fbpx

قصيدتان من ديوان نبض الأميرة

0 437

الشام شمسٌ

 

تسعٌ من السنواتِ تَعدِلُ ألفَ عامٍ من عذابْ

والظالمُ الأفَّاكُ أهْلكَ شعبَنا والعَدلُ غابْ

والعابثونَ بشامِنا كَثُرُوا وقد نَشروا الخَرابْ

والجهلُ صارَ كواقعٍ في نَشْئِنَا هو ذا العِقابْ

من قَصفهمْ يا إخوتي غَدت الرُّبا مثلَ اليَبابْ

والأرضُ عِرضٌ لا نرى أرضاً تُحَالُ إلى سَرابْ

تُفْدَى بأرواحِ الأُباةِ ولا رجوعَ ولا غيابْ

وقوافلُ الشُّهداءِ تَمضي لا تخافُ منَ الحِرابْ

ودموعُ أمٍ شُرِّدتْ والدَّمعُ قانٍ في انسكابْ

هذي دموعُ النازحين تَرونَها هيَ كالعتابْ

تَركوا الشَّآمَ وهَاجروا أدمَاهُمُو ظِفْرٌ وَنَابْ

وَجَحَافلُ الأحرارِ ضَجَّتْ مِنْ أفاعِيلِ الذِّئابْ

وتَسَابَقَ الثُّوارُ نَحوَ المَجدِ جُلُّهُمُ شَبابْ

قالوا كَفَى لكنَّما الإجرامُ قد قطعَ الرِّقابْ

تَبَّا لِكُلِّ مُنافقٍ دَفَنَ الأُخوّةَ في التُّرابْ

ومَضَى بدربِ المَارقينَ المُجرمينَ بلا حِسابْ

باعَ القضيةَ بئس مَا فعلَ الزَّنيمُ ولا صَوابَ

يا ربِّ وَحِّد صَفَّنَا حتَّى يُزَالَ الارتِيابْ

واشرح صدورَ المُخلصينَ إلى الهدايةِ والكتابْ

والشُّكر كُلُّ الشُّكرِ للأحباب يا نِعمَ الصِّحَابْ

ونقولُ للباقينَ خَيَّبتُمْ أمانينا العِذَابْ

الشَّامُ شَمْسٌ في السَّمَاءِ وليسَ يَحجُبُهَا الضَّبابْ

 

 

 

محاسن الأتراب

 

اللهُ عزَّ وجلَّ في قرآنِهِ

وصَّى بها يا معشرَ الأحبابِ

وعليهِ صلى اللهُ قالَ مؤكداً

ما جاءَ في القرآنِ للأصحابِ

ما قيمةُ الدُّنيا إذا تَفنى وما

تَسوَى بغيرِ محاسنِ الأترابِ

يا سادتي هيَ أصلُ هذا النشئِ فلـ/

/تتذكروا هيَ مَصدَرُ الأنسابِ

أمِّي ومَنْ في الكونِ أشرفُ يا تُـرى

وأَرَق قلباً يا أولي الألبابِ

والأمُّ فخرُ الثَّائرينَ بشامِنَا

قد أفشلتْ للبغيِ كلَّ حسابِ

أختي حياتي بَلْ وأنفاسي التي

أرقَى بها لمعارجِ الإعجابِ

بـنتي التي غارَ الشموخُ لـِعِزِّهَا

نَسَجَتْ خيوطَ الطُّهرِ مِنْ جِلبابِ

المرأةُ الخنساءُ أمُّ رجالِنَا

فلتحذروا مِنْ طامعٍ كذابِ

واللهَ أسألُ أن يُجَمِّلَ حالـَنَا

لنكونَ كالجَنَّاتِ بعدَ يبابِ

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني