fbpx

قصائد للشاعرة رحيمة بلقاس

1 378

نبوءات غيوم 

 

بمعول السكون

يقلب الليل  جوف السؤال  

حتى لا أدري أيعقبه صبح؟ 

أم في غسق الذكرى 

ترتلني المسافات.. المتوثبة بعطره 

وماء بارد يرشني..  

من مسامات أقبية الصمت الوارفة بي 

يوقظني  وأفياء الجمر

تمطرني برماد السراب 

ولا ظلة  كي تقيني قيظه المنثال 

فأرسو على مرفأ الحرائق 

أبتكر للغيم هطولا 

يغطى السهل الممتد مني إليه .. 

وطمي يدوزن للماء لحنا شجيا 

 يندس موسيقى بلغة الفقد 

يزق وحشة كفيفة ببيداء صدري 

والمدى يرصف نجيمات ملتمعة 

على جبين السماء 

يغمزني حورها المنسكب بأكمام روحي 

فيرتديني الضياء 

كما الخرير على شفاه المهج 

يورق الغياب بورود الحلم 

ولا ألبث حتى يهزني الصدى ذهولا 

يدوي بسنوات عجاف 

تحصد شجيرات الشمس الباردة 

ترعى مروج القهر بقلوب الجياع 

وتزهر روابي القفر بأحداق الأزهار 

حتّم يبذرني الأسى بعيون الرماد؟ 

وتشبكني العناكب بخيوط الهشيم؟ 

يا أجندة وطني

 لمَ يعوي بغاباتك اللهب؟ 

ألم تكن يوما لربابة الندى نهر من السُّور؟ 

آياتها تستوي على جذع نخلة جذلى بالرطب 

كيف أشيد على أنقاض الجراح وطنا؟ 

أغرق في الحريق مراكبه 

وطفا فوق ضباب داكن 

يطفأ في عينيه شموع الرؤيا 

وتبقى صورتي على جدرانه 

تخيط بتجاعيدها شقوق انكساره

تشهد على معارك

دارت ولا تزال..  

تقطع جسد الحلاج  

إربا إربا..  

ترميها طعاما للنسور.. 

أفلا تدري أنه عاد من دهمة اللحود

وعلى كتفيه يحمل كفنه 

لتحنيط رفاته  

بعد أن مزقتْه خرائطك المبعثرة 

من قارورة التعب 

أينع زهر البرتقال واللوز 

وزيتون محفوف ببيلسان

بعد أن ذبل أيكه

انتشر كبخور الشواء 

يفضح فيحه لهيب روح متشظية 

تسللت  من ثقوب التربة  

 

يا طيور الفجر

 

يا طيور الفجر 

عودي لنقشر لحاء المسافات 

أنا البحر أحملك 

بقوارب مهجي أفديك 

للموج تتصدي مجاديفي 

فأس الحطاب أراقصها 

أسقيك مواويلي وأمنعك.. 

عن الجفاء أحجبك 

نوقد في الطريق ظلال الصخر  

قيظا يرتج تحت جفون الشمس

أو يستحيل الإدبار من هناك؟

يا طيور الفجر  

كيف تحزمين الحلم ..

 في شباك الارتباك؟ 

كيف تجثو الأرض هنا حانية؟ 

تهزها رياح الضجر 

في عزلة البيان 

تغص دفاتر المعاني 

معقوفة تلابيب الأحزان 

تسلسلها ثعابين.. 

بأنيابها سم معتق 

أقداح الزؤام.. تسقي في خلوة 

توق الظمآن 

يُخصَّبُ الرمل برطوبة الأنام 

مغدور في المدافن طينها 

مشلول في الهجير سيرها  

يا طيور الفجر 

من قضَّ مضجعك ها هنا؟ 

أنهك الحرمات..  

سرق الكرى من عيون السكينة؟

مزَّق نياط الفؤاد.. يتمك 

وبسياط النوى تيتم القرب بالبعاد

من في شَركِ الاغتراب أوقعك؟ 

أردى حبور النغم 

غصون الشجن تجاسرت.. 

أدغالها تطاولت.. كي لا أراك

 

يا خلاص هيت لك 

على ضفاف الجنون فلول فوضى 

يكلثمها  الانهمار المتشظي..

 وتكبر الجراح 

ونكابر فيها الأوجاع 

نرمّم تخومها الدامسة  

وأقدام الصلصال طويلة  تطوي الجهات 

تصهر الأحجار بالصقيع الحارق 

فيلتوي الحزن مدرارا  

يحصد  الاختلاجات المخملية 

وهدهدات الأنفاس الناعمة رهينة الغضى 

يسربلها افتتان اللظى المبعثر 

هنا وهناك 

صفير التباريح تُأَمْرِكُها  شفْرات العتمات العمياء 

وأنت أيها الضرير يا عقال صفر 

يصْفَرُّ في عينيه الكبرياء  

تبرعمني  في غابة غي 

أشجارها جامحة وأزهارها تتأوه من سكات مكمم 

وأنا الأرض أرمم ما فاتني  من رغيف 

أحترق في تنور حطبه أجساد 

يا حادي الموت  هبني  خلاصا 

يشيعني إلى زمان يغريني بمدينة فاضلة 

لا يزال أفلاطون يحفها بالوعود 

يا جرم سمائها  

اصعد نحوي أخبرك عني 

عن فوضى السجون 

عن جوعى 

عن  المنافي والقبور 

عن طوفان نوح.. يحصرم أزقتها

والقلوب حسراتها  

تزمل سرمديات الذنوب 

فكيف أدربني لأبارزني في ساحة الخسارات ؟؟؟

أدجج جساراتي وأمحو بالتبرير خداعك 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

1 تعليق
  1. رحيمة بلقاس says

    شكرا على النشر والتوثيق
    وتحياتي لكم وتقديري
    بوركت جهودكم ولهذا المنبر الراقي السداد والتوفيق

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني