fbpx

قصيدتان حائرتان.. للشاعرة فلك الشامي

0 33

إلى وطنّاً

مسحَ عن كاهِلِهِ غبارَ ألفَ سنةً..

بين الحنايّا والزوايّا زرعَ حقولَ سنابل..

سحائبَ أمطرتْ من دمعِ غيمةٍ حُبلى بالآسى..

تجاوزتْ مسافاتِ شاسعةٍ من قهرٍ وحرمان..

على تلالِّ الفرحِ نُصبّتْ خيمةً..

لمّة أحبابّ وأصحاب عادوا للتوّ من بحرِ النسيّان..

أوقدوا لليلِّ شموعاً وأهازيجَ مهباج..

حفلة سمر على ضفافِ القمر..

رسائلَ بلاعناوين لعاشقٍ مسكين..

يتلمسِّ آخرَ الذكريات..

ضفيرة وعلبة صغيرة وبضعُ كلمات..

سَحَّ دمعُهُ عليّهَا أضاعَ القوافي وجميلَ المعانيّ..

لملمْ جراحَكَ واجمعْ شتاتَ روحَكَ..

الوطن بثوبٍ قشيبٍ جديدِ..

أطيافُ الفرحِ بلاضفاف..

قاسيونَ عادَ طفلاً تداعبَهُ النجمات..

يتوارى خفراً من غيماتٍ تدسّ لهُ عذبَ الكلمات..

رائحةُ المطرِ

على معطفِ الوطن

أزرارٌ تَتَفتح

قاب قوسين أو أدنى..

حلمٌ يراودُ ستائرَ الليل..

ظلّكَُ وحيداً بين المقلةِ والعين..

هادئاً بأحلامِ الطفولةِ يرسم بقايا النجمِ..

طائرةٌ ورقيّةٌ بألوانِ الربيعِ تحلقُّ بعيداً..

تَعبرُ الشطآن بين الصخور تحطّ الرحال..

في الإيابِ حفنةُ أشواقٍ وسنابلَ جافة..

بجِيدِ المساء.. عبثٌ حكايا الماضي..

بلا جدوى حقول الانتظار..

جفتْ مواسم الحزن..

شَعَر بدنوِّ أجلِهِ..

هَيّأَ مَرقدَهُ..

أحاطَهُ بشتلاتِ الرّيحان..

عندَ المغيّبِ تَأَبَطَ أحزَانَهُ

شَيّعَهُ سربُ ذكريات..

من فرطِ حزني..

رسمتُ على الجدار..

فراشةً بلا أجنحة..

من فرطِ ذهولي..

صنعتُ جداراً

من ورقِ النسيان..

من فرطِ دهشتي..

مزقتُ بعضَ حروفي..

لوحاتٍ على جدارِ الخيّبة..

بمشّكاةِ الصّبرِ

تضيءُ مرودَ الليلِ

فتاةُ الأحلام

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني