في تركيا.. ما بين العودة الطوعية والترحيل القسري تقطعت أوصال عائلات سورية
من أكثر المشكلات التي تواجه السوريين هذه الأيام، قضية الترحيل القسري للاجئين السوريين من الأراضي التركية، ضمن مسمى “العودة الطوعية” إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
نينار برس التقت بالسيد “محمد. ع” 41 عاماً، لتنقل قصته، وما تعرض له مع عائلته، من الاعتقال والترحيل القسري لزوجته، من إسطنبول إلى إدلب.
وانتشرت العديد من المشاهد المصورة لسوريين في مراكز الترحيل، وآخرين عند وصولهم الأراضي السورية عبر بوابتيّ (السلامة، والهوى).
وفي سياقٍ متصل حاورت “نينار برس” الناشط الحقوقي السوري/التركي “طه الغازي”، للوقوف على أسباب، وصحّة، وأحقية، ونتائج الحملة الأمنية للسلطات التركية على المواطنين “غير الشرعيين”، الموجودين على أراضيها.
وفي الأول من شهر أغسطس/آب من العام الجاري، نشرت الصفحة الرسمية لمعبر باب السلامة شمالي حلب، أنه بلغ عدد السوريين العائدين ضمن مشروع العودة الطوعية (2236)، فقط عبر باب السلامة، في شهر تموز وحده.
أمّا بوابة تل أبيض شمالي الرقة، أعلنت إحصائية الشهر ذاته، في مشروع العودة الطوعية (1838) مواطن سوري، واللتان تداران من قبل الحكومة السورية المؤقتة.
ولم تنشر بوابة باب الهوى – التي تدار من حكومة الإنقاذ – أي إحصائيات بما يخص العودة الطوعية.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد قال في 27 يوليو/تموز، إن حكومته تخطط لإعادة مليون سوري إلى بلادهم، من خلال توفير الخدمات لهم، منتقداً في الوقت نفسه “موقف المعارضة غير الإنساني تجاه اللاجئين السوريين الذين فروا من الموت”، جاء ذلك خلال مشاركته، في مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة.
وأضاف: “حتى الآن نقوم ببناء نحو 500 ألف منزل هناك (في الشمال السوري)، ستزداد العودة الطوعية والكريمة مع استمرار استتباب الأمن والاستقرار”. موضحاً “فقد عاد نحو 600 ألف سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة بعد تطهيرها من الإرهاب”.
ولم ترد أي إحصائية دقيقة – من أي جهة رسمية – عن السوريين المرحلين من تركيا إلى سوريا، واكتفت رئاسة الهجرة التركية بذكر عدد المهاجرين في تركيا، البالغ عددهم (4،893،752) مهاجراً، وأنها مستمرة في مكافحة المهاجرين غير النظاميين في عموم تركيا.
وشهدت تركيا موجه هجرة للسوريين منذ أواخر العام 2011، بسبب الحرب الدائرة في البلاد، حيث تأرجحت الإحصائيات للمقيمين على الأراضي التركية منذ 7 سنوات، حتى اليوم ما بين 3.5 و4 مليون سوري، عدا عن الذين مروا فيها قاصدين الدول الأوروبية والذين فاق عددهم مليون ونصف سوري، ما سببت الهجرة السورية حالة من التذمر في الشارع التركي، وسط دعم واضح من بعض الأحزاب السياسية، في محاولة منها التخلص من الوجود السوري على أراضيها، في ظل تزايد أعداد الهجمات العنصرية على السوريين، التي خلفت عشرات القتلى والمصابين على أيدي شبان أتراك طوال السنوات الماضية، وهذا ما رفع نسبة السوريين القاصدين اللجوء إلى أوروبا عبر طرق محفوفة بالمخاطر التهمت أعداداً كبيرة من المهاجرين، ويبقى السؤال مطروحاً، إلى متى سيبقى المواطن السوري يعيش أزمة الوجود على الأرض بكرامة؟.
“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.