fbpx

في أبرز وقائع مشروع السيطرة الإقليميّة التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني!

0 55

في مقال مفصّل في “الحرة” الأمريكية، يضع الباحث الأميركي، المتخصّص في قضايا “الشرق الأوسط”، “ألكسندر لانغلويس” الضربات العدوانية في سوريا في سياق استراتيجية “قص العشب” التي يمارسها جيش العدو في فلسطين المحتلة ضدّ “كتائب حماس والجهاد”، عندما أكّد أنّ الضربات التي تنفذها إسرائيل في سوريا هي “جزء من استراتيجية قص العشب خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة”، موضّح أنّ “استراتيجية قص العشب” تمثّل أداة “استنزاف عسكرية إسرائيلية تهدف إلى تقليل قدرة خصومها على إلحاق الأذى بها، وتحقيق الردع عبر عمليات دورية”، وأنّ “إسرائيل تستهدف تحركات الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وشحنات الأسلحة والمواقع الاستراتيجية الأخرى، بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها”.

ثمّ يضيف قوله أنّها تهدف إلى “إدارة القوة الإيرانية في سوريا وإبطاء طرق التهريب الممتدة من إيران إلى لبنان لدعم حزب الله اللبناني”… محاولاً تبرير وتفسير خاصّة الهجوم “المجوقل” الذي نفذّته في مصياف “وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي” والمعروفة باسم “شلداغ”!

التساؤل الرئيسي الذي أحاول مقاربة جوابه الموضوعي:

ما هو الهدف المركزي لعملية “سهام الشمال” التي أطلقها جيش العدو في سياق تصعيد الحرب ضد حزب الله في أعقاب عمليات “البيجر” و”خليّة الرضوان” واستهدفت ضرباتها الجوّية المركّزة مواقع الحزب داخل الحاضنة الشعبية في الجنوب والبقاع، مؤدّية بما رافقها من تحذيرات إعلامية إلى نزوح أعداد كبيرة، قد تتجاوز المليون، وتتخذ من سوريا هدفها النهائي؛ والتي من الطبيعي أن لا يُعلن عنها صراحة “الجيش الإسرائيلي” ويعمل على تغييبها الباحث الأمريكي في إطار دور وجهود وسائل وأقلام صناعة الرأي العام الأمريكية في تضليل الرأي العام – على جميع الساحات، خاصّة السوريّة؟

تساؤلات في السياق نفسه:

هل تأتي في سياق واستمرار “حرب الإسناد”، والهجمات الإسرائيلية “الانتقامية”، المستمرّة منذ الثامن من أكتوبر الماضي؟.

أم تأتي في إطار نتائج الحرب الإسرائيلية على القطاع، خاصة فشلها في “ترانسفير” جماعي إلى رفح.. ومصر والأردن؟!.

أين موقعها في تساوق أو تناقض مع عوامل سياق ووقائع إنجازات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية التشاركية مع النظام الإيراني، المتواصلة خطوات تحقيق أهدافه منذ مطلع 1980؟

هل تقتصر على أهداف استراتيجية “جزّ العشب” الإقليميّة، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما فصّلها خبير التضليل الأمريكي؟

أوّلاً: على صعيد التصعيد النوعي الجاري ضدّ الحزب باسم “سهام الشمال”، وطال القاعدة الشعبية في الجنوب ومناطق الضاحية ومواقع بعيدة في البقاع، الذي يهدف ويسعى كما هو مُعلن إسرائيليّاً إلى “إزالة المخاطر التي تمنع عودة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان”، الذين اضطروا للنزوح عنها هربا من مخاطر “معارك الإسناد” التي يشنّها الحزب منذ الثامن من أكتوبر الماضي، والتي ربط إيقافها بوقف الحرب العدوانية الإسرائيلية الانتقامية على القطاع، وبالتالي، يمكن الاعتقاد وفقا لرؤية نظرية جز العشب أنّ أهدافها لا تخرج عن سقف “قواعد الاشتباك” الإقليمية!.

فهل حقّا هي العوامل التي تحدد طبيعة حرب “سهام الشمال”؟!

1- بداية، ما هو المضمون الحقيقي لاستراتيجية “جزّ العشب” بالمفهوم الذي أتى على موقع “الميادين”:

استراتيجية “جزّ العشب” لا تنهي التهديد الأمني والعسكري، بل تبقيه في المستوى المقبول إسرائيلياً” يبدو جليا الهدف التضليلي للمفهوم في تغطيته على استراتيجية “قواعد الاشتباك” التي وضعت قواعد الحروب الإسرائيلية مع حماس في أعقاب مقتل رابين 1995، خاصة بعد سيطرة المنظّمة على غزة عام 2007؛ وكانت تستهدف قطع مسار مشروع أوسلو ومنع استكمال خطوات وإجراءات قيام مؤسسات السلطة الفلسطينية على مناطق 1967، وتدمير المقومات الجيوسياسية الفلسطينية التي يرتكز عليها، وكانت تتطلّب بقاء سلطة حماس على القطاع، وتمددها داخل مناطق الضفة، واستغلال وسائل وأدوات مقاوماتها المسلّحة ذاتية التصنيع لتبرير الحروب الإسرائيلية المتعاقبة منذ نهاية 2008.

2- بناء عليه، نتفق مع قراءة الباحث الأمريكي حول أهداف استراتيجية “جز العشب” حتى فجر السابع من أكتوبر حين كسر هجوم حماس الطوفاني قواعد الاشتباك الإسرائيلية، وكانت تلك “العملية النوعية “الحمساوية هي المخرج الذي تنتظره قوى اليمين الصهيوني المتطرّف لإنهاء المرحلة الأخيرة في استراتيجية “قواعد الاشتباك” مع حماس، وإنجاز الخطوات الأخيرة في مشروع إجهاض صيرورة أوسلو – تدمير القطاع وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتفكيك ما تبقّى من مؤسسات السلطة في الضفة، علاوة على ذلك، بالطبع، “اقتلاع” الفلسطينيين!

تهجير كامل الفلسطينيين في القطاع، تحت ذريعة مواجهة جمهور حماس، شكّل الهدف المركزي للحرب الإسرائيلية الانتقامية، وسعت كل وسائل التدمير والقتل الهمجية إلى ترهيب الفلسطينيين وتدمير شروط الحياة الإنسانية واقناعهم بضرورة البحث عن مكان آمن خارج القطاع، وكانت تأمل السلطات الإسرائيلية بالوصول إلى صفقات مع النظامين الأردني والمصري لاستيعاب الدفعات الجديدة من المهجّرين. في سياقات الحرب، فشلت إجراءات التهجير الشامل بسبب رفض السلطات المصرية والاردنية تسهيل دخول الفلسطينيين وتأمين شروط الإقامة والاستيعاب، وكان من الطبيعي أن تعمل السلطات الإسرائيلية على تنفيذ “الخطة ب”:

العمل على خلق منطقة عازلة “جنوب الليطاني” تحت يافطة تطبيق القرار الأممي 1701، وتحويلها إلى بيئة آمنة لاستيعاب الفلسطينيين الغير قادرين على الاندماج في ظل سلطة الاحتلال ووكلائها من الفلسطينيين!.

تحقيق هدف إسرائيل المركزي يتطلّب بالطبع ليس فقط إضعاف حزب الله عسكريا وربما اغتيال قيادته السياسية التاريخية[1] لدفعه على الموافقة على تطبيق القرار الأممي، بل ولكسر هيبته أمام القاعدة الشعبية الجنوبية المستهدفة بالدرجة الأولى، وإقناعها بسقوط مظلّة الحماية التي كان يشكّلها الحزب، وبالتالي ضرورة الهروب شمالا!

3- في توافق أو تعارض سياسات إسرائيل مع سياسات واشنطن وطهران!

إذ سعت واشنطن، في صيرورة “الهدن الإنسانية” واستراتيجية “منع انتشار النزاع إقليميّاً”، لمعاكسة سياسات حرب حكومة اليمين الصهيوني لتوريط النظام الإيراني وكسر قواعد الاشتباك مع حماس، وبالتالي إبقاء أهداف الحرب الانتقامية تحت مستوى سقف استراتيجية “جزّ العشب”، بما يحافظ على سلطة حماس ودورها السياسي، فقد رضخت (وشريكها الإيراني بما تلّقاه من ضربات موجعة) لحقائق الأمر الواقع التي صنعتها آلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة بلا هوادة، وأدّت الى تفكيك مرتكزات سلطة حماس وإنهاء وظيفتها السياسية، وبات الهدف المشترك “الأيرو أمريكي” الرئيسي هو منع تحقيق نفس الأهداف على صعيد حزب الله!.

في ضوء استنتاجات هذه القراءة، يمكّن توقّع طبيعة الصفقة الثلاثية التي سمحت لحكومة الحرب اليمينيّة العنصرية التي يقودها نتنياهو بحسم الجدال حول احتمالات الحرب على الجبهة الشمالية إلى قرار بحرب واسعة، أقرب إلى التمهيد لغزو بري:

 “مقابل عدم تنفيذ هجوم برّي شامل على طريقة غزو 1982 ومصير منظمة التحرير الفلسطينية، وحرب إضعاف (جزّ العشب) تحت سقف الحفاظ على “مرتكزات ووظيفة حزب الله في لبنان”، يغضّ الطرفان النظر عن هدف إقامة “منطقة عازلة” جنوب الليطاني، تحت ستارة تنفيذ القرار 1701 دون السماح بانتشار الجيش اللبناني، تستطيع حكومة الحرب او غيرها تحويلها إلى “موطن بديل لفلسطينيي حماس”!.

ثانياً: كيف نفهم توافق سياسات الترويكا في عوامل السياق الإقليميّة؟

بعيدا عن كلّ أشكال التنظير، تبيّن الصراعات على الإقليم وفيه، المتواصلة منذ 1980 – انتصار “الثورة الإسلامية” المضادة لثورة الشعب الإيراني الديمقراطية – في سياسات واشنطن وطهران تجاه لبنان والعراق خلال الثمانينات، والعراق وفلسطين حتى مطلع 2011، وسوريا واليمن حتى نهاية 2019، مقوّمات مشروع سيطرة إقليميّة تشاركية، يقوم على قاعدة تفشيل دول الإقليم المعنية، بأدوات القوى الميليشاوية، وتقسيمها بين سلطات أمر واقع، تتشابه في نهجها وآليات سيطرتها الاستبدادية، وتتنافس على الارتهان للأجنبي، الأمريكي الإيراني، بالدرجة الأولى[2]!.

 في لبنان، واكب الغزو الإسرائيلي 1982 وهزيمة المقاومة الوطنية اللبنانية الفلسطينية غزو آخر لا يقلّ خطورة على مستقبل لبنان والمنطقة:

ظهور وتمدد بواكير أدوات “تصدير الثورة” على شكل ميليشيا طائفية جهادية، استطاعت السيطرة على المقاومة الوطنية اللبنانية وعلى لبنان في سياق تدّخل و”هزيمة” قوات المارينز الأمريكي والفرنسية” عام 1983 و”هزيمة إسرائيل” وتحرير الجنوب، وقد توطّدت علاقة “تهادن وتخادم” بين الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المدعومة أمريكيّاً من جهة وبين حزب الله “الإيراني”، شكّلت آليات تفشيل الدولة اللبنانية وتقاسم السيطرة ومناطق النفوذ!.

 في العراق ،أدّت خطط وسياسات “بريمر” الأمريكي و “أحمد الجلبي” الايراني إلى تقسيم العراق، بعد تفشيله، الى ثلاثة أقاليم متواجهة (قبل وضعها منذ 2006 في عهدة “نور المالكي” زعيم ميليشيا “حزب الدعوة”)، سنيّة في الوسط وشيعيّة في الجنوب وكرديتان في الشمال (إربيل والسليمانية).

 أدّت حروب تقاسم السيطرة على سوريا بعد 2015، بتكامل سياسات وجهود الولايات المتّحدة والنظام الإيراني (وروسيا) إلى تبلور سلطات أمر واقع ميليشاوية، سنّيّة وكردية، إلى جانب سلطة النظام التي تهيمن عليها إيران وتحاول إعطائها صبغة طائفية محددة!.

عوامل السياق نفسه حددت مصير اليمن، وسقطت عند تخوم السعودية!

في موازاة تقدّم مسار الخَيار العسكري الميليشياوي في سوريا في أعقاب ومواجهة استحقاقات ربيع 2011 الديمقراطية، وفي نفس إطار المخطط الأيرو أمريكي الإقليمي، أُطلقت حروب “القاعدة و الحوثي” لتفكيك اليمن و السعودية إلى كيانات سنّية وشيعية، واستطاعت ميلشيا الحوثي التحوّل إلى “قوّة إقليمية”، بغضّ نظر أمريكي ودعم إيراني مباشر، بعد احتلال صنعاء، مهددة الأمن القومي السعودي، وأمن الملاحة العالمية في ممرات وطرق الخليج والبحر الأحمر، وتجرّأت على “إسرائيل”!.

هي أبرز عوامل سياق مشروع السيطرة الإقليمية الأمريكية الإيرانية التشاركية التي تفسّر التوافق حول إبقاء حزب الله، مقابل التضحية برأس حماس… وتدمير مقوّمات قيام كيان سياسي فلسطيني متصل، قابل للديمومة على مناطق 1967 وفقا للقرار 242 واتفاقيات أوسلو، على الأقل على غرار “سلطات الأمر الواقع” التي باتت تشكّل النظام السياسي الإقليمي “الأيرو أمريكي” في حقبة ما بعد الحرب الباردة – مظلّة حماية أمريكية تشكّلها قواعد الولايات المتّحدة الثابتة والمتحرّكة، وجيش “القيادة المركزية الأميركية الوسطى”، وسيطرة مباشرة لأذرع النظام الإيراني الميليشاوية!.

2- تبيّن القراءة السابقة احتمالات مسارات حرب “سهام الشمال” وهدفها المركزي:

أ- تنفيذ هجوم جوي محدود، يجبر حزب الله على تنفيذ القرار 1701، ووضع مناطق جنوب الليطاني تحت سيطرة إسرائيلية غير مباشرة.

ب- تنفيذ هجوم برّي محدود، يصل إلى تخوم الليطاني، ويسمح بوضع مناطق جنوب الليطاني تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة.

في النتائج الرئيسية المتوخّاة:

تهجير ملايين اللبنانيين الشيعة من الجنوب والضاحية إلى سوريا، دون إسقاط سلطة حزب الله الذي باتت أذرعه تهيمن على جميع مؤسسات ومفاصل الدولة اللبنانية، لكنّها تُعزّز مسارات وإجراءات تمكين سلطات الأمر الواقع اللاشرعية، المتجانسة، وفي ذلك مصلحة أمريكية إيرانية إسرائيلية، وتفسيرا لطبيعة التوافقات التي شكّلت شروط إطلاق “سهام الشمال” وحددت أهدافها في ضوء فشل الحرب على غزة في إحداث تهجير واسع النطاق.

في الختام، تبيّن القراءة الموضوعية طبيعة أهداف وأدوات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية الإيرانية الذي حمل بأدوات ونهج “تصدير الثورة “ومحاربة” الشيوعية والقومية التحررية” (ميليشيات الحركة الإسلامية الجهادية السنيّة والشيعية، وميليشات “الحركة الكردستانية” العابرة للحدود)، قطار تفشيل مؤسسات الدول وتقسيمها، بما واكبه من حروب معادية لصيرورات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي وصراعات مركّبة مع أصحاب المشاريع الإقليمية المنافسة أو المتصارعة مع المشروع الإيراني، ما تزال تهدد أمن دول الإقليم وتنذر بنقل النماذج العراقية والسورية واللبنانية.. إلى دول مركزية، شكّلت تاريخيا أبرز مرتكزات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية – السعودية وتركيا وإيران، ذاتها، التي أصبح سلطتها الميليشاوية الوكيل الإقليمي الرئيسي لمشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكية والمنافس الأبرز لسلطة دولة الاحتلال الصهيوني!.

وكلّ إقليم، وطوابير المشروع الإيراني الأمريكي من تيّارات وشخصيات وثقافة “اليسار المرتهن” لقوى وأذرع المشروع الإيراني الأمريكي… على أمل بانتصارات جديدة!.


[1]– المصادر الإيرانية الأمنية والإعلامية ذكرت يوم الجمعة أنّ طهران تتحقق من وضع زعيم حزب الله حسن نصر الله بعد غارة استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية، وأكّدت “وكالة تسنيم” الإيرانية للأنباء إن أمين عام حزب الله “بخير”، تتهم اليوم، السبت، إسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء، وتتحدّث عن اجتماعا أمنيا يرأسه “خامنئي”.

أعتقد أنّ اغتيال الأمين العام لحزب الله، في إطار أهداف إضعاف الحزب وفرض المنطقة العازلة جنوب الليطاني، إضافة إلى تحقيق انتصار معنوي كبير، ليس مستبعدا، وقد يكون الهدف الرئيسي للهجوم على “حارة حريك”، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة 27 سبتمبر الجاري أنّه “نفذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الإرهابية في الضاحية” كما ذكرت القناة “12” الإخبارية الإسرائيلية أنّ التقييم في إسرائيل يشير إلى أن نصر الله، “قُتل” في الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية”.

[2]– يهودية صهيونية في فلسطين المحتلة، طائفية وشوفينيّة – شيعية/سنيّة مسيحية في لبنان، كردية سنيّة “شيعية” في سوريا، سنيّة كردية شيعية في العراق، سنيّة شيعية في اليمن وأفغانستان، انتظاراً لتوفّر شروط تقسيم السعودية وتركيا التي فشلت جهودها الأمريكية – الإيرانية خلال العقد الماضي!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني