fbpx

قرار بإغلاق قناة “أورينت”.. موظفون يصفون تداعيات “الخبر الصادم”

0 57

دون أي مقدمات أو تمهيد مسبق تلقى موظفو قناة “أورينت” السورية والعاملين في مدينة إسطنبول التركية يوم الجمعة “خبرا كالصدمة”، ومفاده أن مالك المؤسسة رجل الأعمال السوري، غسان عبود، قرر إغلاقها بشكل كامل ونهائي خلال مدة زمنية أقصاها نهاية العام الحالي.

ولم تنشر القناة بشكل رسمي تفاصيل قرار الإغلاق وأسبابه، لكن عاملين فيها من صحفيين وفنيين تحدثوا لموقع “الحرة”، عن “ضغوط” أبلغهم بها رئيس التحرير، علاء فرحات، بُعيد اجتماع عقده مع مالكها، عبود.

تعتبر “أورينت” من أبرز المنابر الإعلامية السورية التي تتخذ صوتا ومسارا مناهضا للنظام السوري منذ سنوات طويلة، وكانت قد شهدت، في عام 2020، محطة فاصلة تمثلت بانتقال كوادرها من دبي في دولة الإمارات إلى مدينة إسطنبول، بعدما أوقفت بث التلفزيوني الفضائي.

ورغم توقف بثها الفضائي واصلت القناة إنتاج برامجها وأبرزها، “تفاصيل” و”هنا سوريا”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وبموازاة ذلك تحولت إلى نشر قصص قصيرة عبر منصات كـ”تيلي أورينت” و”أورينت تورك”، بينما استمر موقعها الإلكتروني في نشر المقالات والقصص الصحفية.

ولن يقتصر قرار الإغلاق على منصة دون غيرها، بل يشمل جميع المنصات: “النيو ميديا” و”قسم الأخبار” والبرامج والسوشال ميديا والإذاعة، وبمعنى آخر كل ما يتم إنتاجه في المكتب الكائن في مدينة إسطنبول، والذي يضم أكثر 80 موظفا.
“دون أي أعراض”
“كنا نعمل على مشاريع ونقوم بتحضيرات كما هي العادة اليومية. لم نفكر للحظة أن يتخذ قرار الإغلاق بالسرعة التي حصلت”، يقول الصحفي، عبد القادر لهيب، ويشرح كيف حلّ خبر الإغلاق على العاملين في القناة “كالسكتة القلبية التي تصيب شخصا رياضيا دون أعراض”، حسب تعبيره.

يرى لهيب وهو مذيع في “إذاعة أورينت” لموقع “الحرة” أن قرار الإغلاق “مؤلم على عدة أصعدة”، أولها يتعلق بفكرة أن “كل شيء في سوريا الحرة بات يتم تجفيفه شيئا فشيئا عسكريا وسياسيا وإغاثيا وإعلاميا”.

ثاني الأصعدة، برأي لهيب، هي أن “أورينت كمؤسسة إعلامية لها رصيد شعبي ووطني وثوري ومن المؤسف أن يتوقف مشوارها”.

وأضاف أنها “واكبت الساحة السورية قبل الثورة وإبانها وبعدها، وكانت مع السوريين بمظاهراتهم وبحربهم وبتشتتهم وبغابات اللجوء وبحر النزوح، وصولا إلى حراك السويداء الأخير”.

ويشير الصحفي لهيب إلى أن تبعات أخرى للإغلاق تتعلق بفقدان الموظفين من صحفيين وفنيين “فرصة عمل وموردا ماليا كانوا يعتمدون عليه لسد نفقاتهم المعيشية في تركيا”.

ويأتي قرار إغلاق “أورينت” قبل أن تحتفل القناة بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها، في مطلع فبراير القادم، وأثار ردود أفعال بين صحفيين سوريين ومستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الصحفي ماجد عبد النور، كتب عبر موقع التواصل “إكس”، إن “خبر إغلاق القناة أسكت صوتا عتيقا من أصوات الثورة السورية”، مضيفا: “تختلف أو تتفق معها لكنها كانت جلادا للطغاة حينا وبلسما يشفي صدور الباحثين عمن يحكي همومهم ومصائبهم حينا آخر”.
الصحفية العاملة في القناة، راما العبوش علّقت بدورها عبر “فيسبوك” بقولها: “ما عاد تسمعونا براديو أورينت.. ولا عاد تشوفونا على نشرات أورينت ولا عاد في نراكم بحلقات جديدة.. وصلنا الحلقة الأخيرة”.

وأضاف الصحفي السابق فيها، فواز شحادة: “ستغلق أورينت أبوابها قريبا، وستخلّف وراءها فراغاً يصعب ملؤه”.
المصدر: الحرة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني