كورونا وتحدياتها في شرقي دير الزور والرقة
مرّ أكثر من شهرين، منذ تفشى وباء كورونا عالمياً، والنظام السوري ينكر وجود هذا الوباء في مناطق سيطرته، حيث تروّج آلة إعلامه بأن البلاد خالية من إصابات بفيروس كورونا. لكن تصريح الدكتور نزار يازجي وزير الصحة في النظام السوري اضطر للاعتراف عبر التلفزيون بوجود إصابة بهذا الفيروس، وهو ما شكّل إعلاناً رسمياً ببدء الكشف عن اجتياح الوباء لمناطق سيطرة النظام والميليشيات الشيعية والتي تنقله من لبنان وإيران.
نينار برس اتصلت بمواطنين يعيشون في مناطق دير الزور والرقة وعفرين وسألتهم عن كيفية مواجهة السلطات المحلية في مناطقه لجائحة كورونا.
غلاء أسعار وحركة محدودة
يقول كامل الحسين، وهو موظف متقاعد، ومن سكان حي الجورة بمدينة دير الزور، الخاضعة لنظام الأسد: يبدأ الحجر الصحي من الساعة السادسة مساءً إلى السادسة صباحاً، باستثناء يومي العطلة الرسمية، الجمعة والسبت، فيسري الحجر فيهما من الساعة 12 ظهراً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ويضيف كامل الحسين: هناك غلاء أسعار فاحش، وتوقف تام لحركة نقل البضائع بين المحافظات، لكن الهلال الأحمر يقوم بتوزيع سلال غذائية حسب الأحياء.
ريفنا طبيعي وبلا كورونا
أحمد الحميدي من قرية بقرص شرقي مدينة دير الزور يعمل فلاحاً. قال لنينار برس عبر الإنترنت: بالنسبة للعمال الذين يعتمدون على عمل الأرض الزراعية، لا يزالون يعملون ووضعهم الصحي طبيعي، ولكن الناس هنا تعاني من مصاعب جنون الأسعار بسبب كورونا، فالدواء لدينا مرتفع الثمن وكذلك أجور الأطباء، وليس لدينا حجرٌ صحيٌ، الناس ترتدي الكمّامات وتخرج لعملها في الحقول.
مساعدات محدودة
أما محمد الخضر أبو يامن فهو من سكان حي هرابش الشعبي في شرقي مدينة دير الزور فيقول: لدينا لا يسمحون إلا لشخص واحد من الأسرة بالخروج خارج البيت لتأمين مستلزمات الأسرة الغذائية وغيرها، ويضيف محمد: المساجد والمدارس مقفلة، والدوائر والمؤسسات الحكومية خضعت للتعقيم، ومن يذهب إلى مركز صحي أو مشفى فهو لن يدخل قبل أن يخضع لفحص درجة حرارته
النقل بين المحافظات متوقف
يقول خلف المحمد الملقب أبو سامر وهو فلاح من قرية طابية شامية: نحن لا نستطيع السفر إلى دمشق، فحركة النقل توقفت بسبب كورونا، لمنع انتشار الوباء في أماكن التجمعات، ونفى المحمد وجود أي مساعدات غذائية من منظمات حكومية أو إغاثية. وبيّن أن سكان قريته يعتمدون على إنتاجهم الزراعي أو على مساعدات مالية تأتيهم من أبنائهم وأقربائهم العاملين في منطقة الخليج.
انخفاض قيمة الليرة أنهكنا
اسماعيل ابراهيم الملقب بـ (أبو حسين) معلم مدرسة متقاعد، وهو من منطقة الشحيل ويسكن في الحوايج يقول: نعاني من صعوبات بتأمين حاجاتنا بسبب إغلاق المعابر، حيث أدى ذلك إلى انخفاضٍ بحركة المواد بين المناطق. ويتابع أبو حسين: إن تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار جعل معاناة الناس تتضاعف، ورغم وجود بعض المساعدات الطبية في المراكز الصحية من قبل منظمات، لا زال الناس يجدون صعوبة بالالتزام بالحجر الصحي، والسبب نقص المواد المعيشية في منطقتنا. ويوضح أبو حسين: أن بعض الناس تضطر للخروج من أجل العمل، وذلك لن يسبب الإصابة بكورونا باعتبار المنطقة ريف طبيعي واسع.
السجون مليئة بإصابات كورونا في الرقة
يقول مصطفى الحمادي وهو سائق تكسي في الرقة: إن قوات سوريا الديمقراطية التي تسمى (قسد) لا تعلن عن تفشي كورونا في السجون، ويتم دفن السجناء الذين يموتون بهذا الفيروس في مقابر جماعية بعيدة، ويتابع الحمادي فيقول لنينار برس: أوقفت قسد التجنيد الاجباري إلى إشعار آخر بسبب كورونا، ولا تسمح سوى لفرد واحد من كل أسرة بالخروج من البيت لتأمين مستلزماتهم اليومية. ويشتكي مصطفى الحمادي من ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية وغيرها.
تحذيرات علنية من الوباء
من عفرين قال خطاب العبدالله لنينار برس: إن هناك إغلاقاً تاماً للمدارس والمساجد ومؤسسات الحكومة، وإن السلطات تبث عبر سيارات متنقلة من خلال مكبرات صوت تحذيرات للسكان بشأن كورونا، وتشرح طرق الوقاية من هذا الوباء. ويوضح العبدالله وهو عامل: أن أسعار المواد ترتفع وتنخفض حسب حركة المعابر، وأن الحركة في الأسواق شبه طبيعية، لكن العمل الإغاثي متوقف بما فيه توزيع الخبز، وهو أمر أثّر بشكل سلبي على الأهالي في عفرين وجوارها.