fbpx

كورونا يستشري في شمال شرق سوريا في واقع صحي ومعيشي هو الأسوأ

0 379

في واقع معيشي هو الأسوأ فرضت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حظراً كلياً في كل من القامشلي والحسكة والرقة وحظراً جزئياً في باقي مناطق شمال وشرق سوريا.

الإغلاق الكلي جاء نتيجة لزيادة كبيرة في حالات الإصابة بكورونا في المنطقة، حيث سجلت يوم الخميس الماضي 200 حالة في اليوم الثالث للحظر المفروض ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في شمال وشرق سوريا إلى 11533 حالة توفي منها 410 حالات وشفيت 1352 حالة وفقاً لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية، هذه الإحصائيات تتم على أساس المسحات التي تجرى عن طريق المراكز التابعة للإدارة الذاتية، في حين أن الأعداد الحقيقية تتجاوز هذه الأرقام بكثير حيث يشخص الأطباء مئات الحالات في عياداتهم الخاصة دون المرور على مراكز الإدارة الذاتية لتسجيلها.

اللافت للنظر في الحظر المفروض عدم التزام السكان بالحظر رغم إغلاق المحلات والأسواق، حيث تشهد الأفران حشوداً كبيرة تتجمع للحصول على الخبز في ظل ازمة كبيرة تشهدها المنطقة وعجز الإدارة الذاتية عن توفير المادة بالكميات الكافية بحيث تجنب المواطنين الاحتشاد أمام الأفران بالإضافة إلى تجمعات كبيرة أمام الكومينات للحصول على مادة الغاز المنزلي عدم الالتزام ناتج عن عجز الإدارة الذاتية عن توفير المادتين ما يتسبب في زيادة حالات الإصابة نتيجة التجمعات.
في قرية ديرنا أغي التابعة لريف المالكية وضعت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية سكان القرية بشكل كامل في الحظر المنزلي نتيجة لتسجيل إصابة 35 عائلة من القرية حيث فرضت على الأهالي البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها دون أن تؤمن لهم أساسيات الحياة ما دفع أحد أبناء القرية من المغتربين للتكفل بتأمين الخبز لكل أبناء القرية طوال فترة الحظر المنزلي المفروض عليهم حيث قام شباب القرية بتشكيل لجنة للتوزيع بعيداً عن الكومين.

روجين أحمد الناطقة باسم لجنة الصحة في القامشلي صرحت بإمكانية تمديد الحظر المفروض لأكثر من أسبوع وإمكانية تمديده ليصبح كلياً في المناطق كافة، وعزت روجين أحمد الأعداد الكبيرة للإصابات للفعاليات والاحتفالات التي تمت في شهر آذار وأوائل شهر نيسان واستهتار الأهالي حسب قولها بالإجراءات الوقائية ونسيت السيدة روجين أحمد الحديث عن الفعاليات والمظاهرات التي أقامتها الإدارة الذاتية والجهات العامة التابعة لها بدأ من مهرجان المسرح وانتهاءً بالتظاهرات وخيمة التضامن التي أقامتها الإدارة الذاتية وفرضت على العاملين ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية المشاركة فيها متجاهلة انتشار الوباء.
وفي ظل الأزمة الإنسانية التي تشهدها المنطقة نتيجة عدم توفر الخبز والغاز المنزلي من جهة وإغلاق المعابر التي تربط مناطق النظام بمناطق الإدارة الذاتية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير نتيجة عدم السماح بوصولها لهذه المنطقة.
وتواجه المنطقة خطر فقدان الأدوية نتيجة إغلاق المعابر وهو ما يدفع الكثير من المصابين للتوجه لمشفى كوفيد الذي أنشأته الإدارة الذاتية في القامشلي لضمان الحصول على الأدوية اللازمة للعلاج.
هذه الأوضاع دفعت ناشطين لمطالبة الإدارة الذاتية بتوفير مساعدات عاجلة للسكان نتيجة الإغلاق المفروض وعجز آلاف العوائل عن تأمين مستلزماتها نتيجة لإيقاف الأعمال وإغلاق الأسواق وكانت نتيجة هذه المطالب إعلان الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية عن نيتها توزيع مساعدات لذوي الدخل المحدود بسبب طول فترة الحظر، وأكد البيان أن المساعدات ستوزع على العائلات من ذوي الدخل المحدود التي تعتمد على عملها اليومي لكسب رزقها.
أما القائمون على التسجيل في الكومينات فأكدوا أن المستفيدين من المساعدات هم النازحون والعائلات التي ليس لها معيل والعائلات التي يوجد فيها فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة دون ذكر موعد أو آليات هذا التوزيع أو حتى الحديث عن نوعية هذه المساعدات.
الاختلاف بين إعلان المجلس التنفيذي والكومينات حول مستحقي المساعدات يؤكد عدم الجدية في التوزيع وحتى إن تم، فالمستفيدون منها هم أعداد محدودة يندرجون ضمن نطاق ضيق يقرره الكومين، ويؤكد ناشطون أن مثل هذه المساعدات يجب أن يستفيد منها الجميع دون تمييز وهو ما يستحيل قيام الكومينات به لأنهم اعتادوا تقديم المساعدات للمقربين من الإدارة الذاتية علماً أن الغالبية العظمى من سكان المنطقة يحتاجون لمساعدات عاجلة نتيجة للإغلاق المفروض.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني