fbpx

قراءة في تاريخ فرقة “أحرار الشرقية”.. ومقاومة داعش وقسد

0 112

منذ نشوئها في الربع الأخير من عام 2016، عملت فرقة أحرار الشرقية على تحديد أهدافها بصراحة ووضوح، هذه الأهداف، تكثّفت بالكفاح الثوري ضد قوتين من الميليشيا، التي تقف ضد الثورة السورية، وضد هدفها الرئيس، وهو إزاحة الاستبداد عن كاهل السوريين، بعد مضي قرابة نصف قرن من حكمٍ فاسدٍ أسسه الجنرال الديكتاتور حافظ الأسد، وورثه عنه بالقوة ابنه بشار، الذي فاق والده بقهر السوريين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم.

الميليشيا الأولى التي قاتلتها فرقة أحرار الشرقية هي داعش أو ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، هذا التنظيم تقف خلفه قوى معادية لثورة السوريين، وهو ما اكتشفته قيادة هذه الفرقة، وفي مقدمتها قائدها (أبو حاتم شقرا).

عملت فرقة أحرار الشرقية على نجدة الجيش الحر في مدينة مارع، وبذلك قاتلت ضد ذلك التنظيم الإرهابي (داعش)، وكانت تدرك خطر هذا التنظيم على الثورة السورية عموماً، وعلى محافظات المنطقة الشرقية من سوريا، التي ينحدر منها مقاتلو هذه الفرقة، التي تنتمي إلى الجيش الوطني السوري حالياً.

استطاعت فرقة أحرار الشرقية طرد فلول داعش من شمال سوريا المحرر، وتحديداً بين منطقتي إعزاز ومارع، وهي بهذا الكفاح الثوري أثبتت أنها من صفوف الشعب السوري، وتقاتل من أجل أهدافه الوطنية بإقامة دولة مدنية ديمقراطية تداولية.

تشكيل فرقة أحرار الشرقية من أبناء محافظات المنطقة الشرقية الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة) أغاظ ما يسمى ميليشيا (قوات الحماية الكردية ال YPG)، فهذه القوات مثلها مثل داعش لها مشروعه العابر للوطنية، الذي تتخيله بإقامة دولة كردية على أراضي أربع دول في المنطقة هي (إيران وتركيا والعراق وسوريا).

ميليشيا YPG التي تخفّت تحت مسمى جديد هو ما يسمى (قوات سوريا الديمقراطية) اختصاراً قسد، استشعرت منذ البداية خطر وجود فصيل ثوري مسلح من أبناء المنطقة الشرقية عليها، فهي اعتبرت هذا الفصيل عائقاً حقيقياً أمام تنفيذ مشروعها في شمال سوريا على طول الحدود مع تركيا، هذا المشروع الكوريدور الكردي كان المراد منه تشكيل قاعدة أولى لبناء دولة كردية عابرة لوطنيات الدول الأربع التي أشرنا إليها.

تحت هذا الإحساس بالخطر، أرادت ميليشيا YPG وضع خطط لتدمير هذه القوة الوطنية السورية التي تنحدر من مناطق تعتبرها هذه الميليشيا جزءاً من أراضي الدولة الكردية المتخيلة.

أول الخطط المستخدمة ضد فرقة أحرار الشرقية هو اتهامها بالإرهاب إعلامياً، والقيام بعمليات اغتيال وخطف وقتل ولصقها بهذا الفصيل، بمساعدة من بريت ماكغورك المتعاطف مع هذه القوى الانفصالية، لكن الحقيقة تكشّفت، والأمريكيون الذين مرّت عليهم أكذوبة اتهام أحرار الشرقية بقتل هفرين خلف، تيقنوا منذ حين أن تلك الأكذوبة يقف خلفها موقف ال YPG بغية حشر هذا الفصيل الثوري في زاوية الاتهام بالإرهاب، وهذا ما ثبت بأنه باطلٌ ولا يصمد أمام حقائق إرهابية ترتكبها قسد وأمنيو ميليشيا قوات الحماية الكردية بحق السوريين.

المتطرفون العابرون للوطنية من داعش أو قسد لم يتوقفوا لحظة عن التآمر على فصيل ثوري ينتمي للمنطقة الشرقية، فمثل هذا الفصيل الذي اندمج مع فصائل شقيقة له تنتمي للمنطقة الشرقية من سوريا، يرون فيه حائط صدٍ لمشروعهم اللاوطني، ولهذا يضخون المال للدعاية ضده في كل المحافل الدولية، بغية محاصرته لتمرير مشروعهم الخطير.

لكن الرياح تجري بما لا يشتهيه عابرو الوطنية السورية، القادمون من جبال قنديل ومن أوكار أجهزة المخابرات الدولية، فعملية تحرير سوريا تنتظر ساعة صفرها، وقتذاك، سيكتشف القسديون والداعشيون أنهم بلا أرض، لأنهم غرباء عنها وعن أهلها، وسيجدون في مقدمة قوات التحرير أبناء المنطقة الشرقية من سوريا، الذين يريدون استعادة مناطقهم من قوى الاحتلالات الأجنبية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني