fbpx

في المشهد السياسي السوري الراهن، وأسئلته الجوهرية! في العلاقة الإشكالية بين إعادة التأهيل والإصلاح!

0 177

تابع الجزء الثانيفي حلف الاستبداد

لاتكل النخبة السياسية والثقافية السورية؛ التي تتصدر وسائل إعلامها ومنصاتها المشهد الثقافي السوري المعارض في فضائه الديمقراطي، الأوروبي والأمريكي، وتساهم في فبركة وعي جمهوره؛ ولا تمل، في سعيها المتواصل لفضح سياسات وطبيعة أدوار القوى التي تورطت في الحرب ضد أهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري، طالما يتعلق التحليل بقوى المحور الروسي، أنظمة وسلطات وأذرع ميليشياوية!!
يندفع الجميع، لأسبابه، ودوافعه الخاصة، لاستخدام كل مهاراته البحثية؛ الطبقية والطائفية، والقومية؛ لتعرية بنى وسياسات ووسائل السلطة، وشريكها، الروسي/الإيراني، أو خصومهم الأتراك، وبعض السياسات الخليجية، وهو حق، وواجب، لكنه، في أحسن حالاته، وأكثرها موضوعية، لا يقدم سوى نصف الحقيقة المرتبطة بطبيعة الصراع؛ في قواه، وأهدافه، وسياقه التاريخي؛ ويوارب، بل يكذب، حين يتطلب قول الحقيقة كاملة فضح الدور الأمريكي/الأوروبي (الديمقراطي)، الحاسم في حماية سلطات الاستبداد المحلية، والاقليمية، وفي تيسير الدور الروسي!
في خضم حروبهم المُعلنة على النظام ومحوره، يتجاهلون حقيقة وجود المظلة الأمريكية الحامية، ليس فقط لجميع سلطات الأنظمة الإقليمية المعادية لتطلعات شعوب المنطقة، بل أيضاً، والأكثر خطورة، للممارسات وسياسيات النظام الروسي، التي تصب، في نهاية المطاف، في مصلحة سياسات واشنطن الاستراتيجية، في سوريا، وكامل منطقة الشرق الأوسط!
قد يكون لعدم تقديم ما يكفي من الجهد النخبوي، السياسي والثقافي، لكشف حقائق السياسيات الأمريكية، أسباب، ودوافع عديدة، سواء على صعيد الشخصيات أو التجمعات والهيئات المعارضة، لسنا في صدد الحديث عنها هنا، لكن، في تقديري، ليس من بينها الخشية من تساوق مواقف المثقف، المعارض، مع أطراف المحور الروسي، المقاوم، التي تصب جام غضبها الديماغوجي، التضليلي، على الأمريكان، وتحملهم مسؤولية الحرب، في إطار دعاية المؤامرة الكونية!
من جهتها، لا تقف الولايات المتحدة، بالطبع، مكتوفة الأيدي، تجاه دعاية المؤامرة الكونية، التي تحملها المسؤولية، بل تعمل على دحضها، بدعاية أمريكية، أكثر كذباً وتضليلاً، تحاول إخفاء دورها الحقيقي ومسؤوليتها الأولى، وتبرئة سياساتها، وتتحدث بألسنة مسؤولي الإدارات الأمريكية، وأبواق مراكز بحوثها، عن تراخي استراتيجي أمريكي، وانسحاب من المنطقة، تستغله روسيا، والأنظمة الاستبدادية، لممارسة هوايتها، على طريقة القط والفأر، الشهيرة!

كعادتها، تتلقف النخب السياسية والثقافية هذه الدعاية الانسحابية الأمريكية، وما يتفرع عنها من نظريات حروب باردة جديدة، وصراع أمريكي صيني/بركسي، وتشبعها تحليلاً، وتدويراً، لتقنع الضحية ببراءة الولايات المتحدة، كما تحاول دعاية المؤامرة الكونية إقناعه ببراءة الأنظمة!!
إذ يسعى هذا الصراع، في فضاء الإعلام وحقول الدعاية، بين حلف المؤامرة الكونية وحلف الدعاية الأمريكية، إلى فبركة وعي شعبي مُضَلل، يغيب حقائق الصراع، فإن حرص الجميع على تبرئة سياساتهم من خيار الحرب، وحقيقة أهدافها، وما نتج عنها، يُفسر جزئياً التوافق على تحويل الإسلام لكبش الإرهاب!

لقد تقاطعت دعاية الجميع عند تحميل مسؤولية الثورات، والثورات المضادة، والحروب والحقد الطائفي، وكل أشكال الميلشة والترهيب والتدمير، للإسلام السياسي، وما يولده من أشكال الإرهاب والتطييف والميلشة!!

هنا، أيضاً، لم تضيع النخب العلمانية فرصتها الثمينة، فتلقف نخبة مثقفوها، بحماس المناضلين، الإسلام وتراثه وأتباعه، وأوسعوهم بحثاً وتحليلاً، لإثبات مسؤوليتهم عن الإرهاب والتطرف الإسلامي الحديث، متجاهلين حقيقة أن هذا الإسلام، بفكره، وتنظيماته السياسية، وأذرعه الميليشياوية، بدءاً من الإخوان المسلمين، وصولاً إلى الهيئة النصراوية،، مروراً بقاعدة أسامة بن لادن السعودية، والظواهري، وليس انتهاءً بالميليشيات الإلهية الايرانية، وحشودها الشعبية، الحوثية، هي جميعها ليست سوى شركات مساهمة، لأطراف تحالف واحد؛ تشغلها الولايات المتحدة، وتكلف مَن يُديرها في أجهزة الأنظمة الإقليمية، السعودية أو الإيرانية، أو… وتحدد طبيعة تمويلها وشكل يافطتها، ومهامها وتوقيت ظهورها، أو تبخرها، وفقا لحاجات الولايات المتحدة وشركائها، السياسية والعسكرية، ولا يمكن فصل سياق ظهورها وطبيعة مهامها، عن هذا السياق الأمريكي/الحليف العام!!

عوامل سياسية، بالجوهر، هي التي تفسر طبيعة الظاهرة، ولا تنفصل أبداً عن سياسيات ومصالح الولايات المتحدة، وجميع شركائها الإقليميين والدوليين، الذين يشكلون، حلف استبداد، إرهابي، في مواجهة استحقاقات ديمقراطية وطنية شاملة، تناضل من أجل تحقيقها شعوب المنطقة، ونخبها الوطنية الديمقراطية، الصادقة طيلة عقود!!.

قد يجد بعضهم في أطروحة حلف الاستبداد رؤية أقرب إلى ديماغوجيا المؤامرة الكونية، وهي نظرة متسرعة، تفتقد إلى الدقة والموضوعية:

بينما تحاول أطروحة حلف الاستبداد كشف حقيقة وجود تقاطع، وتوافق موضوعي وسياسي، في المصالح والسياسات حول هدف منع حدوث انتقال سياسي وإصلاح ديمقراطي في ربيع سوريا 2011، بين سلطة النظام وسلطات أنظمة الاستبداد الرأسمالية الإقليمية، من جهة، وبين مراكز النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالية، (الديمقراطية، والاستبدادية على حد سواء، في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا)، وصل إلى درجة التنسيق السياسي والتكامل العسكري، بين جميع القوى التي تتعارض مصالحها وسياساتها مع مسارات الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي، وجعل من قوى متنافسة، تتنازع على السيطرة الإقليمية، كالسعوديين والإيرانيين والإسرائيليين، شركاء معركة استراتيجية واحدة، وجدت في الخيار الأمني/العسكري/الطائفي وسيلتها، وشكلت في سياقه، أذرع قوى الثورة المضادة، الميليشياوية.

تروج سلطات وأبواق نظرية المؤامرة الكونية لدعاية كاذبة، تسعى لإخفاء حالة التشابك في المصالح، والتقاطع في الأهداف والسياسات، خاصة مع الولايات المتحدة، بهدف تضليل السوريين حول طبيعة الصراع وقواه وأهدافه؛ بما هو صراع ديمقراطي، بمواجهة قوى استبداد؛ ليتحول ديماغوجياً، إلى صراع مقاوم لسياسات الولايات المتحدة؛ الساعية لتحسين سلوك النظام، ودفعه إلى التطبيع مع إسرائيل!.
في دعاية المؤامرة الكونية، المُضَللة، تتواجه سياسات واشنطن وروسيا وطهران ودمشق، حول قضايا التطبيع والإرهاب والعلاقات الإقليمية، وسلوك النظام والتسلح البالستي والكيماوي والذري، وتختفي حقائق الصراع الكبرى، المرتبطة بنضال السوريين التاريخي لإصلاح نظام الاستبداد، والانتقال الديمقراطي، وما يواجهه من أساليب سلطوية قامعة، تلقى الدعم من قوى إقليمية ودولية، والحماية من سياسات استراتيجية أمريكية؛ يبقى الثابت الأهم على قائمة أولوياتها، العداء لأهداف، وقوى التغيير الديمقراطي، إلى درجة يصبح فيها تقاطع مصالح وسياسيات الجميع واقعاً موضوعياً، أنتج، في ربيع 2011، وفي مواجهة تحدي الربيع العربي والسوري الديمقراطي، تحالف سياسي وعسكري، داعم لقوى الاستبداد، وممانع للتغيير الديمقراطي!

بهذا المعنى والسياق، حلف الاستبداد هو تحالف موضوعي وسياسي، متعدد الجبهات، السياسية والعسكرية، والديبلوماسية والإعلامية، ومتكامل الأدوات والوسائل، بقيادة الولايات المتحدة وروسيا، عمل على توحيد جهود جميع القوى والسلطات والحكومات، محلياً وإقليمياً وإمبريالياً، بغض النظر عن تناقض أهداف مشاريعها الخاصة، حول هدف استراتيجي مشترك، شكل تاريخياً الثابت الوحيد في الاستراتيجيات الأمريكية والروسية، رغم شتى أشكال المتحولات،
قطع سبل التغيير الديمقراطي لشعوب المنطقة، من أجل حماية وسائل سيطرة وأركان النظم السياسية القائمة، بما هي مرتكزات السيطرة الإمبريالية، وبما يضمن بالتالي استمرار آليات، ووسائل شباك النهب والسيطرة التشاركية، المحلية والإقليمية الإمبريالية!

بالطبع، لا يمكن لهذا الحلف أن يحقق أهدافه، ويمنع وصول التناقضات بين قواه إلى حالة تناحرية، تهدد مصالح الجميع، (كما حصل في إسقاط الأتراك والإسرائيليين لطائرات روسية، في تحد مهين لأسطورة سلاح الجو الروسي، أو خلال الغزوات التركية المتتالية لمناطق قسد، وفي مواجهات قاسية بين الجميع والميليشيات الإيرانية) دون وجود قيادة لوجستية على الأقل، تنسق ادوار الجميع، ولا يمكن لهذه القيادة أن تتجاوز، لأي سبب، زعيمة النظام، في واشنطن!!
 في مواجهة تحدي الانتقال السياسي، والتحول الديمقراطي في سوريا، في ربيع 2011؛ ورغم اختلاف سيناريوهات إجهاض أهداف التغيير لشعوب المنطقة قليلاً، لأسباب عديدة، ترتبط أساساً بشبكة واسعة معقدة، متنافسة من المصالح، وما تخلقه من تناقضات بين أهم مرتكزات السيطرة الإقليمية التاريخية للولايات المتحدة؛ أنظمة إيران والسعودية وتركيا ودولة الكيان الإسرائيلي؛ وبما يشكله من فارق، وبخلقه من تناقضات إضافية، واقع الدور الوظيفي، الاستثنائي، الذي يؤديه النظام السوري في حمل أهداف المشروع الإيراني؛ فقد تكاملت جهود الجميع – الخصوم والمنافسين والأعداء والأصدقاء – المباشرة، أو عبر الوكلاء، لتحقيق هدف واحد، بأدوات الخيار العسكري الطائفي:
تفشيل جهود قيام حل سياسي للصراع، ودفعه على مسارات العنف والعسكرة، رغم ما يمكن أن يؤدي إليه من تفشيل لمقومات الدولة السورية، ورغم ما ينتج عن طبيعة الأدوات الميليشياوية، الطائفية، الإرهابية، المستخدمة من قتل وتدمير وتهجير.. واحتلالات!!

خلال صراعات السنوات العشر الماضية، استخدمت قوى تحالف الاستبداد، المعادي لأهداف السوريين الديمقراطية، محليا وإقليمياً وإمبريالياً؛ وعبر تبنيها للخيار الأمني/العسكري الطائفي، في مواجه حراك السوريين السلمي، الإصلاحي، ومن أجل هزيمتها؛ أذرع محلية، لم تقتصر على قوى وميليشيات طائفية؛ تتستر بعباءة الدين، وترفع شعاراته، وما نتج عن دورها من تعميق للصراعات الطائفية، وتفتيت جبهة قوى الانتقال السياسي والتحول الديمقراطي؛ بل علاوة على استخدام الميليشيات الطائفية، وبما يكمل دورها، استُخدمت أيضاً ميليشيات قومية، ترفع شعارات يسارية، للقيام بنفس أدوار القوى الطائفية، من أجل تفتيت قوى التغيير السوري، على أسس قومية؛ فتكاملت أسباب التفتيت الطائفي مع أسباب التفتيت القومي، كأذرع محلية لقوى الثورة المضادة، في هزيمة أهداف وقوى المشروع الديمقراطي!!

ليس خارج هذا السياق، يحصل تكامل الدور الوظيفي؛ في إطار جهود قوى الثورة المضادة لتفتيت جبهة قوى التغيير الديمقراطي السورية، جمهوراً ونخباً؛ الذي مارسته قيادة قسد، القومية/اللينينية، مثلاً، بدعم من الولايات المتحدة وروسيا، وتنسيق مع النظام، مع الدور الذي مارسته ميليشيات إسلاموية، بدعم سعودي وتركي وإيراني؟!.

الجميع أذرع ميليشياوية، والجميع أداة لهذا الطراف، أو ذاك، من قوى الاستبداد، والجميع يضع أجندات، طائفية أو قومية، في مواجهة الأجندة الديمقراطية، السورية الوطنية!!
المؤسف هو ما حازت عليه أذرع قوى الثورة المضادة من تغطية نخبوية، سياسية وثقافية، ساهم في تعميق أسباب الانقسام العمودي، الطائفية والقومية، وصب في خدمة أجندات قوى الخيار العسكري، وأهدافها المعادية للتغيير الديمقراطي، والساعية لهزيمة قواه الوطنية، وتدمير جمهوره؟
هي دروس باهظة الثمن، هل يدركها الوطنيون داخل صفوف المعارضة ويتعلموا من أخطائها؟

على أية حال، قدم الصديق العزيز أحمد علي محمد في مقاله الأخير، التجربة التونسية.. دروس واستنتاجات – موقع مواطنة، 18/8/2021، ما يوضح طبيعة علاقات النهب والسيطرة الجدلية، التشاركية، بين سلطات الأنظمة الإقليمية وعرابها في واشنطن، ويفسر طبيعية المصالح التي يقوم على أرضيتها حلف الاستبداد (السوري!)؛ في أهدافه، وقواه وأدواته:
“… إذا أردنا تعريف الاستبداد السياسي الأخير قلنا إنه الشكل السياسي الذي تتحقق به مصالح البورجوازية الكومبرادورية العربية وحلفائها في المراكز المتروبولية الغربية، والأصح أن نقول، هو الشكل السياسي الأمثل الذي تتحقق به مصالح المراكز الإمبريالية في الغرب وشركائها المحليين من بورجوازيات عربية تابعة تتمثل وظيفتها في نهب الفائض المحلي وتحويله إلى المراكز الإمبريالية، أي هو شكل الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة أو التحالف الطبقي المسيطر، بهذا المعنى يصبح الاستبداد السياسي ضرورة لأغنى عنها للحلف المذكور من أجل تأبيد مصالحه ودوام سيطرته، ولعل هذا التعريف أن يفسر لنا كيف تنادت كل القوى الإقليمية والدولية المعادية لتطلعات شعوب المنطقة لإنشاء ذاك التحالف الدولي غير المقدس، عقب قيام ثورات الربيع العربي من أجل إجهاض هذه الثورات ومنعها من تحقيق أي من أهدافها، عبر تحويل هذه الثورات إلى ثورات مضادة، أو دفعها دفعاً إلى مزالق العنف والطائفية والاقتتال العبثي، وقد لعبت قوى الإسلام السياسي بكل أطيافه (على المستوى الداخلي وبالتنسيق مع الخارج) دوراً محورياً في عملية الإجهاض هذه، لقد شكلت هذه القوى في الواقع خشبة الخلاص للأنظمة المستبدة في مختلف الساحات”.

نظرياً، يؤكد وجود هذه الظاهرة السياسية ما كشفته أهم قوانين تطور النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالي الاقتصادية، حول ترابط نمطي علاقات الإنتاج الكولونيالي البرجوازي الإقليمي، والرأسمالي، الإمبريالي.

عند تحليله لأسباب المأزق التاريخي للطبقة المتوسطة، وعجزها عن تحقيق أهداف التحرر الوطني (والتغيير الديمقراطي)، أو أن تمارس عدائها النظري للإمبريالية، أكد المفكر الماركسي اللبناني، مهدي عامل، على ما يفسر ذاك الترابط البنيوي: القاعدة المادية لبقاء السيطرة الإمبريالية هي في بقاء علاقات الإنتاج الكولونيالية، وفي تجددها.

… استمرار السيطرة الطبقية في البلدان المُستَعمَرة قائمة على أساس وجود هذه العلاقات بالذات، التي تشكل القاعدة المادية للسيطرة الإمبريالية نفسها.
ثم أضاف، ما يترتب على ذلك من مصالح مشتركة، في حقول الصراع السياسي:

إنها، (البرجوازية الكولونيالية) تهدف في ممارسة صراعها الطبقي إلى تأبيد علاقات الإنتاج التي بتأبيدها، تتأبد علاقة التبعية البنيوية للإمبريالية (مهدي عامل – المقدمات النظرية، ص 316).

القاسم المشترك للمعادلة الكولونيالية/الإمبريالية هو بالطبع العداء للديمقراطية، فكراً، ونظاماً سياسياً.

شرح تجسيديات الأطروحة ذاتها، بلغة الصراع السياسي، بوضوح ودقة، المناضل الفلسطيني/السوري، المفكر الشيوعي، الراحل سلامة كيله، في أهم الكتب التي تناولت الثورة السورية، التراجيديا السورية.

يعتقد المفكر سلامة كيلة أن السبب الجوهري الذي صنع الكارثة السورية وحول الحلم والأمل بالتغيير إلى تراجيديا مأساوية هو مواجهتها من قبل تحالف عالمي، تضمن قوى الاستبداد السورية، وسلطات أنظمة الاستبداد الإقليمية، والحكومات الديمقراطية في المراكز الإمبريالية، التي التقت مصالحها حول هدف منع انتصار أهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري.

… كل تلك النظم، من النظام السوري والدول الإقليمية والإمبريالية الأميركية عملت على ذلك بتناسق كامل. فالأهم كان تدمير الثورة، وتحويلها إلى مجزرة تكون مثالاً لشعوب العالم التي تتحفز للثورة كي تتردد ولا تجرؤ على التحرك. كل ذلك هو الذي أنشأ التراجيديا السورية!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني