fbpx

فِي رِحْلةٍ إلى جُزُر قَلْبي

0 114

كَعَادَة المَرَافِىء المَهْجُورة
تشْتَهي أنْ تَفْتح أَحْضَانها لمَلاَّح
هَزَمَتْه الرِّحْلة
كَعَادة طَرِيق جَدِيدة لاَ تُوصِل
تُعِيد الرَّاحِلِين لِبِدَايَاتِها
كَعَادة بَوْصَلة أَخْطَأت اتِّجاه بَراعَتها
كَعادة صَخْرة يَائِسة تَنْحت ثَوْرَتها
مِنْ صِرَاع الأَمْوَاج قَبْل ارْتِوائها
جَعلْتُ مِنَ اللَّيْل سَفِينة فِي مُخَيِّلة العُشَّاق
و مِنْ أَشْرِعة الانْتِظار سِيناريُوهات للمَوْت
الانتظار الذي جَفَّف شاطيء الحُبّ في عيْنيَّ
و أَخْفاهما تحْت ابِط الوِحدة
الوِحْدة التّي بَاتت تُفْرز روائِح كرِيهة
لأعْذار متعفِّنة منْ كِذْبة سوْداء..
أوْ حتّى بيْضاء
أنزوي بها في سَبْخة الظّلام
أُربّي الوَقت و أُعلّمه الرُّضُوخ لي ، لتَرسُّبات صَوْتي
كيْ أُهيّأ عُزْلتي للمُجازفةِ بسُكونها
ذلك السٌكُون الذّي لاَ يَزال قَاصرا
الذّي اعْتاد الحُزْن وصِيًّا عليْه
للنَّاجين
للغرقَى
للمراكبِ المهترئةِ
للأَسماكِ
للريّاح العَاتية وهيَ تهبُّ في دوْرتي الدَّموية
للخوفِ
للبحرِ
للوصايا المالحة
للنّوارس التي تَنْتظر جيفة الحَاضر
للأمواج الثَّائرة أو المُضطربة
أو التّي تَنْتشر فِي الفَراغ
للقَاع
أَدْركتُ أنّ العُبور إلى الجَسد
يحتاج رَمْي الكثير من الحِجارة
عَلى وَجْهي القَدِيم
كَما يحْتاج بالضَّبط ،الوصولَ لقلْبِ عَابرٍ
إلى هِجْرة سِريَّة
هِجْرة يُعْلنُ فيها الوقْت
انْتصار جاذبيّةِ اللّحْظة
على غَرق لا يُمْسك بِصُداع الزَّمن
و لاَ بِنزِيف الأَسْئلة
مُتخلّيا عن رأسِه الثَّقيل
يَقَع فِي دوِي عَمِيق لصَمْته

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني