كورونا.. كيف انعكست قرارات نظام الأسد على حياة المواطن بدمشق وريفها
زادت القرارات غير المدروسة التي تفرضها حكومة نظام الأسد في ظل أزمة “كورونا” التي بدأت تلقي بظلالها على مناطق سيطرة نظام الأسد داخل سوريا، من مرارة الحالة المعيشية التي يواجهها المواطن السوري في تلك المناطق.
واشتكت بعض المصادر من سكان العاصمة دمشق في حديثها لـ “نينار برس”، من سوء الأوضاع بعد تطبيق حظر التجوال إضافة لحالة الفوضى التي خلقها هذا الأمر في عموم الأسواق، يضاف إلى ذلك جشع التجار وغلاء الأسعار.
وقالت “ديمة الشامي” – التي فضلت أن يكون اسمها مستعاراً لأسباب أمنية – إن “حكومة النظام فرضت علينا حظراً للتجوال لكنها لم توفر للمواطن أي شيء، بل أصبحت الحياة تزداد صعوبة يوماً بعد يوم”.
وأضافت “الشامي”: “أن العنوان العريض بالنسبة للمواطن وحياته المعيشية هو: من يعمل يأكل ويعيش وغير ذلك يكون الوضع سيئاً، يضاف إلى ذلك أن الموظف لدى حكومة النظام لا يقل وضعه سوءاً عن غيره كون راتبه لا يكفيه في ظل الغلاء الحاصل في هذه الأيام”.
وفي لمحة عن بعض الأسعار في أسواق دمشق أوضحت الشامي أن “سعر كغ البصل وصل إلى حدود 1000 ليرة سورية، وعلبة معكرونة (أندومي) بسعر 300 ليرة سورية، وكغ السكر 600 ليرة سورية ، وكغ الأرز 1200 ليرة سورية، وصحن البيض 2400 ليرة سورية”، مشيرة إلى “غياب دوريات التموين التي ليس لها أي دور إيجابي”.
وفيما يتعلق بظروف الناس الاقتصادية المتعلقة بتوفير المال في ظل المرحلة الراهنة أوضحت “الشامي” أن “كل المدخرات لدى أي عائلة بدأت بالنفاد الآن، كون الجميع يسارع لتخزين المواد الغذائية والأساسية منها تخوفاً من تطورات أزمة كورونا واستمرار غلاء الأسعار”.
وعن أبرز ما يعانيه المواطن من ناحية تأمين المواد الغذائية قالت “الشامي”، إن “تأمين ربطة الخبز هو المعضلة الرئيسة لنا اليوم، ورغم أن الحكومة بدأت بتوزيع تلك المادة من خلال سيارات تجوب الأحياء، إلا أن ربطة الخبز الموزعة لا تصلح للاستهلاك البشري”.
وفي 2 نيسان/أبريل الجاري، نشرت مواطنة موالية لنظام الأسد على صفحة “حي المهاجرين” على “الفيس بوك” شكوى بخصوص مادة الخبز، قالت فيها “هل يعقل في هذه الأزمه أن تصل معاناتنا إلى رغيف الخبز، كنا نطالب ونشكو أنه لا يتم توفير الخبز واليوم عندما توفر الخبز نجده لا يؤكل إطلاقاً ويقسم أربعة أقسام قبل أن تلمسه بيدك والناس تشكو وتنتفض”.
وأضافت أن “ربطة الخبز كانت 14 رغيف، ثم أصبحت 7 أرغفة، وبعدها أصبحت الربطه تزن 950 غرام، فهل يعقل أن عائلة مكونة من 6 أشخاص ستشتري ربطه بها سبعة أرغفة؟ وماذا ستفعل لهم؟”.
وذكرت المواطنة نفسها أن سعر البيض ارتفع بشكل كبير وقل وجوده في المحال التجارية، وسخرت قائلة: “ربما الدجاجة قد عرفت بالكورونا وتوقفت عن البيض، إنه المضحك المبكي”، في حين أن علبة زيت القلي “أونا” أصبحت بسعر 1500 ليرة سورية، على حد تعبيرها.
وبالانتقال إلى الغوطة الشرقية التي تخضع لسيطرة نظام الأسد، اشتكى مواطنون لـ “نينار برس”، من حالة التقنين التي يفرضها نظام الأسد خاصة على المخابز.
وقال الناشط الإعلامي “غياث أبو الذهب” نقلاً عن عائلته التي ما تزال تقطن في إحدى مناطق الغوطة الشرقية، “إن أفران الغوطة تشهد حالة تقنين كبيرة فالنظام لا يوفر الطحين لها، فمثلاً بلدة كفربطنا التي تؤوي 5600 عائلة يوجد فيها فرن واحد فقط ينتج 2300 ربطة يومياً، وبعد عدة واسطات أصبح الإنتاج 2800 ربطة”.
وأضاف أنه “من أجل ذلك فإن الأهالي لا يعتمدون بشكل كبير على النظام، فكل بيت من بيوت الغوطة ومنذ فترة الحصار السابقة والمستمرة، يوجد فيه تنور وصاج من أجل صنع الخبز في المنازل”.
وتفرض حكومة نظام الأسد، حسب مصدرنا، حالة من العزل الصحي على الغوطة الشرقية، ويمنع الخروج والدخول إليها.
وفي هذا الجانب قال مصدرنا: “في السابق كان بإمكان سكان الغوطة الدخول والخروج من الغوطة بموافقة أمنية، أما اليوم وبعد كورونا وفرض الحجر الصحي لم يعد بالإمكان الدخول أو الخروج إليها لا بموافقة أمنية ولا بغيرها”.
ولا يقتصر الأمر في الغوطة الشرقية على سوء الحالة المعيشية ، بل لفت مصدرنا إلى مسألة الوضع الطبي الذي وصفه بـ “الكارثي”.
وقال: “إن هناك موضوعاً خطيراً جداً وهو عدم وجود مستشفيات قادرة على استيعاب المرضى والمصابين بشكل عام، كونه لا يوجد سوى مشفى (حمدان) الذي يخدم 400 ألف نسمة في عموم الغوطة، إذ يعدّ المشفى أيضاً غير مجهز للعمليات ولا يوجد فيه غرف عناية مشددة، ومنذ فترة أدخلوا إليه 4 أجهزة تنفس اصطناعي فقط”.
وأشار إلى أن “نسبة كبيرة من سكان الغوطة مطلوبة لنظام الأسد، وفي حال كان هناك مرضى من هؤلاء فإنهم لا يجرؤون على التوجه صوب العاصمة دمشق خوفاً من الاعتقال”.
ووسط كل ما تم ذكره فإن شكاوى الأهالي في العاصمة دمشق وريفها، لا تقتصر على موضوع الأسعار ومادة الخبز، بل تتعداها لمسألة تقنين الكهرباء التي زادت وتيرتها مع حظر التجوال المسائي في العاصمة دمشق بشكل خاص وسط شكاوى متعددة تتناقلها ماكينات إعلام النظام، يضاف إليها الشكاوى من غياب إسطوانة الغاز والتي تحتاج لكرت توصية من أحد المسؤولين للحصول عليها، حسب ما يتداوله موالون للنظام.