر استمرارية هذه العائلة، التي تستمد نفوذها وقوتها، من وكاله فرجينيا الأمنية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني