
هناك
لَسنا هواءٌ لتذْروهُ نسمة
ولا مياهاً لنُسفَح
وما نحن بالراحلين…
أضاءت لنا الأرضُ أعوادها فاشتعلنا،
وعلّق طفلٌ سُلاميات أحلامِنا من مآزرها، فسقطنا
في ضجيج الصحو أكثر.
لم ينتبهْ
لم ينتبه أحدٌ للطريق الذي ضاع
كنّا نمشّطُ أيامنا بالحروب الصغيرة، والخبزِ وانسحابِ
الوقت،
لم ينتبه أحدٌ للنذور التي اشتعلت في غياب النذور
رمى السُقاةُ كؤوسَهم، وانصرفوا
قال الظمأُ كلاماً كثيراً،
كان صوتُ الكؤوس أعلى، وشبّتِ الأشياء!
من أجله ابتدأنا الشراب
لكنّه حين غادرنا لم نَرعَوِ
بالأمس رنّ في البال قدحٌ
مُضيئًا كان في أعلى عمود الغواية،
رَنَتِ الأصابعُ، مال القلبُ،
شقيٌّ أنت يا عمود الغواية،
تتطاول أكثر كلما اقتربنا!
إلى أين تسرق منّا اتجاه الريح والأصابع
ولسنا مديدين كالوقتِ والأنبياء!
هناكَ بعيداً في الزرقة الزرقاء،
في أقصى المواجِع،
في راحة كفِّ السيدة ذات القلب الميناء،
تَختَصرُ عبورَك أيها العاشقُ الأرعنُ،
وتجدُ بلورة الأحلام المكسورة
هناك…!
أصبتِ الهدف
أصبت الهدف
وما كان قلبي ربيعا
ولكن ستركِ شف
تأنيتِ في لمسِ تفاحتي
كما يتأنّى الضبابُ
على شاهق يرتجف
وطينُ أصابعنا في الأصابع
لمّا يجف
تطيرينَ محفوفة بالذكريات إليّ
سريركُ من نارٍ معبد
ومن فورانِ الحليب تصبّين لي
حالةً من تراخي وشد
فماذا تريدُ الحديقةُ من سورها؟
هل تحنُّ إلى ما وراء حدودِ الجسد؟
وماذا وراءَ النهار؟
تأنيتِ في رصفِ عمرك؛
من بلح الصيف، حتى حدود الفلك
كأنَّ العيون التي تتحاورُ
ترقى
إلى حيّزٍ مشترك…
أصبتِ الهدف
وما كنتُ طيناً لأنسى
وأُرجعُ تشكيل نفسي
كما كنتُ،
أو شئتُ لي أن أكون،
ولكنني من خزف!
أصبت الهدف..