في مقدمتها فرقة أحرار الشرقية.. أربعة فصائل تتحد وتشكّل “حركة التحرير والبناء”
تداعت أربعة فصائل تنتمي للمنطقة الشرقية إلى توحيد نفسها في إطار عسكري جديد، تمّت تسميته بـ “حركة التحرير والبناء، هذه الفصائل هي “فرقة أحرار الشرقية”، التي يقودها “أبو حاتم شقرا”، و”جيش الشرقية”، الذي يقوده العقيد “حسين الحمادي”، إضافة إلى “الفرقة العشرون” و”فصيل صقور الشام” (قطّاع الشمال).
خطوة التوحيد أتت على قاعدة الاستجابة للمتغيرات العسكرية والسياسية، فالوضع الأمني في الشمال المحرر، يحتاج إلى حماية حقيقية من عمليات غادرة تقوم بها ميليشيا تابعة لنظام الإبادة الأسدي، ومن عمليات تقوم بها الفصائل العابرة للوطنية، المسماة “قوات سوريا الديمقراطية”.
خطوة الاندماج في “حركة التحرير والبناء”، لا تقف عند حدود حماية الأمن في المناطق المحررة فحسب، بل أتت على قاعدة استقرار السوريين في هذه المناطق، هذا الاستقرار يتمثّل بتوفير الفرص لتحسين مستوى المعيشة، كما يتعلق بتوفير بقية الخدمات السياسية للمجتمع المحلي من توفير مياه صالحة للشرب، وتوفير الطاقة الكهربائية والخدمات الصحية والتعليمية بكل مستوياتها.
خطوة التوحيد تخدم بالمعنى الاستراتيجي الانتقال من حالة الفصائلية المنفردة إلى حالة المؤسسة العسكرية، التي تنتمي نظرياً وعملياً إلى الجيش الوطني التابع للحكومة المؤقتة. وبهذا التوحيد يمكن ردم الثغرات الأمنية التي كانت الميليشيات المعادية للثورة السورية تتسلل منها لخلق عدم الاستقرار والخوف لدى السكان، تمهيداً لزرع الإحباط واليأس ونسيان أن سبب هذه الحالات هو حرب نظام الإبادة الأسدي على الشعب السوري الرافض للاستبداد والقهر وهدر الكرامة والحريات.
ولكن لماذا أطلقت هذه الفصائل الأربعة مسمّى “حركة التحرير والبناء على نفسها؟ هل سيكون لها نشاط مدني إضافة إلى نشاطها العسكري الثوري؟، وهل الجزء الخاص من التسمية “البناء” على علاقة بتوضيحات بيان التشكيل، والذي تحدّث عن الاستقرار المعيشي والحياتي لسكان الشمال المحرر؟ أسئلة مشروعة يمكن الإجابة عليها لضرورتها.
إن وجود حالة الفصائلية بصورتها السابقة، التي تشمل فصائل الثورة كافة، كانت تمثّل حالة عدم وجود إطار عسكري وسياسي واحد، يوفّر ما يلزم لتحقيق حالة الاستقرار، وهذا يمنع من استقدام فعاليات الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي والتعليمي والمالي، لأن هذه الفعاليات تحتاج في عملها وإنتاجها وإبداعها إلى الاستقرار الاقتصادي والأمني.
إن تشكيل “حركة التحرير والبناء”، سيساهم إلى جانب تشكيل غرفة عزم وغيرها من أطر دمج الفصائل عسكرياً في توفير مناخ مختلف لاستقرار السوريين، وستكون منطقة الشمال السوري المحرر مركز جذب لعودة السوريين إلى هذه المناطق، ضمن شروط الحياة الكريمة، وإن تحقيق الاستقرار الأمني، وجعل المنطقة خاضعة لمعايير قانونية وسياسية، هو من يساهم في خلق أنموذج إداري قابل للحياة والتطوير والاحترام، ليس من السكان فحسب، بل من المجتمع الدولي، الذي تبعثرت جهوده السابقة في تطوير المنطقة، نتيجة وجود حالة الفصائلية، وغياب مركزية حكومية مؤقتة، يمكن الوصول إليها عبر انتخابات شفافة، بعد توفير شروط الاستقرار بكل مجالاته الأمنية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
تشكيل “حركة التحرير والبناء ضرورة أمنية وعسكرية لقطاعات واسعة من السوريين، ونقصد بالسوريين هنا، المنحدرين من المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة)، فوجود كيان عسكري موحد لهذه المنطقة، سيسهّل في المستقبل القريب عملية تحريرها من الاحتلالين الروسي والإيراني ومن طغيان نظام الإبادة في سوريا، وسيملأ الفراغ العسكري والأمني، الذي تحتاجه المنطقة الشرقية في مستقبل الأيام.
كذلك فتشكيل هذه الحركة يعتبر تعزيزاً لوحدة قوات الجيش الوطني، الذي يشكّل ورقة هامة في فرض صيغة الحل السياسي في سوريا، المرتكز على الانتقال السياسي، وزوال نظام حكم الإبادة والاستبداد.