قلعة يحمور بين الحقيقة والخيال
تقع قلعة يحمور في ناحية خربة المعزة التابعة لمحافظة طرطوس السورية الساحلية، وهي قلعة أثرية، تمّ بناؤها أيام احتلال الفرنجة للساحل السوري في القرن الثاني عشر للميلاد. وأخذت اسماً باللغة الإنكليزية هو (Chastel Rouge).
تعتبر منطقة قلعة يحمور من مناطق السكن البشري في مراحل ما قبل التاريخ، فقد دلّت الحفريات أن الإنسان سكن هذه المنطقة منذ القديم، فقد وجدت فيها لقىً أثرية تعود إلى فترات قديمة، منها لقىً ترجع إلى العصر الحجري، ولقىً تعود لمرحلة القرون الميلادية الأولى.
أتى اسم يحمور الذي حملته القلعة من اسم القرية الموجودة فيها، وقد بُنيت هذه القلعة بحجارة حمراء، وهناك مقولات عديدة حول تسميتها بهذا الاسم.
في مرحلة (كونتات طرابلس) أي عام 1112 للميلاد كانت قلعة يحمور من أملاك هذه الشخصية، وكانت تعتبر آنذاك حصناً وخط دفاع متناسق مع قلاع مجاورة، لكن أمير طرابلس ريموند الثالث أهدى القلعة إلى الاسبارتية، لكنّ جيش السلطان قلاوون استطاع استردادها، وجاء صلاح الدين الأيوبي إليها حيث قام باحتلالها.
ثمة اعتقاد أن قلعة يحمور قد بنيت على أنقاض معبدٍ فينيقي، وقد وجدت كتابات يونانية، يرجع بناؤها للملك البيزنطي قسطنطين.
يقال إن القلعة كانت مؤلفة من ثلاثة طوابق، لكن الحروب والزلازل أبقت منها طابقين فقط، حيث يظهر مدخلها وقد بني على شكل قنطرة.
تحوي قلعة يحمور قاعات كثيرة، ومنافذ لرمي السهام، وأماكن للخيل، وعدة سراديب تم تخصيصها للنجاة حين يداهم الخطر أهل القلعة، ويوجد خندق يحيط بالقلعة لحمايتها.
في طابق القلعة العلوي ثمة صالة ضخمة، تقوم على عمود ضخم في وسطها تنتهي به الأقواس الحاملة للسقف. مدخل الصالة يطل على جهة الغرب حيث يظهر سطح الطابق الأرضي، الذي يحوي أبراجاً لإنذار الدفاع عن الزوايا. فوق باب القاعة العلوية يظهر رسم لحيوان شبيه بالجرذ، وفوق الباب نافذة رمي السهام.
إن بعثة اكتشافات فرنسية تهتم بالتنقيب عن الآثار عام 1996 أكدت أن قلعة يحمور أصبحت مع مناطق أخرى مثل منطقة (ست مرخو) شمال سوريا، ومنطقة يبرود في سلسلة جبال القلمون، من أقدم المناطق التي ظهر فيها الإنسان القديم في عهود ما قبل التاريخ، إذ دلّت الحفريات على وجود أوان منزلية حجرية، وفؤوس، وسكاكين، ترجع إلى العصر الحجري.
وفي عام 1937 تم اكتشاف تمثال آلهة الحب اليونانية (أفروديت)، كذلك وجدت آثار رومانية وإغريقية وآشورية، وهذا دليل على أهمية المنطقة منذ قدم التاريخ.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”