حقل اشتياق
في مدينة الضجيج سارا مساءً، الأشجار كانت تقود خطواتهما، والأرصفة كانت تتواطأ سراً مع أقدامهما، الأنثى الجميلة كانت ترتّب عتمة الليل المضاءة بصوتها، وهما يسيران، كان عطرها يخطفه إلى عالم بعيد، الأنثى المثيرة حدثته مطولاً عن الحبّ، الموسيقا، والكتب، في المنعطف الأول نظر إليها ونظرت إليه وبين النظرتين فاض حقلُ اشتياق…!
عناق حتى البياض
في انتظاره؛
الرصيفُ يغدو أُرجوحة أطفال!
أحضن خيالكَ حيناً وأتركه لصقيع الشتاء البارد أحياناً أخرى،
أخشى على وردتي اليتيمة من الذُّبول، أهمسُ لها: احتفظي بسرّكِ لأجله،
يتدفق القطار/الحلم، بعد أمد طويل، أبحث عنكَ رفقةَ قلقٍ، أخاف عليكَ من التيه، يتراكم السَّراب أمام عينيَّ؛ أين أنتَ؟ لا ألمحكَ، أقول لنفسي: ربما تهتَ في زحمة المسافرين… أمنح نظري فسحةً أوسعَ، وإذ ألتفتُ خلفي أفيضُ بين ذراعيك وردةً… لنهوي في عناقٍ حتى البياض…!
من مجموعة أصابع العازف أو كصوت ناي بعيد…!
في السِّر
هو الآن يراقص أنثاه الأخرى، على أنغام الأغنية التي كانا على نشوة لحنها يلتقيان في السِّر، وعلى مرأى الأصدقاء يسرقان قبلة الحب، إلا أنها فجأة غدت ضحية، لتجد نفسها قابعةً في ظِّل وجوده، تكابد مرارة الهجران بالهجرة، فلا حلم الحرية الذي جمع بينهما اكتمل، ولا (هو) ظَّل وفياً لحلم الحب.
التائه
على مائدة الوقت يجلس كل مساء، يحمل في يديه سكيناً مثلماً، يحاول تقطيع أوصاله، هو التائه في متاهات اللون، يرسم بألوان باهتة قصةً باسمه، ولوحةً بلا لون لعيون حبيبته لتكون غلافاً للقصة القادمة.
من مجموعة بعدٌ آخر
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”