fbpx

قصائد للشاعر السوري أيمن عبد القادر

0 231
المريض

بالأمس

فتح الأطباء قلبي

لاحتشاء عضلته بالذكريات

وكانوا قدحقنوا دمي بإبر النسيان

لإزاحة عناقيد حب قديم.

قال كبيرهم:

الوضع حرج، فلنستبدل شرايينه!.

لكنهم وجدوا بدل الشرايين نهراً

يدعى” الفرات”!.

شاعر بالسر

أتوضأ بالجمال وأقيم فرض القصيدة؛

يتسلق العشب والنساء سور مخيلتي،

وتفيض شراييني بما يشبه الخمر.

زوجتي التي تعتبر الشعر ضرتها

تقتحمني بفيلق من الأطفال،

وتلطخ مسجد تأملي ببقع الضجيج.

البارحة دعوت الطبيعة لاجتماع طارئ.

قال لي نهر:

أنا دمعة فرحك..

همست نوارس بيضاء:

نحن مناديلك الناعمة

الأشجار:

نحن زوجات روحك.. تنجب الأزهار،

ونخبئ العصافير المطاردة.

أما أنا، مازلت أحلم بغابة صمت وارفة الظلال

أقترف فيها أحلامي،

وأدس حروفي الملونة

تحت وسادة الزمن.  

خيبة

قال لي أبي في الحلم:

أنت نخلة الفرات الطولى

فتمطَّى.. لتزيح الغيوم!. 

وعند أول محاولة.. بترت أصابعي طائرة مسيّرة!.

ثم أوحى لي أن أتحول إلى شاعر

فكتبت – بأصابع قدمي – قصيدة وطنية

على جدار مستشفى للمجانين.

صفّق المجانين طويلاً

وألقوا الزهور والدموع.

وهاأنذا مستلق على سريري

أرفع عضوي العنيد

سارية لعلم أبيض.

خارج عن السطر

خطي ليس جميلاً

قال لي الأستاذ

إنه يشبه خارطة الوطن العربي.

وأنا أقول

إنه يشبه الأزقة الملتوية لأحياء دمشق القديمة

المزدحمة بالورود والعاشقين.

ربما لا أجيد السير على السطور؛

فالامتثال لقواعد الكتابة

يشبه الإذعان لشرطة المرور – الخارجين أصلاً –

على القانون،

وحتى لا يقال إني

أشبه المخبرين.

بلا عنوان

رأسي الذي لم ينحنِ يوماً

إلا لقُبلة

أو قِبلة

انحنى اليوم

لتمرّ الطيور

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني