fbpx

قصائد للشاعر حسن قنطار

0 355

“لاعينَ تحسدني”

 

الآن لي خطرتْ

إني بُليتُ بنوءٍ

لا يبكي إذا ارتعدا

إني أعيش بكونٍ

من إفراط غفلتهِ

يستعذب العتْمَ والإهمالَ والرمدا

حتى غدوتُ

من أعمالِ شاردةٍ

نجمٌ يغافلني

وبرجُ الجديِ ينطحني

أستحضرُ الجنَّ

في زرقاءِ مقلتها

أشكو لنافثةٍ

إذ أشتهي الحسدا

*****

يا قومُ إني

“وربِّ البيتِ” أعقدها

ما مسّني بطَرٌ

ولا كِبرٌ

ولا خبلُ

لكنني وقَدٌ

من أصلابِ بارقةٍ

أصبو إلى السيفِ

أشدو مع الطيفِ

أغازل الحرفَ

 قدّاً وخاصرةً

أمازح الشعرَ

 نثراً وقافيةً

أباغتُ القولَ

ردّاً وأقيسةً

ماضرّني يوماً

في أيّ معترَكٍ

بطشٌ لذي سَعةٍ

أو ضرني وجَلُ

*****

هل فيكمُ رجلٌ

تغريهِ ماجدةٌ؟

أو فيكمُ رجلٌ

يستنجدُ الرّشدا؟

إني دعوتُ

علّ الصبحَ يقذفني

في عينِ حاسدةٍ

كم أشتهي الحسدا…



 

هنا

 

هنا في أرض غربتنا     هنا في ببيتنا الثاني

هنا أعمارنا اعتكفت      هنا التاريخ أقصاني

هنا الدنيا بأجمعها       تقدّ قميص إحساني

هنا لي خيمةٌ رقصت    على أوتار أحزاني

هنا التشريد معتقدي      وتيه البين أطراني

هنا همٌّ يؤرّقني          وحِملُ البعد أقواني

هنا بوحٌ سأفرغه         وإن ضيّعت عنواني

هنا إفكٌ يدغدغني       وزيف الثغر أغراني

هنا جسم يعانقني        وقلبٌ يرجو حرماني

هنا أيدٍ تصافحني       وسكّينٌ بأحضاني

هنا الإنسيّ كابوسٌ      ووحشٌ ماله ثانِ

هنا الشيطان ذو دعة    هنا خلٌّ بشيطانِ

هنا كشفتْ مآسينا       الإنس والجان

 



 

الآنَ أبكي؟

 

وقد عصيتُ مواجعي

مذ كنتُ قبلاً

ممن أفسد الألما؟

كانت عيونٌ

فُجّرتْ من حولنا

وتقرّحتْ عينُ السماء لحالنا

أما التي في محجريَّ تجمّدتْ

وتدثّرتْ

وتأبطتْ صمتاً رتيباً مبهما

*****

تُرى هل ألامُ؟

وقد خلعتُ عباءتي

وقذفتُ في صدرِ الزمان الأسهما

أم هل ألامُ الآن حيثُ مواقدي؟

تهتزُّ تحت أثافها الأقدارُ

أما البلاغة في الأنين تعطلتْ

وتزلزت

وتكاثرت حقداً جموحاَ مفحما

*****

تبَّ البيانُ

وتبتْ كلُّ بارقةٍ

لم أُجزَ في إشراقها

عن كلّ حرفٍ مأتما

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني