في جديد الدعاية الأمريكية!
أقنعت إدارة بايدن نفسها بهيمنة إيران على سوريا، لأن الإدارة الأمريكية الحالية تُريد تفعيل الملف النووي مع إيران!!
مما تفضلت به السيدة الجميلة السورية/الأمريكية المعارضة، د. ريم البزم، عضو المجلس المدني للأمن الأمريكي.
لخصت د. ريم البزم، (طبيبة سورية اختصاصية بأمراض القلب، هاجرت إلى أميركا واكتسبت جنسيتها، وأصبحت إحدى واجهات المعارضة السورية/الأمريكية، وعضو نشيط في المجلس المدني للأمن الأمريكي)، أهم نقاط الدعاية الأمريكية الجديدة، التي ستحل، بفضل جهابذة التحليل الاستراتيجي مكان دعاية الانسحاب التكتيكي والتراخي الاستراتيجي الأمريكية، التي روجوا لها طوال سنوات الحرب دكاترة كبار، بوزن رجل الأعمال الفلسطيني/الأردني/الأمريكي أبو غزالة، و الدكتور السوري/الأمريكي، سمير التقي، رئيس مركز الشرق للأبحاث)، الموقف الأمريكي في سوريا، بست نقاط:
- أمريكا لا تملك استراتيجية لحل الأزمة في سوريا، استراتيجية أمريكا الوحيدة، هي مكافحة الإرهاب.
- أمريكا أعلنت صراحة أنها لن تطبع مع نظام الأسد.
- أمريكا أعطت الضوء الأخضر للدول العربية للتطبيع مع نظام الأسد، إذا شاءت، ومتى تشاء، وهي لن تطبق قانون قيصر على أي دولة عربية تطبع مع النظام.
- قانون قيصر معلق إلى إشعار آخر، وأقصى ما شهدناه كان تطبيقه على أبنية، وهي ثمانية من سجون النظام، التي يُمارس فيها التعذيب.
- استطاعت أمريكا إقناع روسيا بعدم إغلاق معبر باب الهوى الذي تمر عبره المساعدات الإنسانية. أمريكا ليست جمعية خيرية، ولا جمعية لحقوق الانسان، وانتهاك حقوق الإنسان ليس أولوية عند النظام الأمريكي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمصالحها، وأمنها القومي.
- الموقف الأمريكي، غير المعلن رسمياً، أن إدارة بايدن أقنعت نفسها بهيمنة إيران على سوريا، لأن الإدارة الأمريكية الحالية تُريد تفعيل الملف النووي مع إيران، والعودة إلى الاتفاق السابق (تموز 2015).
لسان حال السيدة الفاضلة يقول: كل الأبواق الأمريكية مدعوة اليوم لترديد أكاذيب الدعاية الأمريكية، قديمها، وجديدها.
أبرز قديمها هو أن أمريكا لا تملك استراتيجية واضحة في سوريا، أبعد من مكافحة الارهاب، وقد روجها أبواق النخب السياسية والثقافية السورية المعارضة بكفاءة عالية، دون أن يدركوا أن الهدف منها تبرئة مسؤولية أمريكا من نتائج صيرورة الدمار، التي كانت القوة الوحيدة على سطح الكوكب، القادرة على منعها، لو توافق ذلك مع مصالحها!
طبعاً، التركيز على وجود استراتيجية أمريكية لمكافحة الارهاب، هو أيضاً محاولة لإخفاء دور أمريكا الأساسي في تهيئة ظروف إطلاق داعش.
الكذبة المفضوحة في أفكار الدعاية الجديدة تقول إن إدارة بايدن أقنعت نفسها بهيمنة إيران على سوريا، وتقول أيضاً، بإعطاء ضوء أخضر أمريكي للتطبيع مع سلطة سوريا المفيدة.
ألا تكشف هذه الأفكار أخطر ما حاولوا التستر عليه، عبر دعاية الانسحاب الأمريكية، ودعاية نظرية المؤامرة الكونية الإيرانية، من وجود علاقة نهب وسيطرة تشاركية، أمريكية/إيرانية، تفسر تقاطع جهود النظامين في صناعة صيرورة الحرب الميليشياوية، وهزيمة مشروع التغيير الديمقراطي، وتفشيل سوريا.
فإذا كانت واشنطن قد أعطت اليوم الضوء الأخضر للدول العربية للتطبيع مع النظام، فهذا يعني أن تلك الدول لم تكن تستطيع التطبيع دون الضوء الأخضر الأمريكي، أليس كذلك؟.
ألا يؤكد هذا واقع أن تلك الدول العربية، لم تكن قادرة على خلق وتمويل ميليشيات طائفية في سوريا خلال 2011-2013، تقاطعت مع أدوات الميلشة الإيرانية لتتطييف الحراك وتحويل مسار الصراع السياسي، لولا ضوء أخضر أمريكي؟ ويعني أيضاً أن النظام الإيراني نفسه، وذراعه اللبناني، لم يكن يستطيع أن يتدخل في الصراع لصالح السلطة، ولمنع حدوث انتقال سياسي، حتى قبل تفجر الحراك في 2011، لولا نفس الضوء الاخضر الأمريكي!! أليست أمريكا هي القوة الدولية والإقليمية المهيمنة عسكرياً على قلب منطقة الشرق الأوسط منذ غزو العراق 2003؟ أليس سلوك غياب الفعل الرادع هو أكثر أشكال الممارسة السياسية فاعلية؛ عندما لا يكون على الولايات المتحدة ان تفعل شيئاً سوى انتظار ما يفعله الآخرون (الإيراني) لتحقيق أهداف سياساتها: حماية سلطة النظام وعدم السماح بحدوث انتقال سياسي، قد يفتح أبواب مسارات تغيير ديمقراطي شامل، يهدد مرتكزات سيطرتها في منطقة هي الأكثر حيوية في عوامل الهيمنة الإمبريالية الأمريكية على أوروبا والعالم!؟.
ألا يؤكد هذا السلوك الأمريكي على امتلاك الولايات المتحدة لاستراتيجية محددة، ليس فقط لمواجهة الربيع السوري، بل والعربي والإيراني، وهو العامل الوحيد القادر على إعطاء تفسير موضوعي شامل لما واجهته ثورات الربيع العربي من هزائم مأسوية!.
أما عن طبيعة المصالح التي تدفع أمريكا لاتخاذ سياسات معادية لقوى وأهداف التغيير الديمقراطي، فهي أكثر من واضحة، وهي التي حددت سياسات واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ألم تتكامل أدوات ووسائل النظام الإيراني لحماية لسلطة – الميلشة والتطييف – مع أدوار شركاء واشنطن التاريخيين في أنظمة الخليج العربي، خاصة النظام السعودي؛ وقد تم استخدام إمكانيات المملكة الضخمة في تطييف الحراك السوري واليمني، وهزيمة أهداف المشروع الديمقراطي، وتهميش قوى المعارضة (وهي مصالح مشتركة للجميع)، وقد أكد ما حصل لاحقاً من سياسات تفشيل الدولتين، وتسليمهما لقمة صاغة لميليشيات النظام الإيراني، (وشكل خطراً استراتيجياً على الأمن القومي السعودي)، انحياز الولايات المتحدة المطلق لشريكها الجديد، رغم ما قدمته قيادة – المملكة الغارقة في الاستبداد، المتحالف استراتيجياً مع واشنطن – تاريخياً من خدمات عظيمة للمصالح الأمريكية، جعل منها، طوال الحقبة السابقة على انتصار الخمينية، أحد أهم مرتكزات السيطرة الأمريكية.
يحصل هذا التغيير الخطير في أدوات السيطرة الإقليمية الأمريكية دون أن يتعلم خدم السياسات الأمريكية في الرياض حرفاً واحداً من لغتها السياسة، ودون أن يحاولوا استيعاب طبيعة التحالف الاستراتيجي الذي نسجته مع نظام طهران، حتى قبل وصول الخميني إلى السلطة؟!.