fbpx

في بعض الأوهام النخبويّة!

0 147

بعد أن تكشّفت حقائق أهداف قيصر، وما رافقه من ترويج إعلامي لتضليل الرأي العام السوري، وتغييبه عن حقائق الواقع، يعاودون الكرّة اليوم مع ما يُسمّى قانون الكبتاغون!!.

هو فيلم أمريكي طويل، أطلقَ أولى مشاهده المخرج الكبير، السيّد أوباما، ولعبت دور البطولة، السيّدة الأولى، المصون كلينتون، وزيرة خارجيته، وكانت تراتيل انتهاء الصلاحية… والشرعية، أولى نغماته النشاز.. وما خلقته من أوهام قاتلة عند السوريين، يصرّ بعض ضحاياها، على تكرار اللحن الجنائزي الحزين!.

أيّها العقلاء!!

تكرّرون اليوم نفس الديباجة التي أعقبت صدور قيصر وتروّجون لنفس الوهم الذي أطلقه أوباما، وغيره من المسؤولين الأمريكان، دون أدنى محاولات تعلّم الدروس، ومراكمة التجارب!.

هذا القانون الجديد الذي تحتفي به نخب المعارضات اليوم، معتقدة أنّه سيُخرج الزير من البير، لن يكون سوى حلقة أخرى من مسلسل الكذب الأمريكي، وفي سياق تضليل الرأي العام السوري، لإخفاء طبيعة الإجراءات التي تنفّذها واشنطن، بالتنسيق مع الشركاء، وفي مقدمتهم موسكو، لتنفيذ مشروع تسويتها السياسية.

معارضتكم لسياسات النظام لا تقتضي بالضرورة عدم إدراككم لحقيقة أنّ الولايات المتّحدة هي الحامل الرئيسي لصيرورة التدمير المستمرة في أعقاب حراك 2011، وفي مواجهة مشروعه السياسي، سواء في مرحله قطع مسار الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي بين 2011-2014، أو مرحلة حروب إعادة توزيع الحصص ومناطق النفوذ بين أذرع الثورة المضادة ومشغليهم الإقليميين، بين 2015-2020، أو في ما يحدث خلال العامين الماضيين من إجراءات لخلق تهدئة مستدامة بين سلطات الأمر الواقع، في سياق تسوية سياسية، وفقا لمسار جنيف/آستنة، وتتضمّن إعادة تأهيل سلطات الأمر الواقع الميليشياويّة، ولا عدم معرفتكم أنّ جميع الآخرين ليسوا سوى شركاء وأدوات في الحروب والغنائم، (وليسوا أصدقاء أو حلفاء لقضية السوريين المركزية وما يتطلّبه الحل السياسي الوطني من خطوة الانتقال السياسي، والتحوّل الديمقراطي!)، بغضّ النظر عن تناقض المصالح وتصارع السياسات حول الحصص، ومناطق النفوذ!!.

إصراركم على رؤية العلاقات بين قوى الخيار العسكري باتجاه واحد هي حالة انفصال عن حقائق الصراع، ومصالح قواه، ومن الأفضل لكم، احتراما لذواتكم الكريمة واعتبارات أخرى، أن تُعيدوا النظر بما أصبح بديهيّا في وعيكم السياسي، وترتقوا إلى مستوى حقائق الواقع المرّة التي تقول بتقدّم خطوات تسوية سياسية، تقود مشروعها واشنطن، وتتمحور حول تحقيق تهدئة مستدامة بين سلطات الأمر الواقع، بما يسمح بشرعنتها وإعادة تأهيلها، من جهة، ويضمن من جهة ثانية، حصص جميع شركاء الخيار العسكري الطائفي الخارجيين – الولايات المتحّدة، روسيا، إيران، تركيا وإسرائيل – على حساب حل سياسي للصراع التاريخي على شكل السلطة وطبيعتها، كان مطروحاً خلال النصف الثاني من 2011، ومطلع 2012، حين تمّ إجهاضه، بتوافق مصالح وسياسات أمريكية/روسية.

لنخرج من تحت سيطرة وعي سياسي نخبوي معارض أقلّ ما يُقال في توصيف حالته بأنّه يعاني من انفصال مزمن عن حقائق الصراع، غير واع لطبيعة مصالح قواه، وعلاقاتها الجدلية وعوامل سياقاتها التاريخية!!.

النور، والسلام والعدالة لهذا الشعب المظلوم!!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني