fbpx

في ميزان المصالح.. أيهما أكثر أهمية حسن نصرالله أم قدم رونالدو؟!.

0 374

سماحة السيد كما يسميه أنصاره، صاحب الوجه السمح والابتسامة الواثقة التي تغيظ أعداءه والنظرة الثاقبة وإشارات اليدين القاطعة، البطل الذي كسر شوكة إسرائيل وقض مضجعها، الخطيب الذي كان العرب ينتظرون خطبه على اختلاف مشاربهم.

صاحب نظرية المقاومة ومصدّر فكر الممانعة، لتضل بندقية المقاومة هدفها الإسرائيلي وتتوجه لأطفال سوريا، ويستبدل تصدير فكر الممانعة بتصدير الكبتاغون لتغزو ديار أعداءه في الدول العربية.

وهو أيضاً صاحب التكليف الإلهي الذي ترك أنصاره ومؤيديه يقاسون ألم الفقر والجوع والعطش لتخرج الصيحات ضده من قلب حاضنته الشعبية على لسان سيدة من الطائفة الشيعية صارخةً (عنا سلاح وما عنا مي).

لا ينقطع ظهور صاحب الإطلالات الحماسية بتصريحاته النارية لكن مدى تأثير تلك الخطب العصماء بدأ يتلاشى مع كثرتها وقلة العمل بما فيها من شعارات جوفاء وهتافات رنانة وعنتريات زائفة واجترار لأمجاد وهمية.

فالمراقب لخطب الشاطر حسن يلاحظ الفرق الشاسع بين عدد المشاهدات بين أمسه الذهبي ويومه الصدئ بعد أن سقطت عنه ورقة المقاومة والممانعة التي يتستر بها، رغم الجهود التي يبذلها الجهاز الإعلامي لحزب الله بالترويج لخطاباته واستقطاب المشاهدات من خلال بث الشائعات التي كان آخرها، مرضه قبل أيام من موعد خطابه، فيكون هدف المتابع التأكد من الشائعة وليس الخطاب ولا الخطيب، لكن خطابه الأخير أثناء حفل تقديم جائزة قاسم سليماني العالمية للأدب المقاوم قبل أيام حصّل نسبة مشاهدات أعلى نسبياً من غيره ليس لترقب وعوده الصادقة الجديدة غير الصواريخ التي ستصل إلى حيفا وما بعد حيفا وإنما لأن نيرانه موجهة إلى مصر و الخليج العربي والسعودية ألد الأعداء بالنسبة له.

وجاء في خطابه “أدعوكم لمراقبة موضوع مصر والأردن ومصر على وجه الخصوص التي هي أول دولة أقامت سلاماً مع العدو الإسرائيلي وعملت كامب ديفيد وملتزمة بالمعاهدة التزاماً دقيقاً حسناً مع الأمريكان إلى ما شاء الله.

ويأتي الرد من الخارجية المصرية على لسان السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية حيث وصف تصريحات نصر الله بأنها عبثية ومحاولة لاستدعاء بطولات زائفة.

وأضاف أي حسن نصرالله : هل لبنان أهم لأمريكا من مصر؟.

هل لبنان أهم لأوروبا من مصر؟.

هل لبنان أهم للخليج أم مصر؟.

مطالباً بوقاحة دول الخليج التي يناصبها العداء بأوامر وليه الفقيه أن تأتي بـ 100-200-300 مليار دولار لمساعدة لبنان مادياً ويصفها بكل صفاقة بأنها دولة على حافة الانهيار متبرئاً من دوره وحزبه بوصول لبنان إلى ماهي عليه من وضع اقتصادي مترد بالإضافة للفراغ السياسي الداخلي وأضاف “يحسبوا حالهم عم يلعبوا كرة قدم” في إشارة إلى السعودية.

من ذات المنبر قبل عام هاجم حسن نصرالله السعودية بصوته الجهوري وبكل ما يحمله للمملكة من حقد وبغض وكال لها الاتهامات بالإرهاب وتصدير الفكر الوهابي الداعشي والتسبب بالحرب الأهلية في لبنان.

وهو المنبر ذاته الذي ظهر عليه حسن نصرالله متباهياً متفاخراً بالدعم الإيراني له ولميليشيته العاملة لحساب طهران حيث اعترف وجاهر بأن “موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية. طالما بإيران فيه فلوس نحن عنا فلوس”.

هذا ما تفعله إيران تحقيقاً لمشروع الولي الفقيه وجعل لبنان جزءاً من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها الولي الفقيه الإمام الخميني ورد هذا الاعتراف بتصريح قديم لحسن في بداية تجنيده بجيش الولي الفقيه.

لماذا يتسول مندوب إيران الآن المال السعودي؟.

هل نضبت موارد إيران المالية وباتت غير قادرة على دعم عملائها في الدول التي وطئتها بجهودهم؟.

أم أنها ضمنت ولاء حسن ومن لف لفيفه وأحكمت عليهم الطوق وباتو تبّعاً لها بالمجان، ولماذا على السعودية أن تمد لبنان بالمال؟.

هل بعد ضخ المليارات من المال الخليجي للبنان التي استولى عليها حسن نصر الله والتي لم تنتج إلا خلايا التجسس واختطاف الخليجيين وابتزازهم وتصدير الكبتاغون سترسل المزيد ليستعمل ضدها؟

أم هل ستقدم المال لحزب الله ليستمر بتنفيذ أجندة ملالي طهران ويضيف دولة خامسة للدول التي كان أحد أذرع إيران فيها؟. هل ليكمل قتل من تبقى من أطفال سوريا أم ليسرع الخطى نحو مجاعة في اليمن أم لتزداد العراق فرقة وانقساماً، أم ليدمر في لبنان ما لم يُدمر بانفجار المرفأ أو ربما ليزيد عدد مصانع الكبتاغون التي أقامها في سوريا ويغرق السوق الخليجي بمنتجاته؟!.

ومن جهة أخرى هل حسن نصرالله القائم بأعمال الولي الفقيه بلبنان جاد بطلب المساعدة الخليجية والسعودية حصراً؟.

حسن نصرالله يدرك الموقف العربي عموماً والخليجي خاصةً منه ومن ميليشيا حزب الله الجناح العسكري الإيراني في لبنان، ولا مجال للشك بهدف تلك الميليشيا الذي بات واضح المعالم بعد أن تكشفت أهداف حزب الله ونهاية لعبة القط والفأر التي كان يلعبها مع الكيان الصهيوني وخاصة بعد اندلاع الثورة السورية التي أسهمت بكشف المخطط الإيراني الذي يعمل حزب الله بقيادة حسن على تنفيذه، تلا ذلك عملية ترسيم الحدود البحرية والتي لم تدع مجال للشك حول طبيعة العلاقة بين حزب الله والكيان الصهيوني.

وعليه فإن طلب المساعدة الخليجية/السعودية ما هي إلا وسيلة لكسب شعبية كادت أن تتلاشى وإظهار السعودية بمظهر الدولة البعيدة عن معاناة اللبنانيين وبالتالي تتحول أنظار الحقد إلى المملكة التي تخلت عن دولة على شفير الهاوية وتكون هي الشماعة التي يعلق عليها نصر الله أخطاءه، خاصة بعد أن بذلت مبلغاً ضخماً لشراء رونالدو، وهنا لابد من الإجابة: حسن نصرالله أهم أم قدم رونالدو؟!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني