في رفضه لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية.. رئيس الائتلاف الوطني: لن نغيّر أهدافنا وتمسكنا بمبادئ الثورة السورية
يقول قائل إن الدول تعمل وفق مصالحها، وهذا صحيح عموماً، ولكن ما جرى بشأن تطبيع عربي مع نظام أسد، لا يمكن إدراجه في هذا السياق، فنظام أسد ليس نظاماً سياسياً مستقلاً بعد اثنتي عشرة سنة من حربه على الشعب السوري، وبعد انتقال قراره السياسي إلى داعميه الروس والإيرانيين.
في هذا الوضع العام الذي تمرّ به القضية السورية، تحدّث الشيخ سالم المسلط في مؤتمر صحفي عقده في مبنى ائتلاف قوى الثورة والمعارضة في استنبول، أوضح فيه موقف الائتلاف الوطني لشغل نظام أسد لمقعد سورية في الجامعة العربية.
يقول الشيخ سالم: “نتابع جميعنا التطورات الإقليمية المتسارعة التي تطرأ على الملف السوري، ومؤتمرنا اليوم عن الحدث الأبرز (قرار الجامعة العربية بعودة نظام الأسد وتسليم مقعد سورية فيها للنظام)”. إن ما حدث بالأمس ليس عودة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، إنما عودة نظام حامل للأجندة الإيرانية”.
ويضيف الشيخ سالم متسائلاً: “هل يكافأ النظام بعد 12 عاماً من القتل والتهجير والتدمير، وبعد سقوط مئات آلاف الشهداء، واعتقال عشرات آلاف السوريين الذين لا يزالون مغيبين، إضافة إلى ملايين المهجّرين والنازحين، وقصفه للمدنيين ببراميل الموت، وبمئات الهجمات بالأسلحة الكيماوية، وتهريب عشرات الأطنان من المخدرات نحو البلدان العربية والأجنبية”.
ويرى الشيخ سالم: “أن الدول حرةٌ بما تتخذه من قرارات أمنها واستقرارها واستقرار المنطقة، وهذه أولوية لديهم ولدينا، ولكن لا يأتي الأمن والاستقرار ممن أجرم بحق شعبه، كيف ننسى كل ما فعله ونتغاضى عنه، فمن يرتكب كل هذه الجرائم بحقّ الشعب السوري لن يتردد بزعزعة أمن واستقرار المنطقة”.
ويرى الشيخ سالم المسلط أن نظام أسد (لن يتخلى عن أجندة إيران الحاقدة على دول المنطقة). وأن الشعب السوري لا يزال بحاجة لأشقائه، ولن يبتعد عنهم حتى لو أخطأوا العنوان، فالشعب السوري حارب ولا يزال يحارب أجندةً تنفث سمومها في كل الاتجاهات، ومرماها ليس سورية فقط، بل تتجاوز ذلك إلى دول شقيقة، وقد تصدّى لها شعبنا بكل شجاعة وشلّ الكثير من قدراتها، ولكن اليوم تفتح الأبواب لهذه الأجندة، ونخشى أن تنفث السموم من مقعدٍ ظنّ الأشقاء أنه مقعد سورية”.
ويبيّن الشيخ سالم المسلط موقف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من إعادة نظام أسد للجامعة العربية، فيقول: ” نرفض هذا التطبيع، ونرى أن ما حصل هو انحياز للنظام المجرم الذي لا يمثّل السوريين، والتطبيع تجاهل للشعب السوري ولإرادته ومطالبه، وأن الائتلاف الوطني متمسك بأهداف ومبادئ الثورة السورية”.
إن حديث الشيخ سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني يكشف عن مسائل عديدة وهامة، فهو يذكّر العرب بطبيعة نظام ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي فأي تعامل معه سيزيد من صلفه ووحشيته ضد شعبه، وهذا سينعكس على الدول المطبعة معه، التي تتوهم أنها قادرة على تعديل سلوكه العدواني والوحشي.
فالنظام ورغم قرار إعادته للجامعة العربية استمر بتهريب المخدرات، فهو يظنّ أنه قادرٌ على إخضاع العرب عبر هذا السلاح المشين.
وإن العرب الذي أغمضوا أعينهم عن ثورة الشعب السوري وعن دور مؤسساته، إنما يقفزون فوق القرار الدولي 2254، وهذا لم يقله الشيخ سالم بصراحة، ولكنه لمّح إلى هذه الخطورة.
إن رفض قوى الثورة والمعارضة وحاضنتهم الشعبية الواسعة للتطبيع وما ينتج عنه، إنما يجعل حل الصراع السوري أكثر تعقيداً، فهو يتجاهل قوى الثورة التي لا تزال مصممة على دحر الاستبداد الأسدي، وتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سورية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
التطبيع قد يُلحق بعض الأذى بكفاح الشعب السوري لنيل حريته ودحر نظام الاستبداد الأسدي، لكنّ هذا الشعب لن يتنازل عن أهدافه ببناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة.
فهل سيعقل القادة العرب أن التطبيع نافذةٌ تنفتح درفاتها الإيرانية المعادية للشعوب العربية على بنى حكمهم السياسي واستقرار بلدانهم عبر نظام أسد القاتل.
وهل يظنّ القادة العرب الذين ذهبوا إلى التطبيع مع نظام أسد أنهم ربحوا استقرار بلدانهم، وأغلقوا ملف تهريب المخدرات والأسلحة من خلال تطبيعهم للعلاقات مع نظام أسد، إنها أوهام في الرأس لا أكثر فمتى سيتعظ المتعظون؟.
الوحوش الضارية لا تخرج عن طبيعتها وكينونتها، وهكذا هي أنظمة التوحش والقتل والتدمير في إيران ولدى تابعها نظام أسد.