
قلق في طهران: مستقبل غامض يلوح في الأفق!
في مسعى مواز للتهديدات الأمريكية المرافقة للمفاوضات النووية الجارية مع النظام الإيراني ولاسيما من حيث التأكيد على أن واشنطن تريد تفكيك البرنامج النووي تحديداً كما ذكر ذلك دونالد ترامب، فإن النظام الإيراني وبعد أن رأى كيف أن الأوساط السياسية والإعلامية المختلفة في العالم تتناقل التهديدات الأمريكية الجدية، يحاول أن يحاكي تلك التهديدات بأن يطلق تصريحات مماثلة يغلب عليها الطابع الدفاعي من أجل إظهار قوة وقدرة النظام الإيراني على المواجهة في حال تنفيذ التهديدات الأمريكية.
بهذا السياق، وفيما يشبه استعراضاً إعلامياً يهدف الى مواجهة التهديدات الأمريكية، كشف الحرس الثوري عن إحدى قواعد الطائرات المسيرة في جوف الارض التابعة للقوات البحرية، بحضور القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء “حسين سلامي”، وذكر بهذا الصدد أن مسيّرة مهاجر 6 هي أحدث عضو في عائلة طائرات مهاجر بدون طيار، والتي تنتمي إلى فئة الطائرات بدون طيار التكتيكية القتالية، وتتمتع هذه “الطائرة الموجهة عن بعد” بمدى تشغيلي يزيد على 2000 كيلومتر، كما أنها قادرة على حمل ما بين 100 إلى 150 كيلوغراماً من الأسلحة. وتبلغ سرعة هذه الطائرة بدون طيار 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها حمل 2 أو 4 قنابل ذكية وأجهزة رصد بصرية حرارية عمودية تحت أجنحتها. لكن من الواضح جداً أن كل هذه المعلومات عن هذه الطائرة هدفها إشعار الغرب بأن طائرات النظام الإيراني المسيّرة قادرة على الوصول إليهم والنيل منهم!.
وعلى نفس هذا المنوال، وبمناسبة الذكرى السنوية لمقتل إراهيم رئيسي، فقد وجه حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، تهديداً لإسرائيل والولايات المتحدة باستهداف إيران وزعم أن أي خطأ يرتكبونه سيجعل أبواب جهنم تنفتح عليهم، وأضاف سلامي: أقول للأمريكيين إذا هددتمونا في الملف النووي فنحن جاهزون لمواجهة الحرب على المستويات كافة! لكن الذي يلفت النظر أن الأوساط السياسية والإعلامية لا تمنح اهتماماً ملحوظاً لما يبدر عن النظام الإيراني بهذا الصدد، ولاسيما بعد أن تبين من خلال المواجهات الاخيرة التي جرت في المنطقة قدرة ومستوى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الإيرانية.
الملفت للنظر أيضاً هنا وحتى من المفيد التنويه عنه، إنه وفي الوقت الذي صدرت عن النظام الإيراني ما أسلفنا ذكره، فإنه وفي مؤتمر صحفي بثه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عبر الإنترنت يوم 8 مايو 2025، كشفت سونا صمصامي، ممثلة المجلس في الولايات المتحدة، وعلي رضا جعفرزاده، نائب المكتب التمثیلي للمجلس الوطني للمقاومة في واشنطن عن معلومات جديدة خطيرة تتعلق باستمرار النظام الإيراني في برنامجه السري لتصنيع الأسلحة النووية، بما في ذلك تطوير قنابل هيدروجينية تحت غطاء مشاريع مدنية. وما جاء في هذا المٶتمر تناقلته وسائل الإعلام العالمية باهتمام بالغ نظير مجلتي نيوزويك ونيوزماكس الأمريكيتين وكذلك قناة فوكس نيوز بالإضافة إلى وكالات الأنباء ومجلات وصحف غربية وعالمية أخرى، وهذا يعني بأن الأوساط التي ذكرناها لا تأخذ ما يصدر عن النظام الإيراني من تهديدات وأمور أخرى ذات صلة بالتهديدات الأمريكية على محمل الأهمية والجد!
ما صدر أو ما سيصدر عن النظام الإيراني في مواجهة التهديدات الأمريكية الى جانب الجولات المكثفة التي يقوم بها وزير الخارجية عباس عراقجي، لا يمكنها أن تخفي مقدار الخوف والقلق من المستقبل المشرئب بالضبابية والغموض لهذا النظام الذي يعيش المرحلة الأصعب في تاريخه ويعاني من ضعف وهشاشة صار واضح للعالم أجمع.