fbpx

قصرا الحير “الشرقي والغربي.. حكاية حضارة

0 311

تعتبر سوريا أم الحضارات عبر تاريخها الطويل، فلا يمكن لزائرها، أنى اتجه، ألا يجد في المكان أطلالاً لقلاع أو قصور أو مدن بائدة.

ومن هذه الأطلال، قصرا الحير الشرقي والغربي، فهذان القصران اللذان بناهما الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، كانا منتجعين له، حيث يقع قصر الحير الشرقي قرب مدينة السخنة في البادية الشامية السورية، ويبعد هذا القصر عن مدينة السخنة قرابة عشرة كيلومترات، وعن مدينة الرصافة قرابة 100 كيلو متراً.

القصر الشرقي يتكون من قصرين هما قصر الحير الشرقي الكبير وقصر الحير الشرقي الصغير، وهذان القصران يقعان على مسافة قصيرة من جبل البشري الشهير في سوريا.

القصر الكبير طوله حوالي 160 متراً، وهو يتكون من طابقين بأبواب ضخمة، محاط بأبراج عديدة بعضها مستدير الشكل وبعضها دائري. أما القصر الصغير، فطول ضلعه يبلغ قرابة 70 متراً، أي أن شكله مربع.

كذلك الأمر بالنسبة لقصر الحير الغربي، حيث يمتاز بشكله الرباعي، ويبلغ طول الضلع الواحدة منه ما بين 70-71 م.

البعثات الأثرية الأجنبية قامت في مرحلة الخمسينيات من القرن العشرين بالتنقيب عن الآثار في بادية الشام، حيث ظهرت لها بقايا قصر الحير الشرقي، وهو من عمارات العهد الأموي.

شُيّد قصر الحير عام 728 ميلادي، أي في السنة 115 للهجرة. واستخدم في التنقيب عن هذه الآثار أساليب جديدة استخدمت تقنية الجيو مغناطيسي، وهي تقنية تساعد في الكشف عن أبنية مطمورة تحت التربة نتيجة عوامل الزمن.

ترك الأمويون خلفهم أكثر من ثلاثين قصراً مشيّداً، إضافة إلى اهتمامه بالبيوتات الفخمة، وتشييد الحمامات وقنوات جلب الماء، وقد شيدوا أيضاً خزانات تجميع مياه وغيرها من المنشآت المتقدمة في ذلك العصر كمعاصر الزيتون.

من جهة الشمال لقصر الحير كانت هناك ثلاث قاعات مرصوفة الأرضية بحجر المرمر. وكان السكان الذين يعيشون خارج سور القصر يتزودون بمياه الشرب النظيفة عبر أقنية صخرية تمتد إلى طول يبلغ قرابة 30 كم.

يعتبر قصر الحير الشرقي قبلة أثرية يزورها السياح والزوار من مناطق عالمية مختلفة، ولكن البعثات الأثرية كانت تريد التعرف واكتشاف نمط العيش في هذه المنطقة.

سمي قصر الحير باسم “مدينة الصحراء”، وهذا الموقع لا يزال وجهة للتنقيب من بعثات أجنبية مختصة.

أما قصر الحير الغربي، فهو يقع في المنطقة الوسطى لبادية الشام، قرب مفترق طرق تتوزع باتجاهات مختلفة نحو مدينة الرقة على ضفاف الفرات شرقي سوريا، ونحو حمص ودمشق، وكذلك باتجاه حلب.

قصر الحير الغربي يعود زمنه إلى مرحلة الغساسنة، وهناك من يقول إنه بني على أنقاض دير كان موجوداً في هذه المنطقة.

مساحة قصر الحير الغربي هي أصغر من مساحة قصر الحير الشرقي، فقصر الحير الغربي تبلغ مساحته قرابة 4970 م2. ويمتاز سوره الخارجي بأنه أقرب لجدران قلاع عسكرية، لذلك يعتبر هذا القصر أهم القصور الصحراوية.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني