fbpx

قصيدتان للشاعرة لطيفة الزجاري/المغرب.

0 311

صرخة لاجئة

ما عدت أعرفك يا وطني

إذ صرت تدفنني بلا كفن

ورسمتَ جراحك في بدني

وجعلتَ ندوبي غائرة

غور الأخدود في عدن

وطعنتني عبر الزمن

ما عدت أعرفك يا وطني

ويدك للإكليل تمنحني

وفي غور الثرى تدحرني

لا أنت تسمع آهاتي

ولا تحفل لأنيني

ولا تحضر حفل تأبيني

ما عدت أعرفك يا وطني

سبلك كلها قد شُبِكت 

وسماؤك أضحت تنكرني

وخيوط شمسها باردة

وصقيع بردها يقتلني

يرديني ولا يحييني

ما عدت أعرفك يا وطني

برخص التراب بلا ثمن 

بعتني طوعاً لا أسفاً

وثوبك ما عاد يسترني

والخجل سكن شطآني

عوراتي بانت للعلن

ما عدت أعرفك يا وطني

كإخوة يوسف إذ غدروا

ما صانوا الدم ولا أُؤتمنوا 

للجب اتخذوا مقبرة

وغشوا بياضاً للعين

لأغدو ضريراً في وطني

ما عدت أعرفك يا وطني.

هو ذا وطني

هو النجوم في سماء الكون سابحة

هو الذر في جوف اليم منتشر

هو السحب جنباتها محملة

غيثاً بقدومه الأرض تزدهر

غال هو شامخ في قمم

به الدنا تزهو وتفتخر

نور هو عم الكون أوضحه

ما من سر خلفه أبداً يستتر

واضح وضوح من قلبه قد صفا

في حرمه يطوف الحاج ويعتمر

غفور رحيم هو ذا وطني

بقلبي حبه يغلي يستعر

روحي فدا حبة من تربته

من مس ريح ثراه ينتحر

صِيد أهله ذوو كرم

بطول جيد التاريخ يشتهر

صحراؤه منه وله دوماً أبداً

ما من أم لطفلها ترمي وترتحل

غر من ظن سهلاً قسمته

خديج هو للحكمة يفتقر

وطني به قرت أعين أهله

ما رضت غيره وطناً تعتمر

دمت ودام صفوك أبدا

بك العين تقر والقول يختصر.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني