كورونا يضرب شمال وشرق سوريا
مع ازدياد تفشي وباء كورونا في جميع أنحاء العالم وبعد أن كانت مناطق شمال وشرق سوريا خالية نسبياً من الوباء بعد فترات من حظر التجوال. أولها كان ابتداءً من 23 آذار استمرت لمدة شهرين، وكانت المنطقة خالية تماماً من الفايروس وتم خلال هذا الحظر إغلاق المعابر القادمة إلى هذه المناطق كافة ما تسبب في حالة من توقف الأعمال وإغلاق المطاعم والأسواق الأمر الذي أدى إلى حالة معيشية مزرية لأغلب سكان المنطقة الذين يعتمدون على العمل اليومي لكسب أرزاقهم.
أعلنت هيئة الصحة في 1 أيار عن وفاة لشخص في مشفى القامشلي الوطني وعن وجود حالة إصابة ضمن المشفى وحالة أخرى في مدينة الحسكة، في حين نفى النظام هذا الخبر عن طريق مدير المشفى الوطني بالقامشلي، وذكر بعض الأطباء والعاملين في المشفى أنهم تعرضوا للتهديد من قبل الفروع الأمنية في حال حديثهم عن الحالة أو إثبات وجودها لأي كان.
في 23 تموز بدأ ظهور حالات في المنطقة حيث أعلن جوان مصطفى الرئيس المشترك لهيئة الصحة عن حالات إصابة، مؤكداً أن الحالات قادمة إلى القامشلي من دمشق عبر مطار القامشلي الذي لم تتوقف حركة الطيران فيه رغم إغلاق الإدارة الذاتية جميع المعابر التي تسيطر عليها. تلا ذلك إعلان حظر تجوال ابتداءً من 23 آب واستمر لمدة خمسة عشر يوماً لكن هذا الحظر لم يحد من انتشار الوباء في المنطقة، وازدادت أعداد المصابين. ويشير الأطباء إلى أن الأعداد المعلنة من قبل هيئة الصحة غير صحيحة كون عدد كبير من الإصابات يتم تشخيصها في العيادات الطبية الخاصة وتتم المعالجة في المنازل، خاصةً أن الأعراض تكون واضحة.
ويشير عدد من الأطباء إلى أن الأعراض تتراوح بين خفيفة إلى متوسطة وأن أعداداً قليلة من الأشخاص يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة في المشافي.
الإدارة الذاتية أعلنت أنها لن تفرض حظر تجوال جديد أو إغلاق في مناطق سيطرتها لأنه يتسبب بمشاكل مادية ومعيشية للمواطنين.
ما زاد من انتشار الوباء، قلة الوعي والاستهتار من قبل سكان المنطقة حيث تعتبر مجالس العزاء والأفراح سبباً رئيسياً في انتشار الوباء بالإضافة إلى أن عودة الطلاب للمدارس ساعد في انتشار الوباء، حيث ذكر مدير إحدى المدارس الخاصة في مدينة القامشلي أن المدرسة فيها 40 حالة إصابة بين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وتم إخبار المصابين بعدم الدوام في المدرسة لحين شفائهم.
في آخر احصائية لهيئة الصحة بلغ عدد الإصابات المبلغ عنها والمسجلة لدى هيئة الصحة 2739 حالة منها 90 حالة وفاة و620 حالة شفاء. هذه الإحصائيات تتم عبر الحالات التي يتم إجراء مسحات لها عن طريق الهلال الأحمر الكردي ومركز هيئة الصحة الخاص بتحاليل كورونا الذي استلم مجموعة أجهزة للكشف عن الفايروس كهدية من إقليم كردستان العراق ومن رئيس وزرائه نيجيرفان البرزاني.
عدد كبير من الأطباء والعاملين في المجال الصحي في الإدارة الذاتية والقطاع الصحي التابع للنظام السوري تعرضوا للإصابة بالفايروس.
وكان الدكتور وسيم عثمان اختصاصي أمراض عصبية، قد ذكر في بداية ظهور الفايروس على صفحته الشخصية في فيسبوك أن للفايروس تأثير ضعيف على سكان المنطقة وذلك بسبب اللقاحات التي كانت ولا تزال تعطى للمواليد من عمر يوم حتى عمر 5 سنوات وذكر بالخصوص لقاح السل إذ إنه يدعم جهاز المناعة ضد الآفات الصدرية.
الدكتور داوود بلال اختصاصي الأمراض الصدرية، ذكر بأن بعض الوفيات بكورونا كانت نتيجة تجلطات للدم عند بعض الحالات.
في آخر قرارات الإدارة الذاتية، قررت فتح جميع المعابر التي تربط مناطق شمال شرق سوريا بالمناطق الأخرى، فيما بقي معبر فشخابور الذي يربط بين المنطقة وإقليم كوردستان العراق مغلقاً حتى إشعار آخر.
ماتزال جائحة كورونا تنتشر في مناطق شمال وشرق سوريا ومايزال قرار الإغلاق وحظر التجوال للحد من الفايروس، لا يقل خطورة عن الفايروس نفسه فالإغلاق يعني معاناة آلاف العوائل من الجوع وانعدام الوارد المعيشي.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”